الثلاثاء، مارس 04، 2014

لا مؤاخذة شمال

" البت دي شمال "
" دايرة على حل شعرها "
" ما لقتش اللي يربيها "
" أهلها مفيهومش رجالة "
" هو أبوكي سمح لك تنزلي من البيت كده إزاي "
وغيرها وغيرها من الكلام اللي ممكن تسمعه في الشارع أو بين الأهل أو بين الأصحاب ، ممكن كمان تسمعه وأنت قاعد على القهوة أو وأنت ماشي في الشارع  إلخ ...
كلها تعليقات على تصرفات الفتاة !
دائما الفتاة !
" كإن الكون سيفنى بسبب المرأة "
يقول أحد القدماء الغير معروف ذكره ناسبا إياها لدين معين أن
" سبب ضياع المجتمعات ، امرأة "
حضرتك اركن لي على جانب حتى أريك كم التناقضات التي يعيش ( فيها ، بيها ، معها ) مجتمعنا المتدين المحترم المؤمن اللطيف بطبعه ..
في هذا المجتمع :
- يحق للفتى أن يخرج وقتما يحلو له ، يفعل ما يحلو له ، يعود متى يحلو له ، فهو ذكر لا يعيبه شئ ما الذي سيحدث له ، هو فخر الأسرة يفعل ما يشاء ولكن إن فعلت الفتاة هذا !!
( ناهيك عن تعليق المشانق ، الشارع كله هيقول ماشية على حل شعرها ، أو بت شمال ، إلا أن الأسرة ستحاسبها حسابا عسيرا كإنها أجرمت في حق البشرية جميعا وليس كونها مارست حقا من أبسط حقوقها تتساوى فيه مع الجنس الأخر ألا وهو الجنس الذكري )
- يحق للفتى أن يدخن ( سجاير – شيشية – مخدرات ) عادي فهو ذكر ، أعظم العبارات التي ستقال له ( يا ابني حافظ على صحتك ) لكن إن فعلت الفتاة هذا !!
( ساقطة ، فاشلة ، شمال ، عاهرة ، إلخ ..)
( هو ممكن أعرف مين العبقري الذي صور العاهرة أو الغانية في السينما المصرية شرط لازم تكون مدخنة ؟ أكيد هو السبب في تلك النظرة التي أُخذت عن المدخنة )
- ظهرت موضة البناطيل الضيقة في البنات فانطلق الصوت الأجش قائلا : أختاه لماذا تثيرين الرجل ؟ ، أختاه احتشمي ، ناقص يقولها : اختاه ولعي في نفسك .
لكن حين ارتدى الذكر نفس البناطيل فأنت بين أمرين عملية تجاهل أو سخرية ، لكن ليس هجوما حادا عليه كما حدث مع الأنثى !!
- اختاااااااااااه تحجبي فإن في حجابك العفة ، تنقبي حتى تكوني جوهرة مصونة ، تحجبي وتنقبي حتى لا تثيري الرجال وتفتنيهم ( لهذا الدرجة إيمانهم ضعيف وشهوتهم حاضرة يا شيخ ؟ )
إن كان الرجل يثار بسبب وجه أو شعر فتاة ، ممممم لماذا لا يُحجَّبُ الرجال للحفاظ على المرأة من إثارة شهوتها ؟
( هؤلاء يحيرونا يقولون لك أن المرأة قوية تتحكم في شهوتها ثم يقولون لك إن شهوتها تغلبها ، ما ترسوا على قرار واحد وحكم واحد هي قوية ولا ضعيفة ؟ )
وغيرها الكثير والكثير ، من ردود الأفعال المختلفة بين الفتى والفتاة ..
حتى في رؤية الفتى لتعامله مع الفتاة ..
- فمثلا هو على استعداد أن يتغافل تماما عن ماضي أي فتاة أجنبية قبل أن تعرفه أو ترتبط به ولكنه لا يستطيع تقبل هذا الأمر مع الفتاة في مجتمعه !!
- هو على استعداد أن يكون في منتهى الحرية حين يتحدث مع فتاة ويبيح كافة الأمور ، لكن إن انقلب الأمر على أخته فهو في منتهى التعنت  ( ممكن تشيل الأخت وتضع الزوجة إن كان متزوجا )
الازدواجية أو التناقض الذي يعيشه الرجل أو الفتى أو الذكر في مجتمعنا المتدين المحترم بطبعه هو أن للذكر الحرية المطلقة في تصرفاته بينما الأنثى أو الفتاة أو المرأة لا !
فكرة الفتى المسيطرة على المجتمع أن من حقه أن يفعل أي شئ لكن الفتاة ليس من حقها أن تفعل شيئا بحجة أن الفتاة مجرد كماليات في الحياة ...
بحجة إنها قاصرة أو غير مسئولة عن أفعالها ...
فكرة إنها تحتاج دائما إلى من يشكمها ومن يحكمها الخ ...
دعني أسألك سؤالا بسيطا :
مَن أخبرك أنك لست أنت الناقص ، أو لا تحتاج إلى من يوجهك وغير مسئول عن أفعالك ؟
الإجابة بمنتهى البساطة إنك ستنفي هذا لكونك في التصنيف البيولوجي ( ذكر )
هذه الأحرف الثلاثة التي جعلت من جنس معين أعلى على جنس أخر أو في مكانة تجعله فوق المساءلة أو لا يمثل وصمة العار لأسرته ، عكس الفتاة التي ينظر لها المجتمع سواء كأسرة أو كأفراد في الشارع على إنها وصمة عار !!
وصمة عار تنتقل من بيت الأسرة لكي تكون وصمة عار في بيت زوجها ..
لكي تكون وصمة عار في كل مكان تعيش فيه !!
مَن أعطاكم الحق في أن تجعلوها هكذا ؟
الإجابة بمنتهى البساطة التصنيف ( ذكر أو أنثى )
إن كانت الأثنى عارًا ، فاسأل الخالق لماذا خلقها ؟
لماذا جعل فيها المقدرة على حمل الحياة ؟
إن عرفت الإجابة بالتأكيد ستفهم لماذا تداري نقطة الضعف والنقص بداخلك في الظهور بمظهر المستأسد لتداري بداخلك شكل الفأر ..
وانظر إلى المرآة واعلم مَن هو الذي : 
لا مؤاخذة شمال . 

I.M.S.A
M.S.M.O