Boogey

هل مضي عام؟!

ما أسرع مضي الأيام والشهور حتى تكتشف إن عاما كامل قد مضي ،اسمحوا لي أحكي لكم القصة من البداية وأن نعود بالزمن عام ؛ في رمضان الماضي وقبل المغرب بساعة من الزمن في تلك الفترة الزمنية القصيرة التي يختلط فيها أمور عديدة فمن بين انتظارك للطعام ،أو تمنيك لشربة ماء، أو اتجاهك للعبادة وقراءة القرآن ،أو مشاهدة مسلسل ما قبل الإفطار ؛أفضل أن استلقي في سريري بين اليقظة والنوم أفكر قليلا أذهب بخيالي بعيدا عما يحيط بى، لكن في نفس الوقت اتابع ما يحدث في الخارج الذي أشبه بعالم موازي لعالمي الصغير ؛ فعندما تعتاد أن تحيا بمفردك لفترة  زمنية طويلة نسبيا يصبح الغريب أن يشاطرك أحد مكان سكنك حتى وإن كانوا عائلتك ،لم تعتاد بعد علي سماع الأصوات البشرية داخل المنزل ،تفتقد جزء اكتسبته لكي تعود إلي جزء فقدته ،بين حرية الوحدة واستقلالك واعتمادك علي نفسك في الحياة و بين دفء الأسرة والمشاركة الاجتماعية وإنك لست الكائن البشري الوحيد علي هذا الكوكب يظل عقلك يتساءل أيهما أفضل الحياة بمفردك والاستقلال أم أن تصبح مثل الجميع وتسير بالطريقة التقليدية وأن تخرج من بيت أهلك إلي بيت عدلك لا يوجد لحظة منفردة تختلي بها بنفسك دائما هناك شخص في الصورة ،والدتك ،والدك ،أختك ،أخوك ،زوجتك ،أقاربك،لابد من أحد ما في الصورة ،لايوجد مفر،أتجاوز بأفكاري حدود التقاليد في مجتمعنا، ليقطع تخيلاتي وأفكاري ويتسرب إلي ذهني ما يشبه صوت مواء يستغيث لكن لابد إنها هلاوس ما قبل الإفطار ،هذيان عالم مابين النوم و الاستيقاظ أو ربما هو اشتياق إلي قطي السابق الذي لم نستطع أن نأخذه معنا عند الانتقال إلي السكن الجديد ،ربما فلقد استمعت وتراءي لي العديد من الأصوات والأشكال من جلوسي بمفردي ،فربما مع الصيام يكون هذا التأثير،تغفل عيوني قليلا قبل موعد الإفطار ببضعة دقائق لاستيقظ علي شربة ماء تقدم إلي مع صوت الآذان يدوي في كل اتجاه ،أسرع بالقيام لتحضير الطعام واللمسات الأخيرة لإعداد مائدة الإفطار في الشرفة العزيزة التي استضافتنا في رمضان أكثر من الشقة ذات نفسها ، في كثير من الأحيان يخيل لي إننا انتقلنا لهذه الشقة بسبب هذه الشرفة التي تتسع لإنشاء شقة عليها ، نتناول الإفطار نجلس معا في الهواء الجميل حيث نقطن في الدور العاشر ،استمتع بنسمات الهواء اللذيذة تداعب وجهي ليتسرب إلي أذني مرة آخري صوت مواء أشبه بصرخات استغاثة غريق يتعلق بقشة ،الآن لقد أكلت وشربت وذقت القليل من النوم لا يمكن أن تكون هذه هلاوس ،يتجدد المواء الحزين الذي يشرخ القلوب النابضة بحب الحياة والإنسانية ،وقبل أن افتح فمي لأسأل هل أنا الوحيد الذي يسمع هذا الصوت أجد والدتي و والدي يسألون هذا السؤال ؛ نسرع للبحث عن مصدر هذا الصوت خشية أن يكون قط قد حبس في غرفة المصعد مثلما حدث من قبل ، لكن لا يوجد شئ ، نرهف السمع قليلا لنكتشف إن الصوت قادم من الشارع ،نتسارع لكي ننظر إلي الشارع لعلنا نري الذي يحدث ،تمر دقائق كأنها ساعات يحركها الفضول والقلق مع صوت مواء جريح يطلب العلاج والشفاء ،تلمح والدتي طفل صغير يرفع قط أشبه بنقطة رمادية في صفحة سوداء ويضعه في كرتونة صغيرة ليضعه علي سور مبني مهجور بحوار المحلات،تنادي علي والدتي لتخبرني أن انزل لأري ما الذي يحدث ؟ ، أسرع بالخروج لأجد المصعد كأنه ينتظرني للنزول ، اخرج من العمارة مسرعا لأعبر الشارع ،لأستمع إلي صوت المواء الذي أنزلني من الدور العاشر ،لأجده يخترق آذان كثيرة لكنه يخترق قلوب قليلة ،فلقد ماتت قلوبنا بفعل القسوة والظلم الواقع علينا والمحيط بنا،ويعتبر من الترف الاهتمام او التفكير في قط صغير،اسأل صاحب المحل عن هذا القط من صاحبه؟ كيف أتي إلي هنا؟ ربما تكون أمه قريبة ليصعقني بإجابته بأن مجموعة من الأطفال أتوا بهذا القط وكانوا يلعبون به ،لقد كان يتحدث عن القط كأنه لعبة صغيرة أو دمية وليس كائن حي له روح ، شتان بين زمن وزمن فقديما كانت معاملة هذا القط بهذه الطريقة توجب إعدامك في لحظتها وقد كان هذا في عصر دولة يقال عنها إنها وثنية و كافرةوليست دولة نسي أغلبها أن قط يمكن أن يدخلك أو يخرجك من نار جهنم ، لكن لم يكن السبب الديني هو الدافع لما سوف أفعله لقد كان دافعي هو إنقاذ حيوان برئ لا ذنب له سوي وقوعه في أيدي بعض العابثين، لذلك تحركت وأخذت الكرتونة التي بها هذا القط الصغير الذي لا يتجاوز حجمه حجم كف اليد  ومازال جلده أحمر اللون وعينيه مغمضة كأي مولود جديد لا أدري أي كائنات وحشية تفعل هذا بهذا المولود البرئ لكننا في بلد لا تراعي الإنسان فهل ستراعي الحيوان حتي وإن كان رضيعا،أخذته معي إلي الشقة لكي نجد له حل وننقذه من براثن الموت ، شكله يدل علي إنه مازال يرضع من أمه التي بالتأكيد تبكي عليه من قلبها ،وبالتأكيد لن يستطيع أن يشرب اللبن بمفرده فيجب علينا أن نشربه نحن اللبن فكيف نستطيع أن نفعل هذا ؟! ؛ نزلت لأقرب صيدلية اشتريت من مستلزمات الأطفال ما قد ينفع لإرضاعه اللبن ،وبدأت رحلة البحث عما قد ينفع ، ولحسن الحظ استطاع أن يتقبل اللبن من قطارة صغيرة ،وتولت أختي الصغيرة تغذيته باللبن علي مدار اليوم حتي مرت الأيام و استطاع أن يشب ويشرب اللبن بنفسه بمعدل أسرع من باقي القطط الآخري تقوده الرغبة في البقاء والاستمرار ، ليدور بعد ذلك سؤال هل سيبقي معنا ؟أم سنطلق سراحه بعد أن يستطيع أن يأكل؟ ، قررنا أن نبقيه حتي يشتد عوده ويستطيع الانطلاق في الحياة الخارجية ، ولكن ما هو الاسم الذي سنسميه له هل سنسميه بوسي كالقط السابق أم ماذا؟ ، قررت والدتي أن نسميه بوجي نظرا لأننا في شهر رمضان و تيمنا ببرنامج بوجي وطمطم الذي كان يذاع ونحن صغار،وأصبح بوجي يعيش معنا لتكتمل العائلة بشكلها المعتاد في السكن الجديد ؛ وتمر الأيام لكن ما لاحظته في بوجي هو اختلافه عن باقي القطط التي تعاملت معها ، إنه صامت يفزع من أقل صوت لا يصدر أي نوع من أنواع المواء  حتي ظننا إنه  فقد الصوت بعد كمية المواء التي أصدرها في ذلك اليوم الحزين،يفقد شعره بغزارة إذا ذهبنا للطبيب يخاف من الغرباء ولا يعتاد التعامل معاهم إلا بعد زمن طويل ، كما أنه يحب الأماكن الضيقة والمغلقة كأنه يسع لاختباء من الجميع ؛لقد أصبح الخوف وهو كائن واحد مما دفعني للتفكير والسؤال إذا كان هذا حال القط فما بالكم بحال الأطفال الذين يعيشون في الشوارع أو من عانوا من ويلات الحروب أو من عانوا الاضطهاد والقسوة في الصغر من القريب قبل الغريب ،ما حال من يعتدي عليهم باسم الشريعة والزواج ويتزوجوا وهم تحت العاشرة ، أخذت افكر ووجدت إنهم لا يختلفوا عن بوجي في شئ فهم أيضا خائفون يريدون الاحتماء والاختباء ،كما أنهم ايضا يترسموا القوة والغلظة بينهم وبين بعض أو قد يظهروا ذلك للعالم لكن بداخلهم هناك شئ مكسور هناك شئ مفقود اسمه قلب نابض بالحنان والحب إنهم لم يعرفوا سوي أن يخافوا وأن يتقبلوا مصيرهم في صمت لم ولن يتعلموا الثورة علي الخوف فجميعهم يبحثون عن كرتونة يختبئوا فيها تاركين لمجموعة أطفال او بلهاء لا تعي ماذا تفعل أن تلهو بهم أن تجعلهم جميعا مرضي مختبئين .

اليوم وقد مضي عام علي وجود بوجي بيننا يتجدد السؤال

هل حان وقت اطلاق سراحه ليحيا كقط طبيعي ؟

أم يظل مختبئ عندنا لا يعلم بأن هناك قطط آخري في هذا العالم ويظن بأننا عائلته الوحيدة ؟

******************************************************************

بعد قراءتك ما سبق قد تظن إنه من نسج خيالي أو قد تعتبره ترف  فكري وإنساني مبالغ فيه بعض الشئ وخاصة إننا في دولة لا تحترم حقوق الإنسان فما بالك بالحيوان ولكن قبل أن تحكم علي ما قرأته دعني أعرفك علي بطل هذه القصة بوجي ودعني أخبرك إن كل ما سبق هو ملخص لأحداث حقيقية مضي عليها عام بالفعل

******************************************************************

مازال قطعة حمراء صغيرة في حجم كف اليد

 

هو البقعة الصغيرة علي هذه الكنبة

الدنيا ساقعة يا ماما عايز اتغطي

الدنيا ساقعة بس انا متغطي ومدفي تحت اللحاف

مش أي حد يبقي رخم كان بيرخم علي وانا بتفرج علي Super natural

بقعد أنا ارسم في لوح الاستيل علشان يجي هو في الآخر ينام عليها بس هي فعلا أحلي نومة علي لوح الاستيل

 

باقي الصور ممكن تتفرج عليها هنا

 

 

ملوحظة :  البوست ده بالعند في إسلام علشان هو مبيحبش القطط وبيحقد علي أي قطة بتكون عندي في البيت

 

 

 

 

M.S.M.O

I.M.S.A

Share |