الجمعة، أبريل 25، 2014

وظيفة بدون داعي

" تعالى يا باشا ، تعالى ، تعالى "
سايس يركن لك عربيتك .

" منديل حضرتك ؟ "
واحد واقف لك على باب الحمام .

" ألمع لحضرتك الإزاز "
عامل في بنزينة .

العديد والعديد من الوظائف في البلد ليس لها داعي أو مناسبة ، الأمر ليس عيبا في الوظيفة قدر ما يكون هو انتهاك الحياة بتلك الوظيفة التي تتحول مع مدار الأيام إلى البلطجة المطلقة في التعامل مع المواطن عموما ، الفكرة تحولت من مجرد وظيفة أو شغلانة من أجل خدمة المواطن إلى بلطجة على المواطن نفسه ، قس على ذلك كافة المهن أو الوظائف أو الشغلانة أو أي مسمى تحبه يكون هدفه الأول هو خدمة المواطن ويصبح تدريجيا ومع الوقت عبارة عن انتهاك للمواطن وبلطجة عليه .

" تعالى يا باشا ، ارجع بضهرك ، اركن يا بيه " عبارات يقولها السايس في أي مكان عمومي ملكا للناس في الشارع من أجل أن تركن سيارتك في مقابل مادي أنت في غنى تماما عنه ، ولكنه ينظر إليك بأنه فرض عين يجب عليك أن تقوم به لكي تركن سيارتك ولو لم تدفع سيكون عليك بمنتهى البساطة أن تتحمل أضرار ذلك القرار الرهيب الذي سيترتب عليه أمرا من ثلاثة :
إما أن تجد سيارتك مخدوشة ، أو مرآتك مكسورة ، أو فانوسك مخبوطا .

هذه الوظيفة وظيفة ابتدعها المواطن المصري من أجل الحصول على لقمة عيشه ، لست معترضا فلا وظيفة تعيب صاحبها ولست متجني عليه ولكن ما الفائدة منها للمجتمع أو للمواطنين ؟ لمَ البلطجة التي تصاحبها ؟ وأين رقابة الدولة عليها ؟ وكيف يتم معاقبة من يعمل بها إن أخطأ ؟
الإجابة بمنتهى البساطة : لا يوجد إجابة لكل تلك الأسئلة ، فنحن نسير في عالم موازي عبارة عن عالم أشبه بمراجيح مولد النبي .

" منديل حضرتك ، حضرتك فيه رسوم دخول الحمام " عبارة يقولها لك أي واحد أحضر منضدة وجالس أمام دورة مياه عمومية أو في مسجد من المساجد ، يخبرك بضرورة الدفع !
من المفترض أن دورة المياه العمومية أو دورة المياه في المسجد هي ملك لكل من يسير في الشارع وليست خدمة خاصة يقدمها المسجد أو الشارع للمارة ، ومع ذلك لو لم تدفع ستجد أمرا من ثلاثة :
إما سرقة حذائك ، أو التغليس عليك من الجالسين أو يخبرك بضرورة الدفع ( ذوق عافية هتدفع ) مستخدما الطريقة الدينية لإقناعك ( نظرية الثواب والعقاب الإلهي التي ستطولك إن لم تدفع )

هذه الوظيفة أيضا ابتدعها المواطن المصري من أجل الحصول على قوت يومه ، لست معترضا أيضا طالما يحاول أن يعمل ، لكن عليه أن يقوم بتنظيف الدورات العمومية أو المساجد ، ويجب أن يكون عليه رقابة أو وسيلة لمحاسبته إن أخطأ ، وستظل الأسئلة في أدراج الرياح حتى لا يجيب أحد عليها ..

" ألمع لحضرتك الإزاز ، وش الكبوت يا باشا ، المرايات كده كويسة "
هذه العبارات تسمعها من عامل في بنزينة ، أو طفل في إشارة المرور ، أو في موقف عمومي أو في أي مكان تركن فيه بسياراتك ، وبالطبع عليك بكل سرعة أن تقوم بدفع المال المطلوب ..

الفكرة إنك  حين ترفض الدفع أنت أمام موقف من ثلاثة :
استعطاف ديني على أعلى مستوى ( في إشارات المرور )
ترك الزجاج دون مسح بعد أن ترك عليه الصابون .
أو عملية استفزاز من أجل الدفع ( غصب واقتدار )
هذه الوظائف وغيرها الكثير من المفترض إنها  وظائف خدمية مقدمة للمواطن مقابل أن يدفع أو لا يدفع حين يحصل على الخدمة أو لا يحصل عليها ..

لكن مع الوقت تحولت تلك الوظيفة من مجرد وظيفة خدمية لمجرد بلطجة على المواطن من أجل الحصول على النقود ، الأسئلة التي تطرح هل ستستمر تلك الخدمة البلطجية على المواطن ؟
أم ستتخذ الدولة إجراءات قوية تجاه القائمين على تلك الخدمة لإعادتها مجرد خدمة وليست بلطجة ؟
أم سيتخذ المواطن نفسه الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المفهوم للقائمين على الوظائف الخدمية بعيدا عن الرؤية البلطجية وأن يفهم القائمين أن يبتعدوا عن البلطجة حتى يستطيعوا أن يعملوا جيدا ؟
هل هذا مجرد حلم أم إنه سيتحول لواقع بدلا من واقع البلطجة الذي يعيشه المواطن كل يوم ؟

I.M.S.A
M.S.M.O