المجانين حين حكموا العالم
...
صوّر لنا التاريخ الملوك
والأباطرة والحكام إنهم أصحاب قدرات خارقة
، وأفعال غريبة وعجيبة !!
قد يكون هذا الملك أو
الحاكم أو الإمبراطور مجنون دموي ، أو لديه هوس عجيب ولكن الحقيقة إنهم يتفقون على
صفة واحدة ألا وهي " الجنون "
قد يكون جنون دموي ، جنون
عظمة ، أو أي أنواع من الجنون ولكنه أولا وأخيرا " جنون "
عذرا على المقدمة الطويلة
ولكن عليك أن تتحملني قليلا فمن نتحدث عنهم ليسوا سوى أباطرة أو كما قال عنهم
التاريخ ملوك وحكام ..
" هتلر ، نابليون ،
نيرون ، كاليجولا ، الحاكم بأمر الله ، يزيد بن معاوية ، وأخرون "
كل منهم حكم أصدر أحكاما
غريبة ، شرّع قوانينا مريبة ..
بعضهم شعوبهم خضعت لهم (
قال يا حاكم ايه فرعنك قال ما لقتش شعب يلمني )
والبعض الأخر شعوبهم ثارت
عليه ( ومصيرهم كان في الأرض منها وإليها نعود )
لكن التاريخ دائما يُكتَب
للمنتصر ، فالتاريخ خلّد معظمهم إنه قائد عسكري لا يقهر ..
أو فاتح عظيم ..
أو عبقري الزمان والمكان
..
أو كما قيل عنهم مجانين !!
من بين أسرة حاكمة وُلد ..
من بين الأباطرة قد جاء ..
يتشابه واقعه كثيرا مع
أسطورة رومانية قديمة أو نهج قائد يوناني أخر ..
لكن يبقى له هذه الصفة
التي لا يستطيع مجاراته فيها إلا من كان على شاكلته ..
إنه الجنون ..
إنه " كاراكلا "
فتحكي لنا كتب التاريخ عن
الإمبراطور " كاراكلا " أحد أبناء لوشيوس سيبتموس سيفيروس أحد أباطرة
الرومان في الإمبراطورية الرومانية ..
هذا الحاكم من حظه ومن نصيبه
أن وقع عليه الدور في حكم الإمبراطورية ولكن هذا ليس أول المطاف
فلوشيوس كان لديه عدد من
الأبناء بجوار كاراكلا الذي خطط للتخلص من أخيه لكي ينفرد بالحكم ، ولم ينتظر
فتخلص أيضا من ابن عمه ثم لم يلبث أن تخلص من صهره ( يلا بقى ما هي هاصت نزل قتل
فيهم كلهم )
عامةً بعيدًا عن كونه كان
حاكم الإمبراطورية الرومانية إلا إنه أراد الاستعانة بأحد القضاه حتى يجيز له
مجازره في حق أخيه وابن عمه وصهره فلم يجد أمامه إلا القاضي الروماني "
بابنيان " ولسوء حظ القاضي إنه للأسف طلع شريف ، قال إن ما حدث جريمة في حق
الإنسانية فلم يجد كاراكلا بدا من قتله هو أيضا واشتهر على التاريخ بأنه قاتل أخيه
وقاتل القاضي بابنيان .. ( كان هيخسر القاضي حاجة لو كان والس معاه ؟ )
رجوعا لكاراكلا فهو قرر
إنه يحكم مصر من عاصمتها الإسكندرية في ذلك الوقت ( شرف المحروسة بقى ) ، وفي حكمه
لمصر ولإننا شعب يحب الضحك والمزاح ( ابن نكتة بطبعه ) فالشباب السكندري كان ذو
طابع فكاهي فكان يتندر على كاراكلا وتقريبا كاراكلا بما إنه شرف مصر فتقريبا
الحاكم بأمر الله كان من سلالته لإنه اتخذ إجراءات تعسفية رهيبة في حق المصريين
والسكندريين على السواء ..
فمنع التجار والفلاحين من
التواجد في الإسكندرية ، فقام الشباب بالتندر عليه وحظ الشباب أتى مع شخصية نكدية
تكره الضحك والمزاح فكان رده عليهم إنه أمر بذبحهم جميعا !!
وبالفعل استدعى الحرس
الروماني - حاجة كده من اللي بياكلوا خروفين ع الغدا - واستدعى الشباب لباحة الاسكندرية وأمر حراسه
إنهم يقّتلوا في الشباب وتقريبا حوالي 20 ألف سكندري قُتلوا في الواقعة دي ..
الناس تسكت ؟ أبدا بالعكس
قاموا بالمظاهرات - هي أه مصيرها دائما كان الفشل - لكنهم قاموا بالمظاهرات وقدروا انهم يواجهوه في
كل مكان ، فاتخذ أمرا بمنع الحفلات والتجمعات بين الناس ( تقولش بيعمل قانون بمنع
التظاهر على أيامه ) المهم الناس من أصحاب النكتة وبيحبوا الطبل والزمر كعادة
البشر المحبين للحياة ...
المثل يقول " ما
تخافش من الهبلة خاف من خلفتها " وواضح ان سنة 215 م كان عام نحس على الشعب
السكندري ( الاحداث كلها كانت في الاسكندرية وقتها ) وفعلا قتل منهم الكثير ونفى
التجار والزراع والفلاحين خارج الإسكندرية .. واستدعى مزيدا من القوات للاسكندرية لقتل الناس وإحكام السيطرة عليهم
وأعلن نفسه إنه خليفة الإسكندر الأكبر في الفتوحات بعدما جاء إلى مصر في 215 غازيا
ومنتهجا كل تلك المذابح في ما لا يقل عن العام !!
لكن لسوء حظه هذه المرة
الحرس الخاص به طمع دائما في الغنائم وعملية التقسيم ( النجاح له ألف أب والتورتة
لازم كلنا ناكلها بقى ) فانقلب عليه ودبروا مؤامرة لقتله وفعلا في سنة 217 م
استطاع الحرس الخاص بكاراكلا إنه يصطاده ويقتله وينهي مصير واحد من أكبر المجانين
في زمنه ..
I.M.S.A
M.S.M.O