الأربعاء، أكتوبر 27، 2010

قراءة فى التاريخ الإسلامي ... ( 2 )

الدولة الاموية في المغرب :

نعود بالتاريخ في دورة سريعة لكي نكمل هذا المقال ، الدولة الأموية إنهارت في الشرق بعد خروج الأمراء الأمويين على حاكمهم " مروان بن محمد " لكونه من أم غير عربية وكانت من الإماء ، ثم أستطاع صقر قريش " عبد الرحمن الداخل " الهروب ورحل عن طريق مصر ثم بلاد المغرب وعبر مضيق جبل طارق ووصل إلى بلاد شبه الجزيرة الأيبرية " الأندلس " وهناك تمت بيعته على كونه خليفة للمسلمين في المغرب والأندلس نظرا لعدم مقدرة الدولة العباسية من السيطرة على كل ميراثها من الدولة الأموية ، وأيضا لكون الولاة في المغرب والأندلس لا يعلموا لهم من قادة سوى خلفاء بني أمية ، إذاً الدولة الأموية قامت بعد إنهيارها في الشرق وقيام الدولة العباسية ، لها إنجازات عديدة في نشر الاسلام في اروربا مثل :

مساندتها للإسلام وحماية المسلمين في بلاد الأندلس وبالطبع حماية الثغور ومحاولة التوسع وغيرها من الأمور في عهد عبد الرحمن الداخل وعبد الرحمن الناصر وخصوصا عهد عبد الرحمن الناصر الذي بلغت قوة الدولة في عهده مقدرة قوية جدا في نشر الدين والعلم والفنون والعلوم إلى أن أصابتها عدوى الإنقسام والبُعد عن الدين فإنهارت وكان في ظل تلك الخلافة عدة مراكز قوة من الداخل مثل ظهور قوة الحاجب ووصول الحاجب للسلطة والتحكم في الخلافة بسبب ما عُرف كسببا في إنهيار الخلافة ألا وهو التوريث ، فمن المعروف أن الوريث قد يكون قويا وقد يكون ضعيفا وللأسف لأن الأمر يتحول من البحث عن الأفضل لتولي الأمر ، إلى التوريث سواء أكان يصلح أم لم يصلح الشرط الأول والأخير هو أن يكون ابنا للخليفة الحالي أو تجري في عروقه دماء الخلافة - على أساس كونه مولود خليفة ابن خليفة - وبالفعل ظهرت قوة الحاجب في ظل أواخر الدولة الأموية الأندلسية ومع ضعف دولة الحاجب ، التي اعتمدت هي أيضا على التوريث ومحاولة الابن تحقيق ما حققه الأب من قوة وحماية الثغور وغيرها مع خبرة ليست متوفرة وقوة وشجاعة زائفة جعلت المسلمين يخسروا كافة الثغور والقوة التي حققها كل مَن سبقه وبالفعل تكالب الأمراء على الحاجب الجديد والخلافة وتم عزلهم وبدأت حالة من التخبط ، والتداعي الذي ليس له فائدة وفي النهاية تم الإنهيار التام لتلك الدولة التي أثبتت فشلها سواء كان في الشرق وعدم تعملها من أحطائها في الأندلس أيضا ، وكان سببا في هذا الشعور الزائف بالقوة والتراجع والبُعد عن الدين ، ومفهومه الصحيح ، وعدم تطبيق المبادئ الحقيقية للدين ، والإنقسام تحت كل فرقة ، وكل مذهب حتى تم الإنهيار الفعلي والتام .

ومن بعد الدولة الأموية في الأندلس ظهرت دولة ملوك الطوائف وهي كون كل إمارة أصبحت تقوم بالإغارة على غيرها وتسلبها مالها وتقتل نساءها وشيوخها وتستبيح حرماتها وتستعين بالغرب على الدويلات الإسلامية وقتل العشائر الاسلامية هناك مثل بني عباد وغيرها من الدويلات والعشائر العربية هناك ومع إشتداد القوة الغربية من قشتالة وليون وتوحيد الصفوف الغربية لمواجهة القوة الإسلامية هناك وأخذ الضرائب والثغور والمدن من ملوك الطوائف ، ووقوع عدة إمارات على الحدود في أيدي الغرب هرع الشيوخ وكبار رجال الأندلس الذين كانوا يخشون على تلك الأمة للمغرب لكي يستنجدوا بتلك الدولة الفتية ...

، ولكن الله أنجد المسلمين بدولة المرابطين بقيادة القائد يوسف بن تاشفين وإستطاع ذلك الملك أن يهزم الغرب المسيحي في موقعة الزلاقة وأن يأسر هؤلاء الأمراء الخونة وأن يعود بهم إلى بلاد المغرب ويحاكمهم ويسجنهم في سجون المغرب هناك واستمرت دولة المرابطين في الأندلس والمغرب لفترة طويلة ومن وكالعادة أصابها الضعف نتيجة نفس الأسباب وحب السيطرة وإبعاد الحكام عن مجرد كلمة الخطأ البشري ومحاولة تأليههم وبث روح عدم الخطأ في نفوسهم وما يقومون به هو الصواب بعينه حتى إنهارت الدولة التي كانت فتية ثم شاخت لتظهر بعدها دولة الموحدين ...

دولة الموحدين بداية وجودها كان في المغرب والتي بدلا من مساندة دولة المرابطين أصبحت تستحل ممتلكاتها بل ووصل بهم الأمر إلى تكفيرهم والقول عنهم إنهم ليسوا من الإسلام في شئ ومن هنا بدأت ترى أن أملاك المرابطين هي ميراثها الشرعي ووصلت إلى الأندلس وهناك أطاحت بالمرابطين بدلا من مساندتها وأخذ خبراتها في مواجهة الغرب وكونت لها إمارات وقوة ومكانة ولكنها لم تحافظ على فتوحات الدولة الأموية أو المرابطين على الرغم من الإنتصار المبهر في موقعة الآرك ولكن الأمر أصبح من سئ لأسوأ فأصبحت تلك الدولة تخاف من الغرب المسيحي ليس بسبب ضعف الحكام فقط بل بسبب التعدي على الدين ومحاولة طمس الفكر والتعلم وغيره ، الأمر الذي جعل الأمر يشبه محاكم التفتيش التي كانت تقيمها أوروبا في العصور الوسطى وإنهارت دولة الموحدين تدريجيا وأصبحت تدفع للغرب الجزية بعيون ذليلة وخزلان وتخاذل وبدلا من الثغور التي كان يتم التنازل عنها أصبح التنازل عن الإمارات الإسلامية حتى سقطت عاصمة الدولة نفسها " قرطبة " في أيدي الأسبان بكل سهولة ويسر ، تخيل انت يا مَن كنت تفرض الجزية على كل بلدان الغرب المسيحي فيما سبق يأتي عليك الدور لتدفع الجزية وتتنازل عن الثغور واحدا تلو الأخر ، فقط من أجل حفظ ماء وجهك وزعامة واهية وملك لا وجود له من الأساس .

فإن كان الأمر كذلك ، ألم يكن من الأحرى والأجدى أن يتعاونوا مع المرابطين لدفع الخطر الصليبي عنهم بل من مقاتلتهم وتكفير إخوانهم من المسلمين ، ومن بعد إنهيار الموحدين في الاندلس وتساقط الإمارات الإسلامية واحدة تلو الأخرى لم يتبقَ للمسلمين شيئا سوى ...

" الأندلس الصغرى أو غرناطة "

الأندلس الصغرى ، هي تلك المقاطعة التي حاول أبو عبد الله محمد بن خميس الخزرجي التوسع تحت عين وملاحظة ملك قشتالة ، وكان يعطي له الجزية في سبيل أن يضيف تلك المقاطعة إليه ، أو تلك الغلال له ، ومن ثم كون مملكته الصغرى التي أصبحت بعد ذلك آخر مكان لخلافة المسلمين داخل أوروبا والتي آلت في النهاية لأبناء بني نصر أو " بني الأحمر " والتي استمرت تحكم تلك المنطقة قبل السقوط الشهير وطرد المسلمين من الاندلس عام 1492م بعد قرابة ثمان قرون من الحكم الإسلامي لتلك المنطقة أو الدولة من دول أوروبا ، فيالله اذا كانت تلك الدول طبقت تعاليم الإسلام السمحة ومفهوم الدين بدلا من الإنقسام والفرقة ولم تبعد عنها أو وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بدلا من ذلك التناحر والتنازع ومحاولة إرث كل دولة للأخرى والتعدي على ممتلكات البعض ومحاولة فرض سيطرة مزعومة ، وقوة ليست متواجدة ، وحياة لا تتواجد إلا في مخيلات الملوك والأمراء ولا يعرفون شيئا عما يحاولون التواجد به .

ولم تترك ما يقول به الدين وتعاليم ووصايا نبي الأمة ألم تكن محافظة على التقدم والرقي ونشر الإسلام في كافة أرجاء الكرة الأرضية .

ونعود مرة أخرى لبلدان الشرق في ظل تواجد دولة المماليك " بحرية و برجية " ومن بعدهما الدولة المغولية التيمورية والخلافة التركية العثمانية .

و يــتــبــع .

الأربعاء، أكتوبر 20، 2010

معنى الحب.....


" صباح الخير يا ملاكي "
انسابت الجملة بنعومة لأذن مايا التي استيقظت من النوم شبه ناعسة على صوت زوجها إدوارد الذي ابتسم في وجهها وهو يداعب وجنتها حتى تفيق فبادلته الابتسام ونهضت مزيحة الغطاء :
صباح النور ، دقائق ويكون الإفطار جاهزا .
ضحك إدوارد ضحكة خفيفة ورد :
يالك من كسولة هل ستستيقظين في كل راحة بهذا الكسل ؟
نظرت له مبتسمة ثم التفتت لكي تنهض ولكنها حدقت في الطاولة التي وُضع عليها طعام الإفطار معدا وجاهزا فقالت دون أن تلتفت :
اتعلم إنك زوج محب بالفعل ، لكن لماذا أرهقت نفسك في إعداده ؟
طبع قبلة حانية على جبهتها ورد :
لأني امتلك أطيب زوجة ، ثم أين هذا الإرهاق ، إن هذا لا يساوي ذرة واحدة في تعبك من أجل إسعادي .
كانت تلك هي الحياة بين إدوارد ومايا منذ أن تقابلا في الجامعة أحب كل منهما الأخر ، واتفقا على الزواج ، وواجها كل المشاكل والصعاب التي وقفت عقبة أمامهم .
فقد كانت الحياة مرهقة لكونهما لا يزالا شابين ولكن حبهما انتصر على أي عقبة واجهتهم ، ومع حبهما الجارف ، لم تستطع عقبة واحدة الصمود أمامه ..
ولكن لا تأتي الرياح دائما بما تشتهيه السفن ،ولا تسير الحياة علي نفس الوتيرة الهادئة  ، ولا بد أن تتدخل يد القدر لتغير أشياء فالتغيير والتغير سنة الحياة .
****************************
" حدث إنفجار في أحد الشوارع أدى إلى إصابة عدد من المارة و .. "
اكملت المذيعة باقي الخبر فيما وقفت مايا مشدوهة تستمع باقي الخبر وتحاول بكافة الطرق أن تتصل بإدوارد ، فلقد أخبرها إنه سيسير في هذا الشارع ويصل إلى عمله ، من خلاله  ، ومع محاولاتها المستمرة بدأ القلق والتوتر يصل إلى درجة يقينية أن مكروها قد أصابه و..
" ألو من المتصل ؟ "
كان الصوت صادرا من رقم هاتف زوجها ولكنه لم يكن ابدا صوته فسألت مايا :
من أنت ؟ وكيف وصل هذا الرقم إليك ؟
رد صاحب الصوت :
هنا مركز شرطة ( ... ) ، الرقم وصل إلينا في مجموعة مفقودات و..
قاطعه سؤال مايا الذي حمل كل قلقها :
وأين صاحب هذا الرقم ؟
رد صاحب الصوت بأسف :
إنه في العناية المركزة في مستشفى  ( .... ) .
ألقى لها بالعنوان وهي تهرول خارج عملها واستقلت سيارة أجرة إلى العنوان وهناك وجدت إدوارد في العناية المركزة ، والأجهزة تحيط به وتدخل في جسده الذي وقفت محدقة في الضمادات التي تلتف حول رأسه فسألت الطبيب حين خرج :
ما الذي حدث له ؟ وكيف ؟ وما حالته الآن أيها الطبيب ؟ ، أرجوك طمني .
هدأ الطبيب من روعها ورد :
اهدأي يا سيدتي ، إنه بخير ، لقد أصيب في الإنفجار والإصابة تركزت في رأسه ، هو في غيبوبة الآن وحين يفيق سنعلم ماذا أصابه ؟
استمعت له مايا واخذت تدعو أن ينجي الرب زوجها إدوارد ووقفت أمام زجاج العناية واخذت تناجي العذراء أن يشفي إدوارد .
****************************
نهضت مايا عند خروج الطبيب من غرفة العناية وسألته :
ما الأخبار ؟
ابتسم الطبيب وقال :
لقد استجاب الله لدعواتك ، لقد تخطى مرحلة الخطر ، واستعاد وعيه ، دقائق وادخلي له ، لكن حتى الآن لم نعلم ماذا أصابه بعد الحادث لهذا سيظل تحت الملاحظة لمدة 48 ساعة .
شكرته مايا وقالت بينها وبين نفسها والدموع تتساقط من عينيها في صمت :
الشكر لك يا رب ، شكرا أيتها البتول على استجابتك لدعائي .
دفعت باب العناية بهدوء ووقفت بجوار سرير إدوارد ، وأخذت تتأمل وجهه وفرحت حين أفتح عينيه فأقبلت عليه ودمع الفرح في عينيها وسألته :
كيف حالك يا حبيبي ؟
نظر لها نظرة خاوية وهمس ببطء فأمالت اذنها عليه وسألت :
ماذا تقول ؟
فجاء الرد صاعقا إليها .
" إذن ، زوجك فقد ذاكرته "
همس بها الطبيب ، فأومأت برأسها إيجابا وقالت :
اجل ، لقد سألني من أنا ، ثم سأل من هو ؟ ، ولم استطع أن احرك ساكنا فخرجت وجئت إليك .
قال الطبيب :
إنه فقدان مؤقت للذاكرة سوف يستعيدها ولكن على مراحل وليس في مقدورنا الآن سوى الدعاء .
****************************
دخل إدوارد ومايا من باب شقته فنظر إلى الحائط والأثاث بإستغراب فقالت مايا :
اتعلم يا إدوارد ، لقد عشنا هنا أحلى أيام زواجنا .
ثم استطردت وهي تتجه إلى غرفة تحضير الطعام :
هنا ، كنا نقف سويا لنعد الطعام ، وكنت انت تتبرع في أحد الأيام التي أغفو فيها واستيقظ متأخرة وتعد الطعام لنا لكي نأكل سويا بكل حب .
كانت تعلم جيدا إنها تتكلم وهو يستمع فقط ، دون أن يتذكر شيئا ، لقد عانت كثيرا طوال الشهر الماضي داخل المستشفى لكي تقنعه إنهما زوجان ، ولقد اقتنع بهذا وتذكرت كلمات الطبيب حين أخبرها أن عليها أن تعيد له ذاكرته وها هي تحاول وتتمنى أن يعود الأمر بفائدة .
" أهنا كنت أعيش ؟ "
سألها إدوارد بتردد فأجابت بحب :
أكيد يا حبيبي ، كنت تعيش هنا ، وتجلس هنا و....
كانت تشرح كل كلمة وهي تتحرك في أرجاء المكان وهو يتابعها .
يتابع  فقط دون أن يعي شيئا ..
ولا يتذكر أي أمر بتاتا ..
****************************
جلست مايا مع أهلها في منزلهم وقالت لأبيها :
أرجوك يا أبي ، تحملني قليلا ، ارجوك اسمح له أن يزورك حتى يستعيد ذاكرته .
تجاهل والدها الكلام تماما ورد بغلظة :
انتِ تعلمين جيدا إني لم اكن موافق على الزواج من هذا الشاب ولكني وافقت تحت ضغط رغبتك فقط واسمعي كلامي واحصلي على الإنفصال منه بسبب فقدان الذاكرة هذا و...
قاطعته الأم :
ماذا تقول يا نسيم ؟ ، إن تربيتنا لابنتنا لا تقول بهذا ثم إنها يجب أن تقف بجوار زوجها أنسيت تعاليم الدين الخاصة بالزواج ومصداقيته أم ماذا  ؟.
أكملت مايا :
ثم يا أبي إني أحب إدوارد كثيرا ، وسأقف إلى جواره حتى آخر رمق ولن أتخلى عنه أبدا .
ازدردت ريقها وتابعت :
وإن كنت لن تقابله ، فسوف أساعده بطريقتي ولقد أخذته لكافة الأماكن التي كان يحبها وسأجعله يتذكر وإن لم يتذكر فسأعيش معه كما هو .
قالتها وغادرت المنزل وسط صمت والديها اللذان لم يتفوها أمام قوة كلماتها .
بل أمام قوة حبها ..
****************************
على أحد الأرصفة كان إدوارد يسير ومايا متأبطة ذراعه واخذت تشرح له كيف كان يحب هذا المكان فسألها إدوارد فجأة :
هل تشربين شيئا ؟
أومأت برأسها إيجابا وقالت :
انتظرني هنا ، سأعود إليك .
تركته وعبرت الطريق لكي تشتري بعضا من المرطبات وحين عادت لم تجده ، بحثت عنه في كل مكان وجالت بنظرها في الوجوه ولكن دون فائدة ، هرولت قليلا ثم اخرجت صورة ضوئية صغيرة له وسألت أحد المارة إن كان قد رآه فهز رأسه علامة النفي وأخذت تسأل كل من على الرصيف فأجابها أحد الباعة :
لقد سار من هذا الطريق منذ عدة دقائق .
ركضت مايا على إشارته حتى وجدت إدوارد فجذبته من ذراعه وسألته بحدة :
لماذا غادرت مكانك ؟
نظر لها إدوارد ورد بإرتباك :
غادرت ، لإني أشعر إني عبء عليكِ .
حدقت مايا في وجهه صامتة فأكمل :
إني أشعر إنك تعانين معي ، لا اذكر شيئا بتاتا ، لا اسمي ، ولا أي شئ واردد فقط ما تقوليه لي ، كيف تتحملين هذا ، ولماذا ؟
وضعت مايا يدها على فمه لتمنعه من الاستطراد وهتفت :
لماذا تقول هذا ؟ ألا تشعر بمقدار حبي لك ، اسمع ، لقد احببتك واحبك وسأظل أحبك ، أما عن تحملي لهذا ، لأننا خلقنا لبعضنا البعض ، وليس لديّ غيرك وانت زوجي ولن أتركك ، هذا أمرا الأمر الثاني ..
توقفت لتأخذ قليلا من الهواء ثم تابعت هامسة :
اسمع يا إدوارد ، الحياة تمر علينا بحلوها ومرها ، لقد عشنا الحلو معا والآن وجب علينا عيش المرّ سويا ، لا استطيع أن اتخيل مرور يوما عصيبا عليّ وانت لست بجواري حتى وإن كنت لا تتذكرني ، اتعلم لا أريدك أن تتذكر شيئا ، لا أريد الماضي ، دعنا في الحاضر والمستقبل .
نظرت في عينيه ثم تابعت بحب :
مادام الغد قادم لماذا لا  نستقبله سويا ونحن معا ، نزيل أي عقبة تواجهنا ، نهزمها بقوة حبنا .
نظر لها إدوارد وإنفعالات كثيرة في عينيه ووجهه وهمس :
أكل هذا الحب تكنيه لي ؟ ، لم أرَ شعورا كهذا من قبل ، انا اعلم أني عقبة أمامك ولكن سأحاول .
توقف ثم تابع بصدق :
سأحاول أن أكون مثلك وأن اتخطى تلك  العقبة .
أراحت رأسها على كتفه وقالت هامسة :
أي عقبة لن تقف في وجه هذا الشعور ثم هناك أمرا تناسيته .
رفع إدوارد وجهها بأصابعه ونظر لها بتساؤل فأجابت بحب :
إننا هنا سويا ، يجمعنا قلب واحد في جسدين ، قلب قادر على إكمال المسيرة وتحدي كل العقبات .
وضع إدوارد يده على كتفيها واخذها وسارا سويا في الطريق ..
إلى المستقبل إعلانا عن تجاوز الصعاب .
إعلانا عن حبهما الجارف .
بل إعلانا عن مصداقية ومعنى الحب .
( تمت ) .


                                  I.M.S.A \ M.S.M.O


الأحد، أكتوبر 17، 2010

أصل كله صيني يا باشا ....


بعد أن انتهت الحرب العالمية عام 1945 م بإنتصار الحلفاء على المحور تطلعت اليابان التي خسرت الحرب في أن تكون دولة متقدمة ذات تقنية عالية وبالفعل نجحت في هذا ومع مطلع الألفية الجددة كان الكيان الشيوعي الإشتراكي قد إنهار وانتقل إلى أكبر تجمع للشيوعية في العالم " الصين " .
الصين تلك الدولة البالغ عدد سكانها مليارا وما يقارب من نصف المليار ، وأصبحت الصين تسعى أيضا للتطور والرقي ولقد أجادت هذا على إمتداد السنوات الماضية ، وإن كانت لم تغزُ العالم عسكريا فلقد غزته إقتصاديا وصناعيا و.. بشريا . .
انت لم تخطئ الكلمة فالصين لم تترك حرفة أو صناعة أو تجارة إلا ودخلت فيها بكامل ثقلها واثبتت جدارتها وقوتها فمن الأجهزة التقنية ، للكهربائية ، للمعدات الثقيلة والخفيفة ، للأسلحة وحتى وصلت لإستصلاح الأراضي في السودان وبقي دول أفريقيا وغيرها الكثير ...
هذا إلى جانب العمال الصينين الذين غزا العالم كله ، فعندنا في مصر عمال " صينيين ، بنجلاديشيين ، هنود ، باكستانيين " ويثبتون جدارتهم على العامل المصري وبأقل الأسعار !!!
ومنذ فترة خرجت لنا الصين لتعلن تواجدها أيضا كخاطبة ، وعرضت علينا الزوجة الصينية التي هي أفضل من الزوجة المصرية – كمان وصلت للزواج – وطبعا الزوجة الصينية أحسن بكثير من المصرية فهي ليست رغاية ولا بتطلب عمال على بطال ، وبتشوف كل واجباتها وتنفذها ، والله اعلم بكرة هينزلوا عرسان صينيين بالمرة ولا هتقف على كدا ويا ترى الأطفال هيبقوا صينيين ولا الطفل هييجي جاهز ؟ - الحكاية كبرت أوي يا صين ووسعت –
وفي كل يوم تجد الصينيين في مجال جديد ، حتى في مجال الفضاء وتكنولوجيا الرحلات الفضائية والملاحة ، والسفر إلى القمر ورواد فضاء ، تجد الصين تسجل تواجدها بداخله – الخوف كل الخوف لتجد على المشترى نسخة من سور الصين العظيم – ..
وأيضا الأمر أكبر من ذلك فلقد احترفت الصين بيوت وشبكات الدعارة على مستوى العالم – تقريبا الصين عايزة تكون متواجدة في أي تجارة سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة شريف او غير شريف – هذا ناهيك عن مجال الأسلحة والتكنولوجيا الحربية ، وتكنولوجيا الرقميات والإتصالات – طبعا الموبايلات الصيني موجودة في كل مكان – وفوانيس رمضان صيني ، ليس مستبعدا أن يكون أكلك بعد ذلك صيني أو أن تفتح باب الحمام تجد صينيا يقف أمامك يرشدك كيفية إستخدام الحمام ..
اتذكر فيلم فول الصين العظيم وحديث هنيدي مع الممثلة الصينية عن الجذمة التي تباع في العتبة .
ومن ييرى ذلك يتساءل هل ستظل الصن ثابتة على تطورها ، في كافة المجالات – مشروع وغير مشروع – ونظل نحن نشاهد فقط ونسجل إعجابنا يا خوفي – ليس خرم خوفو – بعد ذلك نجد الصين رئيسة العالم رسميا ونحن أصبحنا عبيدا لها بعد عبوديتنا للغرب !!!
فيا ترى متى نتحرر من العبودية ؟



I.M.S.A
M.S.M.O

الخميس، أكتوبر 14، 2010

حمرا ياقوطة....


حمرا يا قوطة :
عبارة شهيرة لطالما سمعناها في الطريق ولدى الباعة والقوطة هي الطماطم التي كانت السبب الرئيسي في إرتفاع الأسعار أو لعب الفكرة على ما أعتقد في رأس ناظر الجباية ، ما علينا فلندعنا من إرتفاع سعر القوطة والفاصولياء ونتحدث عن ذلك المصطلح " حمرا يا قوطة " والذي أصبح الشق الأول منها يشير إلى أمر معين يحمل جانبين السئ والحسن ولندعنا من السئ ونركز في الحسن " حمرا " بمعنى الإعتراض على أمر ما دون ذكر شئ أخر للمعنى الثاني ...
هناك العديد من الأشياء التي ترغب وبشدة أن تقف عليها وتقول لها بعلو صوتك
" حمرا يا قوطة " مثل :
التشدد في الدين مثلا تجد هذا المتشدد يتحدث وكأنه العالم بأمور الدين خيره وشره ، حسناته وسيئاته ، ثوابه وعقابه ، ويحكم على البشر وكأنه إله أو على الأقل أحد الأنبياء والرسل !!!
هذه النوعية من البشر يحتاجون أن تقول لهم تلك العبارة وبشدة ، تريد أن تقول لهم " حمرا يا قوطة " ، فما لكم أنتم ومال الحكم على البشر والبشرية فالله جل وعلا لم يجعل بينه وبين عبده رقيب أو وسيط ، أم إنكم تعيدون ذكرى صكوك الغفران وترون أن لديكم الحق في الوقوف بين العبد وربه وبيان وتوضيح الصلة بينهما ، كما إنكم لا تعرفون مثلا أن التشدد في الدين حرام من الأساس ، لهذا أيها المتشددين أريد أن اقول لكم حمرا يا قوطة وبكل جدارة ...
حمرا يا قوطة :
لكل فرد يحتكر الفكر على أناس معينة وطبقة معينة وما دونها ما هو إلا حقير ، وضيع ، لا يفكر بتاتا .. لمثل هؤلاء أريد أن اقول لهم وبشدة " حمرا يا قوطة " فالفكر هو نطاق الوعي البشري وليس حكرا على أحد دون الأخر ، وإن كان كلامكم صحيحا لم يكن الله ليميز بني البشر بهذا العقل والفكر الذي تحتكروه على أنفسكم ، فأيها المحتكرين على الفكر أسمحوا أن اقول لكم كلمة بسيطة من أحد هؤلاء الذين لا يفكرون " حمرا يا قوطة " ...
حمرا يا قوطة :
لهؤلاء السادة الذين يتربعون على العروش ويفكرون في مصالحهم الشخصية ولا يفكرون إلا في أنفسهم وبقية البشر ما هم إلا أبناء الخادمة ، ويرون في أنفسهم الحقيقة المطلقة وما دونها هو الظلام التام والباطل وغير الصحيح ، لهؤلاء اسمحوا لي أن اقول لكم " حمرا يا قوطة " فدعوني أنبهكم لأمر بسيط إن كانت دامت لغيرك لم تكن لتصل إليك ، فكل إنسان له فترة في التربع على العروش ولكن أيسأل وقتها إلى أين سيأخذه مصيره بعد أن جلس على عرشه ، هل سيكون سعيدا أم سيكون أحمرا كالقوطة ؟!!! .
حمرا يا قوطة :
لهؤلاء الذين يقسمون المجتمع إلى نظام ديني أو طبقي أو عرقي ، لماذا تقسمون المجتمع ووحدته وجعل الحياة في المجتمع الواحد واقفة على النظام الديني ، اسمحوا لي أن اقول لكم حمرا يا قوطة ، فالدين لله ، والدين ليست المقياس للحكم على البشر ، فقد يكون مسلم جيدا أو سيئا وكذلك المسيحي قد يكون جيدا أو سيئا ، فالشخص ليس بديانته بل بتعاليم ديانته ، واجعلوا من يحاسب على الدين هو الله تعالى وليس بشرا عاديين ، واسمحوا لي أن انبهكم أن حرية الدين مكفولة تماما للبشر وتصرفات الفرد وأفعاله هي المقياس في الحكم وليس الدين ، فاجعلوا عبارة حمرا يا قوطة في آذانكم لأنكم في أعين البشر لستم جيدين لكونكم غير صالحين سواء كنتم مسلمين أو مسيحين أو حتى يهودا ....
حمرا يا قوطة :
من المفترض أن يكون هذا الجزء هو أول جزء ولكن شاء القدر أن يكون مكانه هنا ، أريد أن اقول حمرا يا قوطة لهؤلاء الجالسين فى البرامج التليفزيونية ويتحدثون في أمور كرة القدم ، ويسلخون في هذا ويسخرون من هذا وخصوصا مدربين كرة القدم في الأندية الأخرى غير التي تدير المباراة ، فهم حين يحللون مباراة ما ، يحدثوك عن تكتيك اللعب وأساليبه ، وأسلوب اللعب في الخارج وسُبل الإحتراف ومقياس اللعب ومن المفترض أن يفعل هذا ويترك ذاك ، وهم في الأساس لا يستطيعون أن يطبقوا هذا على أنفسهم ولا يفهموا في إدراة المباريات شيئا ، وبما إنكم بكل تلك المقدرة من الفهم والإدراك ومعرفة تكتيك اللعب في الكرة وغيرها ، لماذا لم يشتهر لدينا سوى المدربين الأجانب وكنتم انتم في الخفاء ولا تزالوا في الخفاء ، لمثل هؤلاء بالذات أحب أن اقول لهم " حمرا يا قوطة " لا بل أقول لهم " حمرا " فقط ..
حمرا يا قوطة :
بما إن الكلام عن الكورة ، فالإتحاد برضو لازم يُقال له حمرا يا قوطة ، لإن كل مرة تحس إن الإتحاد بتاعنا تعبان ومش قادر يجيب حقوقنا وإنه تصريحات وقرارات وبس ومش قادر حتى ينفذها ، وعلى ما أذكر ملفات ودوسيهات ، وسيديهات وفي الآخر يا مولاي كما خلقتني ، لإتحادنا المهيب أحب أن اقول له " حمرا يا قوطة " لأن الجلوس على الكراسي وإعطاء القرارات مثل الحكم الفاضي اللي بيدي إنذارات ...
حمرا ي قوطة :
لهؤلاء الذين ينصحوك ويصرحون بعدم ترديد الإشاعات ، مع إنهم أول من يردد الإشاعات والأخبار الغريبة والأحداث الغير منطقية ، لهؤلاء أقول لهم حمرا يا قوطة واتذكر اغنية شادية في مسرحية " ريا وسكينة " إشاعات إشاعات إشاعات بيقولوا في عصابة بتسرق في البلاعات ، أسف بتخطف في الستات
حمرا يا قوطة :
لكل فرد نستطيع أن نقول له حمرا يا قوطة وحمرا يا قوطة هذه المرة لهؤلاء الذين يرتكبون الذنوب – أي نوع من الذنوب " سرقة ، قتل ، زنا ، متاجرة أعراض ، إلخ " – وحين يرتفع صوت الأذان تجده بسرعة الصاروخ ذاهبا إلى المسجد لكي يصلي ركعتين ويؤدي الفرض ، هؤلاء اقول لهم حمرا يا قوطة ، فالعبادة أي عبادة تطهر الأنفس ، ورياءكم هذا لا تضحكون به على الله تعالى ، بل تضحكون به على انفسكم ، فالحلال بيِّن والحرام بيِّن ، وانتهوا من المتاجرة بالدين ، ويا سلام على جملة يوسف شعبان في مسلسل الضوء الشارد حين سرق أخوه وصفي مال الراقصة وقال :
يا أولاد الذين وبتقولوا قال الله وقال الرسول .
حمرا يا قوطة :
الكل منشغل في هذا العام بكأس العالم وقبله كأس أفريقيا وتناسى الجمع الإنتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وضربها للفصائل الفلسطينية ، وإلى كل المهتمين بكرة القدم وتناسوا القضية ، أقول لكم حمرا يا قوطة ، فكرة القدم تشغل العقول عما يحدث في العالم والناس ولاد العم استغلوا الفرصة – كالعادة الناس دي استغلالية جدا – لتحقيق كافة أهدافهم ، لهذا علينا ان نفيق قليلا حتى نرى ما يحدث في العالم هذا ناهيك عن سد تانا .
وفي الآخر أحب أقول حمرا ومجنونة يا قوطة ووصلت ب15 جنيه يا قوطة
صحيح حمرا يا قوطة

I.M.S.A
M.S.M.O



الأربعاء، أكتوبر 06، 2010

التضحية....

في إحدى الدشم العسكرية ، التي تقع على خط النار في صيف عام 1969 م ، جلس ميخائيل – أحد جنود سلاح الصاعقة المصري – ساندا رأسه على ركبتيه وساعديه ، مفكرا في حال البلد وحاله ، كان قد إنضم للجيش المصري منذ عام 1965 بعد حرب اليمن بعامين على الأكثر ، وكان وقتها يظن إنه سيؤدي الخدمة التجنيدية ويخرج ليبدأ حياته من جديد ولكن ..
لم يمضِ عامين حتى وقعت النكسة وفُرض عليه التواجد داخل الجيش إلى أجل غير مسمى ، كان هذا الأمر على الرغم من مرارته إلا أنه كان مهضوما بالنسبة إليه إلا أنه لم يكن يهضم أبدا الجندي محمود !!!
على عكس ميخائيل كان محمود أحد الجنود المتطوعين داخل سلاح الصاعقة ، وكان ميخائيل لا يميل أبدا لمحمود الذي كان منعزلا تماما عن المجموعة بل عن الكتيبة كاملةً ويعتبر هو العنصر المختلف فيها ، لا أحد يعلم عنه شيئا ..
لا تاريخ ..
لا أصل ..
ولا حتى كلام ....
كان منعزلا عن الجميع وبرغم كل هذا حاول ميخائيل أكثر من مرة التقرب إليه والتحدث معه إلا أنه لم ينبس ببنت شفة كأنه أصم وأبكم لدرجة أن ميخائيل تصور إنه لا يتحدث معه لكونه مسيحي !!!
ولأن الأمر غير موجود بتاتا ولم يواجهه ميخائيل من قبل إلا أنه شعر بهذا الشعور ألا وهو إضطهاد محمود له لكونه مسيحي ولكن كل الكتيبة تعامل ميخائيل جيدا وأيضا محمود لا يتعامل أبدا مع أي فرد داخل الكتيبة أو حتى السرية ، ودون مبالغة حتى الفرقة كاملة لا يتعامل معها كأنه منبوذ أو منعزل حتى إنهم أطلقوا عليه ذلك اللقب الذي استحقه برضاء الجميع " الصامت المنعزل " ومرت الأيام داخل حرب الإستنزاف حتى جاءت لحظة حاسمة في تاريخ المجموعة ....
*********************************
عملية فدائية خلف خطوط العدو ستقوم بها الفرقة التي تضم ميخائيل ومحمود ، وتدخل القدر ليلعب لعبته ليكونا في فريق واحد ، واستعد الجميع لتلك المهمة في ظلام الليل الدامس وهبطت الفرقة بزيها المموه وقامت بالعملية على خير ما يرام وفي طريق العودة ....
" انتبه يا ميخائيل "
صاح محمود بالعبارة وهو يدفع محمود بقوة ليزيحه جانبا ويتلقى نيابة عنه دفعة من الطلقات التي اخترقت صدره وكتفه الأيمن ، فالتفت ميخائيل بسرعة تليق بمقاتل صاعقة مصري واطلق طلقة استقرت بين عيني الجندي الإسرائيلي وهرول إلى محمود ، فوجده يلفظ أنفاسه الأخيرة والدماء تغطي صدره وعنقه ، فحمله والدموع تملأ عينيه وسأله :
لماذا ، لماذا دفعت حياتك ثمنا لحياتي ، أأول مرة اسمع فيها صوتك تكون المرة الأخيرة ؟
ابتسم محمود بشحوب وتمتم والدم يتناثر من فمه :
اجعلها عليك ، فإن أجلي قد حان ، اتمنى أن تسامحني وأن تطلب من الجميع الدعاء لي .
أومأ ميخائيل برأسه علامة الإيجاب ، فهمس محمود بشحوب :
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله .
ما أن انتهى من كلماته حتى هوت رأسه على صدره فحمله ميخائيل وتحت التغطية السريعة عادوا إلى الضفة المصرية وهناك نفذ ميخائيل وصية محمود ولم تمر عدة أيام حتى انضم فردا جديدا إلى الفرقة وكعادة ميخائيل حاول التقرب إليه ولكنه كان صامتا لا يتحدث لأحد ....
كاد تفكير ميخائيل يقوده إلى كونه مسيحي ولكنه توقف عن هذا وتذكر أيام محمود وهو يدفع روحه بدلا عنه غير مبالي بمسلم ومسيحي وتخيل إن حدث العكس هل كان ميخائيل سيفكر في عدم التضحية ؟ قطعا لا ..
فالحياة على خط النار ومواجهة الشدائد لا يحكمها كوني كذا وكونك كذا بل يحكمها روح الأخوة والوطن و....

" هل كان الجندي محمود إبراهيم هنا ؟ "

قاطع تفكير ميخائيل هذا السؤال الذي انطلق من فم الجندي الصامت فالتفت له بسرعة الصاروخ وسأله بلهفة :

هل تعرفه ؟
رد الجندي بهدوء :
ومَن لا يعرفه ، لقد كان أحد الجنود قبل نكسة يونيو 1967 م وكان مرحا لدرجة لا توصف ، وكان يداعب الجميع وفي النكسة كان بجوار النقيب مينا بطرس ، الذي أودى بحياته دفاعا عن محمود .
توقف ثم أخذ وأكمل بصرامة :
وقتها اقسم محمود على جثمان النقيب مينا أن يرد على هؤلاء الملاعين ، وألا يتحدث مع أحد حتى يأخذ بالثأر أو يموت دونه ، وظل هكذا يشعل نار الإنتقام بداخله ولكني ، لا أراه بينكم أين هو ؟ هل ترك الكتيبة ؟
دمعت عينا ميخائيل ورد :
بل ترك الحياة كلها يا رجل ، لقد ضحى بحياته لكي ينقذ حياتي ولكن ذلك الوعد الذي قطعه ولم ينفذه ، سيوفيه له أخوه ميخائيل نيابة عنه ، لا بل نيابة عن كل الرجال أمثال محمود والنقيب مينا ، فليرحمهما الرب .
ومع مرور عدة سنوات قامت حرب أكتوبر المجيدة ، وفيها حقق الجميع النصر ووفوا بوعودهم وبعد الحرب بسنوات عدة جلس الجد ميخائيل مع حفيده ليروي له ملحمة الصراع وحين نظر لواقع الحياة وصراع الأديان داخل البلد ابتسم بحزن وقال :
هذا التقسيم لا يفيدنا أو يفيد المسلمين ، لأن الجميع يدفع دماءه للذود عن هذا الوطن ، ففي الماضي لم تفرق الرصاصة بين النقيب مينا وبين محمود ، وبعدها بفترة لم تفرق بين محمود وبيني ، فهل كانت تعلم أن محمود مسلم وأنا مسيحي ، بل قتلت من وجدته في طريقها ولم تميزه بتاتا ، فلماذا يفرق الناس بين أبناء هذا الوطن الواحد ، لا مسلم ولا مسيحي ، فالدين لله ، أفهمت الهدف يا بني وما وراء التقسيم ؟
( تمت ) .

                                   I.M.S.A \ M.S.M.O

الجمعة، أكتوبر 01، 2010

مراتي عندها نسيان

كلما يتخيل الفرد حياته الزوجية وما تحمله من سعادة ؟؟؟!!!!
" هذا بالفعل ما يضحك فأي سعادة تكون متمثلة في طلباتها التي لا تنتهي أو وجود ذاك الكائن الهلامي ... "
( هي الريحة يا كريمة .. { محمود عبد العزيز فيلم الشقة من حق الزوجة } )
اتخيل أقصى ما اتخيل هو أن تكون الزوجة مريضة بداء فقدان الذاكرة المؤقت أو على الأقل النسيان لكن ما توصلش لدرجة الزهايمر - لازم أكون رحيم بزوجتي برضو لإني مرهف الحس - وإن فكرت في الأمر دا فيكون هناك مترتبات على هذا الأمر منها :
مراتي عندها نسيان :
يا ريت هتنسى إني كنت في البيت آخر مرة إمتى ؟ ولا هتسأل كل مرة انت كنت فين ؟ ومع مين ؟ وسبب التأخير ؟
وبكدا اكون اتخلصت من الرغي ودور وكيل النيابة اللي بتحب المدام إنها تلعبه ....
مراتي عندها نسيان :
هتنسى تنقل كل حاجة للمصونة حماتي وبكدا اتخلص من تدخل الولايات المتحدة في شئون الشرق الأوسط قصدي من تدخل الظالم في حق المظلوم يووه قصدي اتنخلص من تدخل الكائن الهلامي في حياتي الشخصية والعائلية ..
مراتي عندها نسيان :
هتنسى أي شخص بيوقع بيني وبينها ولا هتفتكر اسمه ولا قالها ايه وبكدا اعيش حياة جيدة من غير ما تكون مراتي ودانية ورامية ودنها هنا وهناك وتسمع لدا ولدي وأكون انا مرتاح البال ..
مراتي عندها نسيان :
كل ست في الدنيا بترغي لإنها بتفتكر حاجات كتير ولكن بما إن مراتي عندها نسيان فلا هتفتكر يعني إيه كلام ولا هتفتكر يعني إيه رغي ومش بعيد ما تفتكرش حماتي لكن يا خوفي ما تفتكرش غير إنها تنكد عليا - أصل النكد دا طبع في الزوجة وليس ذاكرة - .
مراتي عندها نسيان :
مع كل يوم هتنسى أكلنا إيه وشربنا إيه ومتفتكرش أي حاجة وممكن أخليها صائمة طول الوقت وتنسى تأكل وبكدا أوفر في فلوس الأكل والشرب - أصل المحشي والكشري مكلف حتى أسألوا أبو طارق وكيلو الطماطم أصبح غالي وطبعا الوجبة عندها مكلفة جدا مثل أي زوجة لا هتفرق عربية ولا توك توك -
مراتي عندها نسيان :
هتنسى إني أصلا متجوزها وممكن ما تسألنيش لكن يا خوفي ادخل عليها تقوم مصرخة وتقولي :
انت مين يا عم انت وبتعمل إيه هنا ومش بعيد تلم الجيران وتلبسني قضية تحرش و إغتصاب لكن هرجع واحمد ربنا إن عقد الزواج معايا ..
مراتي عندها نسيان :
الخوف كل الخوف لا تنسى مثلا إنها مخلفة وتضع الولد أو البنت في الغسالة أو البوتاجاز أو تنساه في الشارع ووقتها هفقد الواد أو البنت يمكن دا أه يريحني من عبء المصاريف في المستقبل ..
( دروس لإن الواد فاشل في الدراسة ، مدارس على أساس إنها صالحة للعلم ، تعليم ببلاش مجاني محدش ينكر ، عاطل بالوراثة ، والأنيل يا بابا أنا عايز اتنيل واتجوز على طول هرد واقوله اتوكس )
مراتي عندها نسيان :
تكون حامل وبطنها قدامها مترين وأصحى من النوم ألاقيها قررت تكون في حجم أنجلينا جولي ( طبعا هي في حجم تاني من كتر حش المحشي والكشري والباذنجان أبو ثوم ) وتقولي عايزة أكون رفيعة ووقتها تجهض الطفل ومش بعيد تفتكر حاجة واحدة إني أكون طلبت منها كدا ...
{ أفلام مصرية قديمة وعقيمة لازم تتخلصي من الجنين ليه على أساس إني متجوز سري ولا مخبي عليها إني متجوزها }
مراتي عندها نسيان :
يا ريت تبقى مراتي عندها نسيان لكن يا خوفي لا تنسى حاجاتي بتتحط فين أو تنسى تشوف اكلي وشربي وغسيلي وألاقي نفسي عايش متجوز لكن مسئول عني وعنها ، أه هكون سعيد لأني هفضل شبه عازب لكن مسئولية اتنين فيهم حد عالة بتكون حاجة صعبة ..
مراتي عندها نسيان :
الكل يتمنى كدا لكن انا هتمنى حاجة تانية إني افضل عازب بدل ما اتخيل هيكون مستقبلي إيه معاها لإن مفيش أفضل من حياة العزوبية لإني هكون في شقة لوحديا وهكون مسئول عن نفسي ومفيش حد ينغص عليا حياتي لا حماتي ولا مراتي ولو اتنيلت واتجوزت هتمنى يكون عندي نسيان حتى انسى ذلك الخطأ الذي سأرتكبه في حق البشرية قبل نفسي
I.M.S.A
M.S.M.O