مقدمة للتضامن ..
كلنا شخص واحد ..
لا بل كلنا كيان واحد ...
لا نحتاج لعنصرية ولا نحتاج لتحزب ....
*************
" يا مينا ، هتيجي تلعب ؟ "
" لا يا محمود ، خايف انزل من البيت "
ومرت أيام ...
" يا محمود ، هتيجي تلعب ؟ "
" لا يا مينا ، خايف انزل من البيت "
ومرت أيام ....
" واد يا مينا ، واد يا محمود ، انتم ما بتكلموش بعض ليه "
سأل كبير العيال مينا ومحمود هذا السؤال فرد محمود :
يا كبيرنا ، بصراحة كدا بقينا خايفين مينا وأنا نكلم بعض
وأكمل مينا :
اللي بيحصل يخلي كل واحد مننا ينظر للتاني نظرة كره .
تمتم كبير العيال بعبارات مبهمة ثم نظر لكلاهما وأشار لهما أن يحضرا إليه فهرول كلاهما وجلس الجميع على أسطح أحد المنازل وقال كبير العيال :
انتم عارفين التاريخ كويس ؟
هز كلاهما رأسه علامة النفي ، فاكمل كبير العيال ولم يعر انتباها لحركتيهما :
تاريخنا بيقول إننا هنا مع بعض من سنين السنين ، وجدود الجدود ، ما فرقش بينا أحد ، ولم يستطع ، لإننا كلنا بنبص للأرض دي ، اللي جمعتنا في مكان واحد ، والبلد دي اللي نسبتنا ليها علشان كدا كلنا هنا روح واحدة وحياة واحدة ، ولو الخطر هاجمنا زي ما عمل جدودنا احنا كمان هنعمل وهندافع عن أنفسنا ولا هنفرق مين فينا مينا ومين فينا محمود .
هز محمود ومينا رأسيهما علامة الموافقة فنظر لهما كبير العيال وسأل :
في عيونكم أسئلة يا ترى هي إيه ؟
سأل محمود :
في الحقيقة يا كبيرنا عايزين نعرف ليه حصل لنا اللي حصل دا ؟
فنظر له كبير العيال وأخذ نفس عميق ورد :
الحقيقة يا محمود ، اللي حصل دا لإننا عايزين إعادة تقييم من زمااااان ، عايزين نعدل الموازين علشان يبقى الميزان معدول ، لا زيادة ولا نقصان ، يعني التعليم عندنا محتاج يتعدل وكلنا متفقين على كدا ومن التعليم دا هنوضح للكل إن مفيش حاجة اسمها غرس الكره في النفوس عارفين ليه ؟
نظرا له وعيناهما تحمل الكثير من التسائل فاكمل :
العيب أه في المواد ولكن أصل العيب في اللي بيعلموا الطلاب والتلاميذ يعني مثلا مدرس مسيحي بيكره جاره المسلم فينقل الكره دا للتلاميذ ومدرس مسلم بيكره جاره المسيحي فينقل كرهه دا للتلاميذ ، وبالتالي الأطفال اللي زينا ، لسة عيال لما هتكبر هيكون جواها الكره دا اللي هو أصلا متسببش فيه علشان كدا لازم نخلي بالنا ونشوف المدرسين دول بينقلوا للطلاب لحب والخير والأمل والتفاؤل ولا الكره والظلم والضياع والفشل ؟
هو محمود رأسه ثم تنحنح مينا وسأل :
طب يا كبير ، ما فيه شيوخ بتفتي بموتنا وقتلنا ؟
نظر له كبير العيال ورد :
بص يا مينا ، ربنا الملك العدل ، وما بينزلش ديانة سماوية بتدعو للقتل ، والإسلام زي المسيحية بيدعي للخير والسلام والأمن ، حتى في أصعب الظروف ، وحتى لو فيه حروب فيه معاهدات وقيم ومبادئ والشيوخ دول ما يعرفوش حاجة عن الدين لإن الدين ما بيأمرش إنك تقتل لمجرد القتل ، لأ انت بتدافع عن نفسك ضد اللي بيهاجمك فقط ، لكن غير كدا دول ناس بتفسر على مزاجها ، وكمان عندك رجال من المسيحيين بيقولوا كلام يزيد من الفتنة والديانة المسيحية بريئة من كلامهم ، لكن بصوا لكلا الطرفين بيأخذ كلام الثاني ذريعة عشان يهاجمه ..
نظر له محمود ومينا ثم سأل محمود :
طب وحل الكلام دا إيه ؟
نظر لهما كبير العيال وأجاب :
الحل كان في إيد المسئولين ، كانوا حاسبوا كل الناس اللي بتتكلم بدون علم وبتسترزق من الدين وعمالة تتكلم بجهل لإن الأديان السماوية بتحض على العيش في سلام ومحبة وأمن أما غير كدا فمن أفعال البشر والبشر لازم يتحاسبوا على الأخطاء اللي بتسئ لناس تانية باسم الدين ..
صاح مينا ومحمود في نفس واحد :
واللي بيحصل اليومين دول مين السبب فيه المسلمين ولا المسيحيين ؟
نظر لهما كبير العيال ورد :
يا محمود انت ومينا ، الإسلام برئ من شرذمة جاهلة ما تعرفش حاجة وبتتكلم وبتعمل باسم الدين وبرئ من الهمجية بتاعتهم ، وكمان المسيحية بريئة من الشرذمة الجاهلة والعنصرية والهمجية بتاعتهم ..
وأخذ كبير العيال نفسا عميقا ثم قال :
العيب كل العيب ، في مَن يقول أنا ديني كذا أو كذا ، وهو بيتعامل مع غيره فأنت بتتعامل بأخلاقك ومبادئك وتعامل من أمامك على نفس الأساس فقد يكون الذي أمامك على نفس دينك ولكنه يسئ للجميع بأخلاقه والعكس صحيح ..
نظر له كلاهما وسأل مينا :
طب والأيام الجاية هنعمل إيه وهنواجه المشكلة إزاي ؟
هز كبير العيال رأسه وأجاب :
الأيام الجاية ما يعلم بها إلا الله ، ولكن علينا أن نقابلها كجسد واحد ونواجه أي تطرف أو عنصرية أو تحزب بقوة عشان ما يكبرش وما يوصلناش لحاجة أكبر من اللي بنشوفها دلوقتي ، بدل ما في يوم من الأيام نخلص على كل المصريين باسم الدين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين ..
ثم عاد ونظر لهما قائلا :
انتما الاثنين ، أساس ترابط هذا الشعب ، إن يوم كره مينا وجود محمود وكره محمود وجود مينا ، لن يكون هناك شعبا بل ستكون هناك مذابح دموية واعلما شيئا أن الذي يريد إهلاكك لن يفكر أيكم مسلم وأيكم مسيحي بل سيضع في رأسه إهلاك جنسية البلد التي تحملاها ..
واخذ نفسا عميقا وقال :
الموت لا يفرق بين مسلم ومسيحي ، فهو يختار الشخص ليس على حسب ديانته بل يختاره ولا يفرق بين وبين غيره عن طريق الديانة ، فحاولا انتما الاثنان أيضا ألا تفرقا بين بعضكما باسم الدين وعسى أن يفهم الجميع هذا ...
--------------------------------------
* ملحوظة :قد يكون ذلك البوست قديما ولكنه يناسب تلك الأحداث التي نحن فيها الآن ..
I.M.S.A
M.S.M.O