الخميس، يونيو 12، 2014

مجانين حكموا العالم ..

المجانين حين حكموا العالم ...

صوّر لنا التاريخ الملوك والأباطرة والحكام إنهم أصحاب  قدرات خارقة ، وأفعال غريبة وعجيبة !!
قد يكون هذا الملك أو الحاكم أو الإمبراطور مجنون دموي ، أو لديه هوس عجيب ولكن الحقيقة إنهم يتفقون على صفة واحدة ألا وهي " الجنون "

قد يكون جنون دموي ، جنون عظمة ، أو أي أنواع من الجنون ولكنه أولا وأخيرا " جنون "
عذرا على المقدمة الطويلة ولكن عليك أن تتحملني قليلا فمن نتحدث عنهم ليسوا سوى أباطرة أو كما قال عنهم التاريخ ملوك وحكام ..

" هتلر ، نابليون ، نيرون ، كاليجولا ، الحاكم بأمر الله ، يزيد بن معاوية ، وأخرون "
كل منهم حكم أصدر أحكاما غريبة ، شرّع قوانينا مريبة ..

بعضهم شعوبهم خضعت لهم ( قال يا حاكم ايه فرعنك قال ما لقتش شعب يلمني )
والبعض الأخر شعوبهم ثارت عليه ( ومصيرهم كان في الأرض منها وإليها نعود )
لكن التاريخ دائما يُكتَب للمنتصر ، فالتاريخ خلّد معظمهم إنه قائد عسكري لا يقهر ..

أو فاتح عظيم ..
أو عبقري الزمان والمكان ..
أو كما قيل عنهم مجانين !!
من بين أسرة حاكمة وُلد ..
من بين الأباطرة قد جاء ..

يتشابه واقعه كثيرا مع أسطورة رومانية قديمة أو نهج قائد يوناني أخر ..
لكن يبقى له هذه الصفة التي لا يستطيع مجاراته فيها إلا من كان على شاكلته ..
إنه الجنون ..

إنه " كاراكلا "
فتحكي لنا كتب التاريخ عن الإمبراطور " كاراكلا " أحد أبناء لوشيوس سيبتموس سيفيروس أحد أباطرة الرومان في الإمبراطورية الرومانية ..

هذا الحاكم من حظه ومن نصيبه أن وقع عليه الدور في حكم الإمبراطورية ولكن هذا ليس أول المطاف
فلوشيوس كان لديه عدد من الأبناء بجوار كاراكلا الذي خطط للتخلص من أخيه لكي ينفرد بالحكم ، ولم ينتظر فتخلص أيضا من ابن عمه ثم لم يلبث أن تخلص من صهره ( يلا بقى ما هي هاصت نزل قتل فيهم كلهم )

عامةً بعيدًا عن كونه كان حاكم الإمبراطورية الرومانية إلا إنه أراد الاستعانة بأحد القضاه حتى يجيز له مجازره في حق أخيه وابن عمه وصهره فلم يجد أمامه إلا القاضي الروماني " بابنيان " ولسوء حظ القاضي إنه للأسف طلع شريف ، قال إن ما حدث جريمة في حق الإنسانية فلم يجد كاراكلا بدا من قتله هو أيضا واشتهر على التاريخ بأنه قاتل أخيه وقاتل القاضي بابنيان .. ( كان هيخسر القاضي حاجة لو كان والس معاه ؟ )

رجوعا لكاراكلا فهو قرر إنه يحكم مصر من عاصمتها الإسكندرية في ذلك الوقت ( شرف المحروسة بقى ) ، وفي حكمه لمصر ولإننا شعب يحب الضحك والمزاح ( ابن نكتة بطبعه ) فالشباب السكندري كان ذو طابع فكاهي فكان يتندر على كاراكلا وتقريبا كاراكلا بما إنه شرف مصر فتقريبا الحاكم بأمر الله كان من سلالته لإنه اتخذ إجراءات تعسفية رهيبة في حق المصريين والسكندريين على السواء ..

فمنع التجار والفلاحين من التواجد في الإسكندرية ، فقام الشباب بالتندر عليه وحظ الشباب أتى مع شخصية نكدية تكره الضحك والمزاح فكان رده عليهم إنه أمر بذبحهم جميعا !!
وبالفعل استدعى الحرس الروماني - حاجة كده من اللي بياكلوا خروفين ع الغدا -  واستدعى الشباب لباحة الاسكندرية وأمر حراسه إنهم يقّتلوا في الشباب وتقريبا حوالي 20 ألف سكندري قُتلوا في الواقعة دي ..

الناس تسكت ؟ أبدا بالعكس قاموا بالمظاهرات - هي أه مصيرها دائما كان الفشل -  لكنهم قاموا بالمظاهرات وقدروا انهم يواجهوه في كل مكان ، فاتخذ أمرا بمنع الحفلات والتجمعات بين الناس ( تقولش بيعمل قانون بمنع التظاهر على أيامه ) المهم الناس من أصحاب النكتة وبيحبوا الطبل والزمر كعادة البشر المحبين للحياة ...

المثل يقول " ما تخافش من الهبلة خاف من خلفتها " وواضح ان سنة 215 م كان عام نحس على الشعب السكندري ( الاحداث كلها كانت في الاسكندرية وقتها ) وفعلا قتل منهم الكثير ونفى التجار والزراع والفلاحين خارج الإسكندرية .. واستدعى مزيدا من القوات  للاسكندرية لقتل الناس وإحكام السيطرة عليهم وأعلن نفسه إنه خليفة الإسكندر الأكبر في الفتوحات بعدما جاء إلى مصر في 215 غازيا ومنتهجا كل تلك المذابح في ما لا يقل عن العام !!

لكن لسوء حظه هذه المرة الحرس الخاص به طمع دائما في الغنائم وعملية التقسيم ( النجاح له ألف أب والتورتة لازم كلنا ناكلها بقى ) فانقلب عليه ودبروا مؤامرة لقتله وفعلا في سنة 217 م استطاع الحرس الخاص بكاراكلا إنه يصطاده ويقتله وينهي مصير واحد من أكبر المجانين في زمنه ..




I.M.S.A
M.S.M.O 


الجمعة، أبريل 25، 2014

وظيفة بدون داعي

" تعالى يا باشا ، تعالى ، تعالى "
سايس يركن لك عربيتك .

" منديل حضرتك ؟ "
واحد واقف لك على باب الحمام .

" ألمع لحضرتك الإزاز "
عامل في بنزينة .

العديد والعديد من الوظائف في البلد ليس لها داعي أو مناسبة ، الأمر ليس عيبا في الوظيفة قدر ما يكون هو انتهاك الحياة بتلك الوظيفة التي تتحول مع مدار الأيام إلى البلطجة المطلقة في التعامل مع المواطن عموما ، الفكرة تحولت من مجرد وظيفة أو شغلانة من أجل خدمة المواطن إلى بلطجة على المواطن نفسه ، قس على ذلك كافة المهن أو الوظائف أو الشغلانة أو أي مسمى تحبه يكون هدفه الأول هو خدمة المواطن ويصبح تدريجيا ومع الوقت عبارة عن انتهاك للمواطن وبلطجة عليه .

" تعالى يا باشا ، ارجع بضهرك ، اركن يا بيه " عبارات يقولها السايس في أي مكان عمومي ملكا للناس في الشارع من أجل أن تركن سيارتك في مقابل مادي أنت في غنى تماما عنه ، ولكنه ينظر إليك بأنه فرض عين يجب عليك أن تقوم به لكي تركن سيارتك ولو لم تدفع سيكون عليك بمنتهى البساطة أن تتحمل أضرار ذلك القرار الرهيب الذي سيترتب عليه أمرا من ثلاثة :
إما أن تجد سيارتك مخدوشة ، أو مرآتك مكسورة ، أو فانوسك مخبوطا .

هذه الوظيفة وظيفة ابتدعها المواطن المصري من أجل الحصول على لقمة عيشه ، لست معترضا فلا وظيفة تعيب صاحبها ولست متجني عليه ولكن ما الفائدة منها للمجتمع أو للمواطنين ؟ لمَ البلطجة التي تصاحبها ؟ وأين رقابة الدولة عليها ؟ وكيف يتم معاقبة من يعمل بها إن أخطأ ؟
الإجابة بمنتهى البساطة : لا يوجد إجابة لكل تلك الأسئلة ، فنحن نسير في عالم موازي عبارة عن عالم أشبه بمراجيح مولد النبي .

" منديل حضرتك ، حضرتك فيه رسوم دخول الحمام " عبارة يقولها لك أي واحد أحضر منضدة وجالس أمام دورة مياه عمومية أو في مسجد من المساجد ، يخبرك بضرورة الدفع !
من المفترض أن دورة المياه العمومية أو دورة المياه في المسجد هي ملك لكل من يسير في الشارع وليست خدمة خاصة يقدمها المسجد أو الشارع للمارة ، ومع ذلك لو لم تدفع ستجد أمرا من ثلاثة :
إما سرقة حذائك ، أو التغليس عليك من الجالسين أو يخبرك بضرورة الدفع ( ذوق عافية هتدفع ) مستخدما الطريقة الدينية لإقناعك ( نظرية الثواب والعقاب الإلهي التي ستطولك إن لم تدفع )

هذه الوظيفة أيضا ابتدعها المواطن المصري من أجل الحصول على قوت يومه ، لست معترضا أيضا طالما يحاول أن يعمل ، لكن عليه أن يقوم بتنظيف الدورات العمومية أو المساجد ، ويجب أن يكون عليه رقابة أو وسيلة لمحاسبته إن أخطأ ، وستظل الأسئلة في أدراج الرياح حتى لا يجيب أحد عليها ..

" ألمع لحضرتك الإزاز ، وش الكبوت يا باشا ، المرايات كده كويسة "
هذه العبارات تسمعها من عامل في بنزينة ، أو طفل في إشارة المرور ، أو في موقف عمومي أو في أي مكان تركن فيه بسياراتك ، وبالطبع عليك بكل سرعة أن تقوم بدفع المال المطلوب ..

الفكرة إنك  حين ترفض الدفع أنت أمام موقف من ثلاثة :
استعطاف ديني على أعلى مستوى ( في إشارات المرور )
ترك الزجاج دون مسح بعد أن ترك عليه الصابون .
أو عملية استفزاز من أجل الدفع ( غصب واقتدار )
هذه الوظائف وغيرها الكثير من المفترض إنها  وظائف خدمية مقدمة للمواطن مقابل أن يدفع أو لا يدفع حين يحصل على الخدمة أو لا يحصل عليها ..

لكن مع الوقت تحولت تلك الوظيفة من مجرد وظيفة خدمية لمجرد بلطجة على المواطن من أجل الحصول على النقود ، الأسئلة التي تطرح هل ستستمر تلك الخدمة البلطجية على المواطن ؟
أم ستتخذ الدولة إجراءات قوية تجاه القائمين على تلك الخدمة لإعادتها مجرد خدمة وليست بلطجة ؟
أم سيتخذ المواطن نفسه الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المفهوم للقائمين على الوظائف الخدمية بعيدا عن الرؤية البلطجية وأن يفهم القائمين أن يبتعدوا عن البلطجة حتى يستطيعوا أن يعملوا جيدا ؟
هل هذا مجرد حلم أم إنه سيتحول لواقع بدلا من واقع البلطجة الذي يعيشه المواطن كل يوم ؟

I.M.S.A
M.S.M.O 



الثلاثاء، مارس 04، 2014

لا مؤاخذة شمال

" البت دي شمال "
" دايرة على حل شعرها "
" ما لقتش اللي يربيها "
" أهلها مفيهومش رجالة "
" هو أبوكي سمح لك تنزلي من البيت كده إزاي "
وغيرها وغيرها من الكلام اللي ممكن تسمعه في الشارع أو بين الأهل أو بين الأصحاب ، ممكن كمان تسمعه وأنت قاعد على القهوة أو وأنت ماشي في الشارع  إلخ ...
كلها تعليقات على تصرفات الفتاة !
دائما الفتاة !
" كإن الكون سيفنى بسبب المرأة "
يقول أحد القدماء الغير معروف ذكره ناسبا إياها لدين معين أن
" سبب ضياع المجتمعات ، امرأة "
حضرتك اركن لي على جانب حتى أريك كم التناقضات التي يعيش ( فيها ، بيها ، معها ) مجتمعنا المتدين المحترم المؤمن اللطيف بطبعه ..
في هذا المجتمع :
- يحق للفتى أن يخرج وقتما يحلو له ، يفعل ما يحلو له ، يعود متى يحلو له ، فهو ذكر لا يعيبه شئ ما الذي سيحدث له ، هو فخر الأسرة يفعل ما يشاء ولكن إن فعلت الفتاة هذا !!
( ناهيك عن تعليق المشانق ، الشارع كله هيقول ماشية على حل شعرها ، أو بت شمال ، إلا أن الأسرة ستحاسبها حسابا عسيرا كإنها أجرمت في حق البشرية جميعا وليس كونها مارست حقا من أبسط حقوقها تتساوى فيه مع الجنس الأخر ألا وهو الجنس الذكري )
- يحق للفتى أن يدخن ( سجاير – شيشية – مخدرات ) عادي فهو ذكر ، أعظم العبارات التي ستقال له ( يا ابني حافظ على صحتك ) لكن إن فعلت الفتاة هذا !!
( ساقطة ، فاشلة ، شمال ، عاهرة ، إلخ ..)
( هو ممكن أعرف مين العبقري الذي صور العاهرة أو الغانية في السينما المصرية شرط لازم تكون مدخنة ؟ أكيد هو السبب في تلك النظرة التي أُخذت عن المدخنة )
- ظهرت موضة البناطيل الضيقة في البنات فانطلق الصوت الأجش قائلا : أختاه لماذا تثيرين الرجل ؟ ، أختاه احتشمي ، ناقص يقولها : اختاه ولعي في نفسك .
لكن حين ارتدى الذكر نفس البناطيل فأنت بين أمرين عملية تجاهل أو سخرية ، لكن ليس هجوما حادا عليه كما حدث مع الأنثى !!
- اختاااااااااااه تحجبي فإن في حجابك العفة ، تنقبي حتى تكوني جوهرة مصونة ، تحجبي وتنقبي حتى لا تثيري الرجال وتفتنيهم ( لهذا الدرجة إيمانهم ضعيف وشهوتهم حاضرة يا شيخ ؟ )
إن كان الرجل يثار بسبب وجه أو شعر فتاة ، ممممم لماذا لا يُحجَّبُ الرجال للحفاظ على المرأة من إثارة شهوتها ؟
( هؤلاء يحيرونا يقولون لك أن المرأة قوية تتحكم في شهوتها ثم يقولون لك إن شهوتها تغلبها ، ما ترسوا على قرار واحد وحكم واحد هي قوية ولا ضعيفة ؟ )
وغيرها الكثير والكثير ، من ردود الأفعال المختلفة بين الفتى والفتاة ..
حتى في رؤية الفتى لتعامله مع الفتاة ..
- فمثلا هو على استعداد أن يتغافل تماما عن ماضي أي فتاة أجنبية قبل أن تعرفه أو ترتبط به ولكنه لا يستطيع تقبل هذا الأمر مع الفتاة في مجتمعه !!
- هو على استعداد أن يكون في منتهى الحرية حين يتحدث مع فتاة ويبيح كافة الأمور ، لكن إن انقلب الأمر على أخته فهو في منتهى التعنت  ( ممكن تشيل الأخت وتضع الزوجة إن كان متزوجا )
الازدواجية أو التناقض الذي يعيشه الرجل أو الفتى أو الذكر في مجتمعنا المتدين المحترم بطبعه هو أن للذكر الحرية المطلقة في تصرفاته بينما الأنثى أو الفتاة أو المرأة لا !
فكرة الفتى المسيطرة على المجتمع أن من حقه أن يفعل أي شئ لكن الفتاة ليس من حقها أن تفعل شيئا بحجة أن الفتاة مجرد كماليات في الحياة ...
بحجة إنها قاصرة أو غير مسئولة عن أفعالها ...
فكرة إنها تحتاج دائما إلى من يشكمها ومن يحكمها الخ ...
دعني أسألك سؤالا بسيطا :
مَن أخبرك أنك لست أنت الناقص ، أو لا تحتاج إلى من يوجهك وغير مسئول عن أفعالك ؟
الإجابة بمنتهى البساطة إنك ستنفي هذا لكونك في التصنيف البيولوجي ( ذكر )
هذه الأحرف الثلاثة التي جعلت من جنس معين أعلى على جنس أخر أو في مكانة تجعله فوق المساءلة أو لا يمثل وصمة العار لأسرته ، عكس الفتاة التي ينظر لها المجتمع سواء كأسرة أو كأفراد في الشارع على إنها وصمة عار !!
وصمة عار تنتقل من بيت الأسرة لكي تكون وصمة عار في بيت زوجها ..
لكي تكون وصمة عار في كل مكان تعيش فيه !!
مَن أعطاكم الحق في أن تجعلوها هكذا ؟
الإجابة بمنتهى البساطة التصنيف ( ذكر أو أنثى )
إن كانت الأثنى عارًا ، فاسأل الخالق لماذا خلقها ؟
لماذا جعل فيها المقدرة على حمل الحياة ؟
إن عرفت الإجابة بالتأكيد ستفهم لماذا تداري نقطة الضعف والنقص بداخلك في الظهور بمظهر المستأسد لتداري بداخلك شكل الفأر ..
وانظر إلى المرآة واعلم مَن هو الذي : 
لا مؤاخذة شمال . 

I.M.S.A
M.S.M.O 


الأربعاء، فبراير 12، 2014

مسجد أم مسكين

" تبرعوا لبناء مسجد "
" إنما يعمر مساجد اللّه من آمن بالله واليوم الآخر"
تكون ماشي في أمان الله في الشارع وتلاقي اليافطة أمامك وطالب منك التبرع ..
أو تكون في عربية ويدخل عليك رجل سمح وماسك صندوق في يده ويخبرك أن عليك التبرع لبناء المسجد ..
أوإن تلاقي غيرها من العبارات  من أجل بناء مسجد ، أو ترميم مسجد أو لفرش مسجد الخ ..
وهنا يحضرني السؤال
هل عبادة الله بكثرة المساجد ؟
هل تعتقد أن الله سبحانه وتعالى تكون عبادته بكثرة المساجد ، فمثلا في البلدة الواحدة قد تجد مسجدين أو ثلاثة وزاوية الخ من دور العبادة ، ومع ذلك لا تجد من مرتاديها الكثير ، إلا في صلاة الجمعة  !
ولنقوم بتوسيع الدائرة قليلا ، ونسأل هل يرضى الله تعالى عن المساجد الكثيرة وهناك آلاف من البشر يبيتون ليلهم جوعى ؟
دعونا نخرج قليلا من ذلك الحيز الذي نقف فيه ونتساءل ..
أيهما أكثر عبادة إطعام مساكين أم بناء مساجد ؟
إن كان التبرع بكثرة لبناء مساجد ، أليس من باب أولى التبرع من أجل إطعام المساكين أو إسكان الفقراء ؟
في مصر عدد كبير جدا من المساجد وهي في ازدياد ( ما شاء الله لكثرة المتبرعين لبنائها )
ولدينا أيضا عدد كبير جدا من الفقراء والمساكين وهم أيضا للمصادفة في ازدياد ( لكن هنا لعدم وجود كثرة المتبرعين لإطعامهم ) ..
هناك الكثير من المساجد كما قلنا وكثيرا من المساكين والفقراء ، فأيهما أكثر تقربا إلى الله بناء مسجد أم إطعام مسكين ؟
لا تعتقد أن بناء المسجد سيكون صدقة جارية لك إلى الأبد لأن الناس دائما ستدخل تصلي به بينما المسكين فيزول أثر صدقته بعد إطعامه !
الله تعالى هو من يجازي العباد ، قد يعطيك الكثير جدا من الصدقة الجارية على إطعام المسكين ولكنه لا يعطيك حتى القليل على بناء مسجد .
هذا من حيث إطعام المسكين فما بالك بكسائه ؟ 
في مصر يأتي الشتاء شديد البرودة ، قارص ، لا يرحم أحدا ويبات من يستطيع القدرة تحت أكثر من غطاء داخل بيته ولكن ..
هذا الفقير أو المسكين الذي لا غطاء ولا ملاذ له أين يكون ؟
يقول الله " إنما يعمر مساجد الله "
حسنا دعوني أسألكم هل قول الله يعمر بكثرة البناء أم بدخولها  وارتيادها ؟
إن كنتم تريدون إعمارها لماذا لا تفتحون أبوابها للفقراء والمساكين لكي يحتموا بها من برد الشتاء ؟
هي ملك لله فهي بيوته وليست بيوتكم ، وهم يستطيعون أن يدخلوها ليحتموا بداخلها من برد الشتاء ..
هذا إن كنتم بالفعل تريدون إعمارها ..
يرد عليك أحدهم قائلا : طيب ما هو هيسرق منها ؟
أيها السيد ما المقتنيات التي سيسرقها الفقير أو المسكين من المسجد إن بات فيه ؟ هل المصاحف أم أحذية الحمامات ؟
إن كنت تخشى على المسجد هكذا من أن يسرقه فلتنزل تحرسه وهو بداخله ..
النقطة الأخرى يوميا تجد الكثيرين يقفون على الطرق ، في القرى ، في مكبرات الصوت ينادون بصوت جهوري " تبرعوا لبناء المسجد "
ما لكم لا تقولون تبرعوا لإطعام المسكين ؟
لماذا لا يدخل في عقولكم أن الله من رحمته لا يريد الأبنية الكثيرة أكثر مما يريد الاعتناء بالفقير والمسكين ؟
أخبرني كم آية تحدثت عن المساجد وعن بنائها ؟
وكم آية تحدثت عن المساكين والفقراء واليتامى والاعتناء بهم !
أيها المواطن البسيط بدلا من أن تقوم بجمع التبرعات لبناء مسجد القرية التي بها من المساجد الكثير
تبرع ولكن لكي تطعم أو تكسي الفقير والمسكين فهم أيضا

يحتاجون إيمانك وحماسك في جمع التبرعات

I.M.S.A
M.S.M.O 

الخميس، ديسمبر 05، 2013

واجب عزاء

لا أدري أكنت أعزيه أم أعزي نفسي ..
ما اشبه اليوم بالبارحة ، حين توفى والدي اتصلت بمحمد لأخبره فقام بتعزيتي ..
اليوم أتصل أنا به لكي أعزيه ..
محمد ليس فقط صديقي ولا شريكي في رحلة حياة ولكنه لي بمثابة أخ ...
لم أسمع صوت محمد حزينا مثلما سمعته اليوم ..
أدركته تائها ، مشوشا ..
أدرك جيدا واقع الخبر عليه فلقد مررت بتلك المشاعر من قبل ، وأعلم ما يحدث وما يمر به الإنسان ..
كنت أعزي محمد في الهاتف وفي نفس الوقت أعزي نفسي

فوالد محمد لم يكن والده فقط بل كان صديقنا أيضا ..

البقاء لله يا صديقي ..

وأدعو الله أن يتغمد والدك بالرحمة ويثبته وأن يسكنه فسيح جناته ..

أتمنى أن تدعوا معي لوالد محمد بالرحمة وأن تكثروا عليه من الدعاء ..

اللهم : ياحنان يامنان ياواسع الغفران اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس

اللهم : ابدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة

اللهم : عامله بما أنت أهله ولا تعامله بما هو أهله

اللهم : إن كان محسنا فزد فى حسناته وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته

اللهم : ادخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب

اللهم : انزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين

اللهم : انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

اللهم : اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار

اللهم : افسح له قبره ومد بصره وافرش قبرة من فراش الجنة

اللهم : قه السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته

اللهم : اغفر له فى المهديين واخلفه فى عقبة فى الغابرين واغفرلنا وله يا رب العالمين وافسح له فى قبره ونور له فيه

اللهم : إنه فى ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار وانت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم

اللهم : ارحمه كما رباه صغيرا

اللهم : اجعل عن يمينه نورا وعن شماله نورا ومن امامه نورا ومن فوقه نورا حتى تبعثه آمنا مطمئنا فى نور من نورك

اللهم : ارحمه واغفره وثبته واشمل أهله بعطفك ورحمتك ..

ارجوكم أن تتلوا الفاتحة على روح والد محمد