هو أي هبل يتقال في الجبل ...
بصراحة في الأيام الأخيرة خرجت لنا بعض الأراء والكلام الغريب الذي لا يقبله البعض والبعض الأخر يتقيأ منه والبعض يهرب من مجرد الكلام عنه والبعض الأخير يريد أن يتقدم ليضرب به عرض الحائط سواء كان الكلام أو من تفوه به وأيضا هناك من يتبع هذا الكلام وهؤلاء ندعو لهم بالهداية وإعمال العقل ....
عامة أي هبل يتقال في الجبل نوع جديد للرد على الكلام الذي لا صحة له بالواقع أو الحياة أو المتعارف عليه أو تسجيل نوع من الإعتراض على أي كلام غير مقبول ويُقال في أي مكان ..
نسيت ، اي هبل يتقال في الجبل كلامه مزيج من العربية الفسحة – انتم عارفين العربية بتتصلح – والعامية – اللغة الدارجة – دارجة وليست دراجة نحن لن نأجر نص ساعة من عم إبراهيم – هذا المزيج لكي اعبر عن مكنوني براحتي وأيضا لكي أرد بواقعية – هذا بعد إذن السادة الذين يغصبون على أنفسهم ويعصرون على أنفسهم ليمون قبل قراءة الهبل الذي أقوم بكتابته – ...
انتهينا خلاص عرفنا أي هبل يتقال في الجبل معمولة ليه ، خلونا بقى نقرأ أول موضوع لأي هبل يتقال في الجبل ..
( أول كلام معانا هو موضوع قديم شوية والكل اتكلم عنه وهو بخصوص الآثار المصرية وإنها تماثيل يجب أن تحطم أو تباع أو تهدم ) ..
دا كلام غريب أولا لإن مصر دولة فتحت على يد عمرو بن العاص – رضي الله عنه – وكان معه في الفتح الإسلامي لمصر كثير من الصحابة – رضي الله عنهم – وكان في عهد الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حسنا إن كانت تلك الآثار أو التماثيل ، محرمة أو بها شبهة التحريم ما الذي كان سيفعله عمرو بن العاص وجماعته بل ماذا سيكون كلام ابن الخطاب عن تلك الآثار :
كانوا سحقوها ولم يتركوا اثرا واحدا لكي يتبقى إلى وقتنا هذا ، ثم وبعد في كافة عصور الدولة الإسلامية التي تعاقبت على مصر ، لكانوا سيطبقون كلام الدين بهدمها وحرقها وتحطيمها ولم تكن لتصل إلينا حتى الآن أليس كذلك ؟ إنه منطقيا جدا ، فإن كان الأمر فيه شبهة لما تبقى منذ فتح مصر حتى الآن وفي عهد رجل عرف عنه إنه لا يتوان في تنفيذ أمر الله تعالى ...
يبقى يا جماعة عمرو بن العاص ورفاقه وعمر بن الخطاب – رضي الله عنهم – لم يروا أن في الآثار المصرية شبهة واحدة تستحق أن يتم حرقها أو تحطيمها !!!
يبقى من يقول بتحطيمها أو تكسيرها أو ... أو ... ويقول إن الدين أمر بكدا ، طيب يعني هو إحنا أعلم بالدين من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والناس اللي تلقت العلوم على يديه ، مَن يقول أن الدين قال بهذا ؟، دعني أقول له إن رئيس مدرسة الرأي والإجتهاد هو عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – الذي لو كان رأى أن تلك الآثار قد تسئ إلى الدين أو قد تجعل من المسلمين يعبدوها لكان أمر بهدمها ولا تقل لي أن المسلمين في ذلك الوقت لم يكونوا قادرين على طمس وحرق وتحطيم الآثار التي وجدوها ، بل كانت لديهم المقدرة على سحق أي أثر كانوا وجدوه ، ولديهم المقدرة أيضا على نقل الجبال من أماكنها لأماكن أخرى لمجرد أن هذا يتفق مع دينهم أو تعاليمه ، ولم يكونوا ليصبروا ويتركوا تلك الآثار ، فهل سيتخاذل عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص عن الدين أو تنفيذ تعاليمه ؟؟؟
حسنا دعنا من هذا ، إن كانت تلك الآثار تشبه هُبل واللات والعزى والتي أمر الرسول صلى الله عليه سلم بسحقها وتحطيمها حتى لا تؤمن الناس بها ، سأقول لك إن المسلمين في ذلك الوقت كانوا على حديث عهد بالجاهلية ، وإن عبادة الأصنام كانت واردة جدا لديهم ، لهذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بهدمها وحرقها ، فكيف تقول بعد ان استقر الأمر للدين الإسلامي في المدينة ومكة وتلك المناطق في عهد الخلافة الراشدة أو الأموية أو العباسية أو كافة الخلافات الإسلامية أن يعود الناس إلى عبادة هبل او إيساف ونائلة ، بالعكس لقد تدبر الناس حياتهم فلم يعودوا من ذلك الأمر إلا في بعض الديانات الموضوعة كالبوذية أو الهندوسية ولكن ليس في المحيط الإسلامي ...
أيضا ردا على أي هبل يتقال في الجبل :
لما تلاقي واحد داخل الموضوع ويقولك أصل الآثار دي مكنتش ظاهرة أيام الفتح وكان معظمها مطموس ومظهرتش زي ما كانت ظاهرة دلوقتي عشان كدا ما أمرش عمرو بن العاص وعمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – يتحطيمها او حرقها ..
أرد واقول له يا عم المفكر العبقري يا محلل ، هي الأهرامات مظهرتش أيام عمرو بن العاص وقت الفتح ، طب سيبك من كدا هو عمرو بن العاص كام مرة جاء إلى مصر قبل الفتح وأكيد عارف كل حاجة عنها وعارف آثارها ، ومعالمها ، ثم دعك من هذا فهم لن يستطيعوا هدم الأهرامات نظرا لضخامتها سأقول لك من التاريخ يا معلم إن العرب هم من أطلقوا على مدينة الأقصر هذا الاسم نظرا لإنهم اعتقدوا إن المعابد التي هناك قصورا ، وطبعا يا معلم المعابد دي مليانة تماثيل شفت بقى حد منهم جري على التماثيل دي وقالها يعلو هُبل ؟
بالعكس لقد أعجبوا بالفن النحتي المصري القديم في نحت تلك التماثيل وإلا لكانوا طمسوا تلك الآثار في مدينة الأقصر ، بل لكانوا هدموا مدينة الأسكندرية والتي كان عمرو بن العاص يريد أن يتخذها عاصمة للمسلمين ، فما الرد وقتها ؟ وأكيد كانت الأسكندرية مليانة أثار ومتاحف ومعابد ولا كانت فاضية وقتها ؟
وأيضا ردا على أي هبل يتقال في الجبل :
لما واحد تاني يقول يا جماعة أصل وقتها ما حطموهاش عشان الناس لم تكن تعبدها ، يا نهارك ألوان !!، يعني الناس أيام الفتح الإسلامي لم تكن تعبد تلك الآثار ودلوقتي خلاص بقينا بنعبدها ولا إيه ، يعني الواحد بدل ما يقول ، يعلو هُبل يقول يعلو منقرع ؟
ولا نقول بدل اللات والعزى ، وحياة حتشبسوت ونفرتاري ؟
طب بلاش تغلط عشان ما يتقلش عليك أهبل أو مجنون ، لما المصريون في عهد الفتح لم يكونوا عابدين للآثار المصرية ، حاليا بعد أكثر من 1350 سنة هيعبدوا الآثار المصرية طب إزاي دا ربنا كمان عرفوه بالعقل ولا انتم مصرين ترددوا أي كلام أجوف وخلاص ؟
عشان الآثار دي تطمس أو تحرق أو تباع حسنا ما مصلحتكم في ذلك الكلام ؟
طبعا هذا الكلام ليس منطقيا ويعتبر كما قلت أي هبل يتقال في الجبل ، صح ولا انا غلطان ؟
وبما إنكم أي هبل يتقال في الجبل وبتقولوا دا من الدين دعوني أخبركم أمورا أخرى توجهوا لها رجالكم ، ومن يتبعوكم وسيكون من الدين ، بما إنكم خايفين لنعبد الآثار دي ، وتكون بالنسبة لنا إيساف ونائلة واللات والعزى ...
حسنا مالكم لا توجهون كلامكم ناحية المقابر والأضرحة التي اتخذها الناس سبيلا للعبادة ، والتقرب من الله تعالى أليس هذا بالفعل أشبه بعبادة هُبل في الجاهلية والناس الصالحين الذين نحتوا التماثيل من أجل تذكرهم ثم بعد ذلك عبدوهم ، القبور والأضرحة أشبه بذلك فعليكم أن تصرفوا الناس عن عبادتها أو التبرك بها ، والتقرب إلى الله زلفا عن طريقها وهي واضحة إنها تحولت إلى ما يشبه هُبل وإيساف واللات والعزى التي تخافون علينا من عبادتهم عن طريق الآثار الموجودة ، أليس كذلك ؟
أم أن كلامي يعتبر أي هبل يتقال في الجبل ؟
I.M.S.A
M.S.M.O