مـتـى سـنـرحـم مـن تـلـك الأمـور ؟

متى سنرحم من تلك الأمور أو من هؤلاء الأوصياء دائما علينا ؟، المصرين على كوننا جهلاء لم يولد بعد فينا المثقف والمفكر والواعي والمتميز ، ويصروا على إننا نحتاج لمن يأخذ بأيدينا في كافة المجالات ( عذرا لكوننا عميان نتخبط في الظلام الدامس ) ..

الأمر أصبح بالفعل أكثر مما يطاق فبعد أن كنا في أعلى مرتبة سواء كانت علمية ، فنية ، ثقافية ، إجتماعية ، دينية ، حضر هؤلاء الأوصياء ليطمسوا كل هذا في أعمق أعماق الأرض بل لقد حفروا لعدة كيلو مترات ثم قاموا بالبناء على تطورنا بل لقد وضعوا جبلا ضخما على تميزنا وثقافتنا وعلومنا ، وجعلونا نعود مرة أخرى للعهود السحيقة بل أن العهود السحيقة كانت مفكرة عما نحن عليه الآن !!!

في الحقيقة إنهم في كافة أمور الحياة منتشرين ، تجدهم في أي مجال ، فقديما كنا نعاني من طمس الإحتلال لنا ، ولهويتنا ، ولثقافتنا والآن نعاني من طمس الجهلاء لنا ..

وغريبة فقديما حاربنا بكل قوة طمس الإحتلال الأجنبي لفكرنا وهويتنا وثقافتنا ، وقمنا بقهر كل الوسائل التي فرضت علينا من قبلهم والآن يحدث شئ غريب ، بل عجيب إننا ننساق لهذا الطمس الغريب لهويتنا وتحضرنا ورقينا !!!

فمن قال أن الإنسان المفكر ، العاقل ، المتحمل للمسئولية والذي فضله الله تعالى على كافة المخلوقات بالعقل يحتاج لأخر لكي يفكر له ؟؟!!!

فالإنسان العادي قد خلقه الله تعالى بعقل لكي يفكر ، ويؤمن به ولكي يتدبر في الكون ولكي يرى ما الذي يناسبه وينفعه وما الذي يضره ، ولكي ... ولكي ... ولكن فجأة بقدرة قادر تحول الأمر من كل البشر مفكرين إلى إنسان واحد يفكر ويفهم والبقية أغبياء ، حمقى ، لا سبيل لهم سوى أن ينفذوا تفكيره بمنتهى السرعة والدقة ، دون تحريف أو تغيير او تبديل ولو بمقدار 0,000000000001 سم وإلا لأصبحوا خارجين على المعهود والمشهود !!!

( نعترف أن هناك من هو متوسط الذكاء ومن هو أقل من المتوسط ومن هو دون الذكاء ومن هو خارق الذكاء والكل درجات ولكن هذا ليس معناه أن البشر كلهم مجرد آلة للتنفيذ ولا يفكرون ولا يتدبرون ، وإلا لم يكن الله ليخلقنا من الأساس طالما إنه يريد شاكلة واحدة فقط لا تتنوع ولا تتغير ، الإختلاف ضروري حتى لا نصاب بالرتابة كسيزيف في عقوبته )

عامةً بعيدا عن تلك المقدمة الطويلة والتي تحمل في طياتها ما أريد حقا التحدث عنه ، ألا وهم هؤلاء السادة الذين أوكلوا لأنفسهم حق الوصاية على محاسبة الفرد والإمساك بعنقه وأن يروا ويقرروا قائلين هذا يدخل الجنة وهذا في أسفل درك من النار بل إنه في غياهب جهنم وبئس المصير ...

حقيقة لا ادري كيف يتاح لكم هذا وبأي حق تعيشون في سبيل الجاهلية التي حاربها الإسلام ، فقديما كان العربي الجاهلي يتخذ من هوبل وإيساف ونائلة واللات والعزى آلهة لكي يتقربوا إلى الله زلفاً والآن تتخذون انتم أيها الأوصياء من أنفسكم أربابا لكي يتقرب الإنسان البسيط إلى الله ، ولن يتقرب إلى الله إلا إذا قام بتنفيذ ما تقولونه ، وما تأمرون به وإلا لن يدخل الجنة !!!

والأدهي عذرا بل أصبح شيئا إعتياديا بسبب الحالة المنتشرة من الجهل والركض خلف كل أهوج يتحدث تجد أن العديد من الناس يتبعوا هذا أو ذاك لكي يتقربوا إلى الله ولكي يدخلوا الجنة !!

( أيها الجهلاء المصدقين هذا الخرف ، الدخول إلى الجنة لا يحدث بسبب بشر أمثالكم ، بل بسببكم انتم ، فأعمالكم هي ما تحدد ما الذي يدخلكم وما الذي يخرجكم ، تعاملاتكم هي ما تحدد مدى تدينكم وليس تعليمات الشيخ فلان وفتاوي علان ، أيها الأغبياء لا وسيط بين العبد وربه ، فالله أقرب إليكم من حبل الوريد ، بل من النَفس الذي تتنفسوه ، وهو مَن يدخل الجنة والنار وليس الشيخ فلان وعلان ، ولكن ماذا نفعل في حالة التطبيق الأعمى ؟ )

حقيقةً أريد أن اقول شيئا لأمثال هؤلاء الأوصياء علينا في الدين :

أفيقوا ، استيقظوا ، العلاقة بين العبد وربه لا تحتاج لوسيط ، أيها المتربحون من الدين ، الذين تقولون أن الدين ينتمي إليكم – إن لم تقولوها صريحة فأفعالكم تقول هذا – أيها الجهلاء المتظاهرون بالعلم اقول لكم :

الدين لا ينتمي لأحد ، بل نحن من ننتمي للدين ...

الدين لا يحتاج فلان وعلان وكلام لا أساس له من الصحة يلتصق به من أجل بضعة جنيهات ، أو من أجل شهرة ومال وجاه ، الدين أكبر من ذلك بكثير ويبرأ مما تقومون به ...

الدين حين قام قام على فرد واحد انتمى إليه ، بعد ذلك انتمى له العديد وأمن به وبرسوله وبالله ، ولم يحتاج الدين لفرد لكي ينتشر بل ثبات البشر في الدين هو ما جعله ينتشر ...

انتماء البشر للدين ، جعله يؤثر فيهم بالصالح وبتعاليمه ، فواجه كافة التحديات وانتشر بتعاليمه وتسامحه وعدالته التي تطمسوها بكل جهل معتقدين إنكم تنفذون الحقيقة والدين وتعاليمه على الرغم من كونكم لا تعلمون شيئا عن الدين أو تعاليمه ...

اقول لكم :

ارحمونا من صكوك الغفران الخاصة بكم والتي تبيعونها لنا معتقدين أن الكل جهلاء ، عذرا فليس الكل جهلاء ولا انتم أولياؤنا أو أوصياؤنا .....

أقول لمن يفتي منكم في حق أهل الذمة :

أهل الذمة هم أهل كتاب وليسوا كفارا يحل قتلهم وسبيهم وسرقتهم وليس كل ما لهم حلال لنا ، إن لهم علينا حقوقا وعليهم تجاهنا واجبات ، وكلنا بشر نعيش في الحياة ولا يحاكمنا على ديننا سوى من خلقنا ، التعايش معهم في سلام ، إلا من يعتدي عليك وقتها لك الحق في أن تدرأ الخطر عن نفسك وليس ما ترددوه من كلام أجوف لا علاقة له بديننا أو تاريخنا وتقولوا أن هذا هو الدين والتاريخ أرحمونا من الإستسقاء من أمور مجهولة وبعد ما تحدث الكارثة ،تخرجوا علينا بكل وقاحة وتقولوا بعد أن يطبق الناس كلامكم :

عذرا لم نقصد هذا ..

من الذي لم يقصد ، ألم تقولوا هذا أو تنوهوا به وتستقوا الكلام من بحر غير معروف الهوية ، أم الناس تطبق من فراغ ، فديننا دين الرحمة والعدل والمساواة ، ويقوم على حسن المعاملة ، أيها المتحدثين بلسان الدين ولا تعلمون عنه شيئا ، اتمنى ان تعلموا شيئا ، إن ديننا يسمى دين العبادات والمعاملات أم إنكم لا تعلمون شيئا عن المعاملات ؟؟؟

لهذا اتمنى أن نرحم من أحد تلك الأمور وهي الكلام بدون علم

( على رأي المثل الذي تعتمدون عليه ، هو أي هبل يتقال في الجبل وتزيدوا عليه بأن عليكم أن تنسبوه للدين ، هأو أه أي هبل يتقال في الجبل ، لكن لا ينسب للدين ) .

I.M.S.A

M.S.M.O

 

Share |