السبت، ديسمبر 31، 2011

ظلام....شفق....حياة !

ظلام دامس يحيط بي
عقارب الساعة تأكل بعضها البعض
 
نبضات قلبي ثابتة
أبدو كحجر ساكن في قاع بحيرة
بينما داخلي 
طوفان من الأفكار 
ابحث عن شئ لا اعلمه
لأصل إلي شئ لا أدرك كنهه
ويختلط هذا بذاك لينتج ذلك 
وبعد ذلك اسأل كيف
كيف ولماذا وعلامة استفهام وتعجب
أليست هذه هي الحياة؟!
إذا كانت هذه هي الحياة فكيف يكون الموت؟!

ارتشف قهوتي
لا أحب القهوة في الأساس لكني سأشربها
لماذا أشربها؟!
ولماذا هذا وذاك ؟ّ!
إن هذه هي حقيقة الحياة
أفعال غير مبررة تطلق أثر الفراشة
وعندها ستري النتائج
هل نحن حقا نري أم لا نري؟!
هل حقا هذا هو ذاك أم هذا هو ذاك؟!
لا تبحث عن معني
 فكل هذا مجرد هراء يدور في عقلي الذي تجهل مفرداته
فلا تحاول البحث عن جدوي هذا الكلام

هل فكرت يوما في الموت والحياة ؟!
لا تخبرني إنك لم تفكر يوما في القفز من علي سطح مبني
أو أن تتساءل ما هو شعور سريان السم في الأحشاء
أو أن تعبر رصاصة داخل جسدك مخترقة اياه 
أوكيف يمكن أن تسير بسكين منغرز في رقبتك

نحن أموات تسير علي الأرض
لكن اليوم
 قررت أن أكون حي يحلق في السماء
والنقيض بالنقيض يثبت

اليوم موعدي مع ملك الموت
 دعوته فاستجاب دعوتي

تناولنا القهوة معا
وصعدنا لأعلي السطح
أشعلت سيجارتي برغم كرهي للتدخين
ادخن سجائري في صمت
كمن يحاول أن يأخذ نفسه الأخير في هذه الدنيا
كقبلة وداع ملتهبة من حبيبة سيتركها
لكن ما أسرع أن تنتهي القبلة
ولا يبقي منها سوي آثار ملوثة علي شفاه ميت

أشعر الآن بسريان السم في جسدي
اتألم بقسوة لكن 
قمة الألم هي أقصي درجات الحياة
ألم أخبرك بأن القهوة تحتوي علي سم ؟!
لماذا كنت تعتقد إني سأشرب شئ لا أحبه إذا ؟!

أقف علي الحافة أرقص ما بين الموت والحياة
 لكن لا أحد يعلم أيهما هو الموت و أيهما هو الحياة ؟!


أخرج مسدسي من جرابه واتحسسه في صمت
ارفعه إلي جانب رأسي واقفز تاركا نفسي للا شئ
ثلاث ثواني وبعض الأجزاء من الثانية هي ما تلزمني للوصل إلي الأرض والموت
لكني أشبه بمن قفز داخل بعد زمني آخر
أشعر بأقل جزء من ثانية
أري كل شئ بوضوح عن ذي قبل
كلا إنهم يخدعونك عندما يدعون أنك تري شريط حياتك
فلقد انمحي هذا الشريط من ذاكرتي
كأني أصبحت شئ جديد
غير ملوث غير مدنس
إن هذه القفزة هي ميلادي الجديد
إنها بداية الحياة
ارفع مسدسي اطلق رصاصتي الوحيدة
تاركا خلفي مشهد واحد
شمس ميلادي مخضبة بالدماء علي الأرض
مع شروق شمس هذه الدنيا الفانية