فوازير رمضان ولكن بطعم أخر ... الفزورة الثامنة والعشرون ..

مع بداية تسعينات القرن الماضي دخل التليفون المحمول مصر وكان عدد قليل هو مَن يحمله ومع مرور الوقت دخل أيضا الإنترنت لمصر ومع نهاية التسعينات لترحل معها ذكريات القرن العشرين بإنتهاء عام 2000 وبداية الألفية الجديدة عام 2001 حدثت قفزة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأصبح الجميع من عامل النظافة " الزبال " لأكبر كبير فى البلد يحمل فى يده الموبايل ويستخدم الكمبيوتر والإنترنت ولا " برعي جيتس " – عبقري النت – والحقيقة إن الكلام ليس عن النت ولا عن الموبايل ولا عن استخدماته ولكن الحديث فى الفترة الأخيرة حين تكون جالسا هكذا فى أمان الله لتجد هاتفك يعطيك نغمة إستلام رسالة – فيه ناس حاطة نغمة تلبيسا وناس حاطة بجرم والعبد لله موبايله يضربه فى رجله لعدم توافر النغمات – وتفتح الرسالة ، لا ليست الموزة أو البنوتة العسولة مَن أرسلتها إليك لتخبرك مدى وسامتك وانت شبه أحمد رمزي وفى الحقيقة انت شبه عبده البواب أو بلية الميكانيكي مع جيل الشعر الذي يوقفه لك مثل المخضوضين ، لا تجد رسالة تخبرك إن الشيخ الفلاني ابن الشيخ العلاني قد رأى الرسول – صلى الله عليه وسلم – فى منامه وإن لم توزعها على عشرة من أصحابك ستلقى مصيرا أسودا ، بينما إن وزعتها ستجد الخير فى كل خطواتك !!!

{ يا سلام بالسرعة دي رسالتين من دول وأكون أحمد عز مثلا ، ولا أبو العنين ، ولو لم ترسلها مصيرك مصير هشام طلعت مصطفى }

أو تبقى قاعد هكذا بتشيت فى أمان الله وتلاقي حد من أصحابك باعت لك رسالة بالمضمون نفسه أو مشابه ويخبرك إنك أيضا إن لم توزعها هتفضل عاطل وتشيت طول الليل – طبعا لو هتشيت طوال الليل لا هترسلها ولا هتعمل حاجة غير إنك تنفض – أو تبقى صاحي من النوم تجد رسالة تخبرك إن فلان الذي لا تعلم شرب اللبن خطأ أو فتاة نامت بعيدا عن أمها أصابها تحول وأصبحت شبه تلك الغوريلا عجيبة الشكل التي فى حديقة الحيوان – بيروحها بشر أكثر من الحيوانات المتواجدة داخلها على أساس إنهم لا يعلمون عدم وجود حيوانات فى حديقة الحيوان ما التذكرة بربع جنيه ، ولا ميكروباصات زمان التي تشيه علبة السردين متوفرة فى فيصل وما شابه – ، وتجد كثيرا من تلك الرسائل الغريبة أو تجد ما يسمى برسائل الشحن الإيماني وهذه هي أن تكون جالس أيضا فى أمان الله وتجد رسالة يكتب فيها دعاء باطل أو حديث موضوع ويطلب منك أن ترسله لكام واحد حتى لا تصيبك اللعنة التي قال عنها الشيخ حلمبوحة ..

{ الشيخ حلمبوحة أحد مَن لعب اللعبة صح الرجل يبحث دائما عن الموضة ويسايرها ، خلصنا موضة الموالد من الألفية الماضية ندخل موضة الرسائل فى الألفية الجديدة مش بدل ما يرسل رسائل إباحية مثلما تشحن لترى على النت } .

أو تكون جالس على النت وتجد حديث كاذب يخرج لك فجأة على شاشة جهاز الكمبيوتر يخبرك ما الذي أبكى الرسول – صلى الله عليه وسلم – وحين تقرأ الحديث تتساءل هل من الممكن أن يكون حقيقي وتتأكد إنك ذاهب إلى جهنم بطائرة نفاثة ..

{ هذا الطبيعي فالكثير لم يكلف نفسه العناء مثلا لكي يقرأ فى السيرة أو الصحيحين أو حتى القرآن الكريم ولكن الجميع مستعد لكي يقرأ أي رواية لعلاء الأسواني ولا تسألني عن السبب } .

والغريب إنك مِن الممكن أن ترسلها من الميل لكون الأمر سهل يسير فانت لن تتكلف الكثير من الأموال ولكن حين ترسلها لأكثر من فرد من هاتفك ستتكلف عدة جنيهات وربما كارت الشحن نفسه – على فكرة فودافون حلت المشكلة بالـ 1000 رسالة مجانا ابقى ابعث معاك 40 رسالة فى اليوم ابعث 10 وهيص بالـ 30 – ولهذا تجد الكثير يلقي الأمر وراء ظهره ولكن هناك تصدق فى الأمر وترسلها لك وانت جالس فى أمان الله لا والأرزل حين يقول لك فى بداية الرسالة :

" اقسم إنك سترسلها " وانت تقرأها عادي فيخبرك فى نهاية الرسالة إنك أقسمت على إرسالها وحين تكون انت غير مصدق فى الأمر تكون محتارا بين عدم تصديقك وقسمك على إرسالها !!!

( قل ورائي : اقسم إنك ستقوم بهذا العمل ، اشحن لي بخمسة جنيه انت و10 من أصدقاءك ، إن شاء الله هتشوف خير بعد يومين )

أو تجد رسالة تخبرك عن حدث جليل ، بكون أحدهم قد نام فى الحرم واستيقظ ليخبرك بأمور لا تتخيلها حدثت ويخبرك إنه علم ما لا يعلمه أحد !!!

( أمس ، كنت جالسا ثم غفوت غفوة قصيرة ثم ...

ثم..

ثم صحوت من النوم ، عادي واحد نام أكيد هيصحى . )

ثم تكون أفضل الرسائل هي أيام لعب المنتخب فتجد رسائل للدعوة له بالفوز وخلافه وخصوصا على طريقة كوكاكولا فى إعلانها ..

لكون الفوز والخسارة بيد الله وحده فانت تقوم بما عليك ومصيرك ستواجهه مهما فعلت فالواقع من صنعك بينما القدر من صنع الله تعالى ..

وياسلام على الرسائل السليمة فى تلك الفترة ، أن تدعي للمنتخب انت وزملائك قبل المباراة ببيومين ويخبرك إن وزعتها ستجد الخير يوم المباراة بفوز المنتخب حسنا انت لا تحمل رصيد كافي ولكنه المنتخب ..

( تم تحويل 10 جنيهات لرصيدك ..

المفلسين بيحلموا ، وإحنا معاهم )

هذه الرسائل الغريبة والتي تجدها تُرسل لك من يوم للأخر ومن وقت للثاني ويخبرك بضرورة أن تتعامل معها بطريقة جيدة حتى لا تلحق بك لعنة الفراعنة تجعلني أقف لأسأل نفسي سؤالا :

تلك الرسائل التي تُرسل على الهاتف أو على النت والناس تصدقها لماذا ؟

احاول أن أضع اجابة مع تعليقات ...

1- حالة من الغباء تجتاح العقول التي تصدق مثل هذا الأمر .

بالتأكيد فلا يعقل أن يكون المصير مقيد بحديث كاذب أو موضوع أو دعاء باطل وغر صحيح كما إن الشواهد التي يرسلونها بكون الرجل الذي رسم الرسوم المسيئة مثلا مات أو احترق في حين كونه لا يزال حيا يرزق ومتواجد ..

وكنت اتمنى أن دق العصافير أو ركن الفيل خارج المنزل ينتهي فلم نعد متخلفين أم لا نزال متخلفين ؟؟؟!!!.

2- نشر الدين والإيمان بين الشباب ولكن مثلي من الجاحدين لا يصدق هذا الأمر.

لا اعتقد هذا أيضا لكون الدين لا ينتشر بتلك الطريقة الهزلية ، فالدين ينتشر بقواعد وأصول وليس برسالة انشرها ، وليس من أجل شهرة فلان الفلاني ، اعتقد إنه يريد لنفسه مقاما مثل البدوي أو الشاذلي أو غيره ؛ كما أن الرؤية التي يراها فلان الفلاني هو شرف يحدث قليلا أو نادرا للبشر فرؤية الأنبياء والرسل شرف وليس مجالا للتباهي ومحاولة الظهور كما إن هذا الرجل الصالح لا يتواجد لماذا لا يعلمنا بمكانه أم إنه هبل وسفاهة تُساق إلينا ونصدقها هل لكوننا شعوبا من كثرة ما ضُحك عليها من أمور تصدق أي شئ أو أي أمر حسنا لقد غفوت وصحيت ولم يحدث شيئا .

3- تلك الحوادث حقيقية ويرون الغيب وخلافه ويجب أن نرضى بهذا .

بالتأكيد يرون الغيب وليس مستبعدا الماضي والمستقبل والشرق والغرب عند حلمبوحة وزملائه ، فالغيب لا يعلمه إلا الله وكذب مَن يدعي ذلك حتى لو صدق ، والحقيقة إن مَن يدعي على الله كذبا ويقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس منه أو يصدر عنه فلقد تبوأ مقعدا من النار أم إنهم قادرين على نشر الأحاديث الباطلة التي قسمت تلك الأمة وجعلتها فى الدرك الأسفل وليسوا قادرين على معرفة الصحيح من الباطل وتصديق الناس لهذا والعمل به ماذا يكون أم إنه تماشيا مع كل غريب ..

4- درجة من نشر الجهل بعد جهل الموالد .

الشيخ حمو بن عمو نشر الحكاية بسبب إن الناس ملت من تحريم أمر الموالد ولم يوجد جديد فأصبحت الموالد متواكبة مع التكنولوجيا فانت لا تكلف نفسك بأخذ ميكروباصا لطنطا لكي تزور السيد البدوي وتتمسح به أو الحسين أو غيره لا بل ترسلها لعشرة عشرين واحد وانت تسمع الخير ويمكن تدعي أيضا لصاحب الرسالة ، وتقول فى المستقبل مدد يا مراسيل بدلا من مراسيل مراسيل ..

5- أناس معها رصيد وتريد إستغلاله فى الخير .

اعتقد إنه أمرا للضحك على البشر التي تصدق أي شئ أو بمعنى أصح أصبحت ترفل فى ثوب الجهل الديني والذين يصدقون أي أمر يساق إليهم من كثرة التشتت التي أصابهم بسبب التفرق والتمذهب الغريب الذي نعانيه ..

6- محاولة رفع الحماسة لدى الجميع .

وهذه تنطبق أكثر بكثيرا على المنتخب ولعب كرة القدم فالجهلاء بيرسلوا وأنا مش معاهم .. والحماسة لا تتواجد بتلك الطريقة الهزلية فالحماسة هي التنشئة الصحيحة وليس العمل على الرسائل وإن كان الأمر قبل التكنولوجيا دعني أتخيل الأمر ..

ساعي البريد كان سيغيِّر حذاءه من كثرة المشاوير ..

7- سبب صمت الجهات الدينية والرسمية عن هذا الأمر .

صمت الجهات الدينية والتي حرمت هذا الأمر ووضحته لماذا لا تنشره حين تظهر كل بدعة ضالة تذهب بنا للجهل المطبق لماذا لا تتحرك الجهات المسئولة وتلحق الذين لا يعلمون عن السقوط فى مثل تلك المستنقعات ، هل لكون الجهات المسئولة تريد مزيدا من الجهل والغباء ويظلوا مسيطرين على هذا الشعب أم كونهم يعلمون أن بُعد الناس عن تلك الأمور الغريبة والعجيبة سيجعلهم فاهمين واعين مطالبين ، حسنا وإن كان صمت الجهات المسئولة له باعا فى هذا لماذا لا يتحدث المتعلمون وإن كان المتعلمون شهادات مركونة ومعلقة على الحائط ويقومون بهذا الأمر بحثا عن أي سبيل من الخلاص ، مَن سيفهم الناس فصدقت الجملة :

" ويل على تلك الأمة إذا انحرف المثقفون والعلماء وهذا ما نعانيه الآن !!! "

8- كل ما سبق مع محاولة إيجاد أجابة وإن وجدتم اخبرونا .

I.M.S.A

M.S.M.O

Share |