الخميس، ديسمبر 16، 2010

دفـــــع الـــثـــــمــــن….

في إحدى القرى داخل محافظة من محافظات مصر ، كانت "سلمى" تلك الفتاة البالغة من العمر 15 عاما تلعب وتمرح مع الأطفال ، لم يكن يخطر في بالها إنها قد كبرت وإنها أضحت ناضجة تلتفت لها الأعين لكي تصبح زوجة وأم ..

كانت تلعب وتجري بين كل زقاق وأخر ، فمن الجري والمرح إلى المسئولية المطلقة المتمثلة في كونها ستصبح زوجة ، وبالفعل تم تزويجها إلى "سيد" البالغ من العمر 50 عاما !!!

فقد كان رجلا ثريا ، لديه الكثير من الأموال ومنذ فترة طويلة توفت عنه زوجته ، ولم يرضَ أن يتزوج من بعدها لولا أن أقنعه بعض من أصدقائه بضرورة الزواج من أخرى حتى تنجب له من يرث تلك الثروة ..

وتم عقد القران وأصبحت "سلمى" في ليلة وضحاها زوجة في منزل "سيد بك" ، وهناك وجدت ترف العيش ، وما أبعدها عن الفقر والجوع الذي كانت تعانيه ، وبعد عدة أشهر بدأت بطنها في التكور معلنة بشرى سارة ألا وهي بشرى الحمل ، وفرح "سيد بك" بذلك ، متخيلا وصول ولي العهد الذي سيرث تلك الثروة ..

وبعد عدة أشهر وفي إحدى الليالي الباردة من ليالي الشتاء ، انطلقت صرحة "سلمى" معلنة بداية الولادة ، وفي سرعة الصاروخ ، حملها الجميع إلى المستشفى وهناك انجبت ابنتها التي كانت تشبهها وتشبه أباها .

وفي الخارج هنأ الطبيب "سيد بك" الذي نظر له بحنق وقال :

انجبت فتاة ، حسنا في المرة المقبلة ستنجب ذكرا .

نظر له الطبيب بحيرة وقال :

"سيد بك" ، هل تكره خلفة الإناث ؟

نظر له "سيد" ، ورد بحدة :

الأنثى كارثة على أي أسرة ، كما إنني لا أريد إنجاب الفتيات .

تنحنح الطبيب وقال بهدوء :

عذرا يا "سيد بك" ، إنك لا تستطيع سوى خلفة الإناث .

قبض "سيد" على ياقته ودفعه إلى الجدار وصاح في غضب :

ما الذي تفوهت به ؟ وماذا تقصد ؟

دفع الطبيب يده وعدل من هندامه ووضع نظارته الطبية وصاح :

الأمر بسيط ، زوجتك لن تستطيع سوى إنجاب تلك الفتاة ، لأننا انتزعنا عنها الرحم بسبب أضرار ألمت به .

حدق "سيد بك" في وجه الطبيب ، وأخذ يفكر فيما نقله إليه ، "سلمى" لن تستطيع إنجاب الذكور ، إذاً ولي العهد لن يحضر ، ولن يكون هناك وريثا ..

حسنا لا بأس ، بما إنه لا يوجد وريث من "سلمى" فلا داعي لوجود "سلمى" في حياته ، ولتحمل معها تلك الفتاة التي أنجبتها !!!

دار كل هذا في مخيلة "سيد" ، وعزم على تنفيذه وبالفعل تم الطلاق بين "سيد بك" وبين "سلمى" التي حملت ابنتها وانتقلت بها إلى قرية أخرى وهناك عملت "سلمى" حتى تعلم ابنتها وكل يوم تنظر لها وتقول بينها وبين نفسها :

انتِ أيتها الصغيرة السبب فيما أنا فيه ، لقد كنت انعم براحة البال ، ورغد العيش والآن ها أنا ذا اعيش على شذف الحياة .

***************

كان الجيران دائما ما يشتكون من ضرب "سلمى" لابنتها التي حملت اسم "رغد" ، ومع مرور الأيام كبرت "رغد" أيضا ونضجت ، وأصبحت فتاة يافعة ، وتقدم العرسان لخطبتها ولكن والدتها لم توافق ابدا على الزواج .

وظلت الأيام تجري والعرسان يتقدمون .. الثري ، والعادى ، إلى أن تقدم "محمود" ؟؟؟

و"محمود" هذا هو فقير القرية بل أفقر فقرائها ولم يكد يصارح "سلمى" عن رغبته في الإرتباط بـ "رغد" حتى وافقت على الفور ودون تردد .

وتساءل الناس عن السبب في كون الأم وافقت وافقت على زواج الابنة من أفقر شاب في القرية ؟!

البعض قال أن السبب هو زواج الأم من الغني والذي انتهى بحياة الكرب التي تعيشها الآن .

البعض الأخر وضع تخيلا جديدا ولكن الحقيقة إنها كانت تريد الإنتقام !!!

**********

كان "محمود" يحب "رغد" ويعشقها عشقا كبيرا لهذا لم يتوانَ في البحث عن المال لكي يستطيع الإرتباط بها ، وهي أيضا كانت تبادله الحب لهذا أخذت تحمسه وتدفعه وتزيد من حماسه في العمل حتى استطاع أن يجهز المنزل ويأثثه ، وأن يكون مستعدا للزواج ، وذهب "محمود" لـ "سلمى" ليخبرها عن انتهائه من كل شئ واستعداده من الزواج من ابنتها في فترة وجيزة ..

وابتسمت "سلمى" معلنة الفرح ولكن في داخلها كانت تنبت خطة جديدة فقط لكي يكون انتقامها قويا ...

*********

" اين ابنتك يا سلمى ؟ "

انطلق السؤال من افواه أهل القرية وهم يقفون أمام منزل "سلمى" فخرجت لهم قائلة :

في الداخل ، لماذا تسألون ولماذا هذا التجمع ؟

خرج شيخ القرية ووقف سائلا :

أين كانت متواجدة فجر اليوم ؟

خرجت "رغد" ووقفت بجوار أمها التي سألت :

ماذا هناك أعلموني ماذا حدث ؟

تجمهر الناس أمام المنزل ، وصاح الشيخ في حدة :

ابنتك المصونة ، التي ستتزوج "محمود" أطيب شباب القرية ، كانت متواجدة فجر اليوم في الزرع مع شاب غريب ، وكانت في وضع مخلٍ ، لم نرَ وجهها ولكننا عرفناها من ثيابها .

وضعت "سلمى" يدها على فمها وشعرت بشعور غريب ولم تستطع أن تدير وجهها لابنتها التي صعقت من الكلام ولم تستطع أن ترد على هذا الإتهام الذي أصابها في كرامتها وشرفها ، وقطع الأمر وصول "محمود" الذي قال :

لقد كنت أحبك واحترمك ، ولكن بعد هذا الموقف الذي يسئ لكرامة أي رجل ، فأني أفسخ خطبتي لكِ .

وعلى أثره قال الشيخ :

وللعلم لقد اتفق أهل القرية على طرد تلك العاهرة ، خارج القرية ، وإن كنتِ تريدين مرافقتها يا سيدة "سلمى" هذا لكِ ولكن نصيحة ابعدي عن طريق تلك الفاسقة فإكراما لكِ سنكتفي بطردها ولن نرجمها .

حدقت فيهم "سلمى" صامتة بينما كانت "رغد" ممتقعة الوجه ولم تتفوه بكلمة واحدة وظلت تحدق في أهل القرية وهم يرحلون من أمام بابها وهم يسبونها ويلعنوها وحدقت مصدومة من موقف "محمود" الذي حتى لم يفكر في أن يتحدث معها وفي بطء استدارت لأمها قائلة :

لماذا فعلتِ هذا ؟

نظرت لها "سلمى" وردت بهدوء :

فعلت ماذا أيتها العاهرة ؟

صمتت "رغد" ، وأغمضت عينيها عند سماع الكلمة وقالت :

أنا اعلم يا أمي مَن ذهبت إلى الزرع هذا الفجر ؟، أنتِ يا أمي من ذهبت ، وانتِ من ارتدت ثيابي ، وانتِ من نمتِ مع هذا الشاب ، ولقد رأيتك وتابعتك ولم أشأ أن افضحك لكونك أمي ، ولقد دعوت الله كثيرا لكي يحنن قلبك عليَّ ولكنك مصرة على كرهي ولا أعلم لماذا ؟

ثم صرخت باكية :

لماذا تفعلين هذا بي ؟

نظرت لها أمها وردت ببرود :

لإنك السبب فيما أنا فيه ، انا اشقى بسببك ، فقدت القدرة على الحمل بسببك ، عدت فقيرة بسببك ، ماذا تتوقعين ؟ ان اعيش محبة لكِ بعد كل هذا ، بل انتِ السبب في أي شقاء وتعاسة لي ، انتِ أيتها العاهرة .

صعقت "رغد" عند سماعها تلك الكلمات وتمتمت :

حسنا يا أمي ، سألبي لكِ رغبتك التي تتمنيها لي ، ولكن اعلمي شيئا واحدا .

نظرت لها أمها وتابعت هي في حدة :

إني لست مسامحة في شئ نهائيا ..

قالتها وهرعت إلى الداخل ولم تمض دقائق حتى انطلق الصريخ والعويل من المنزل وتجمهر الناس مرة أخرى أمام تلك الجثة المحترقة والتي شوهت من النار وجسلت أمامها "سلمى" وهي تنظر لها ببرود وفي داخلها تدوي جملة واحدة ..

" لست مسامحة في شئ نهائيا "

************

( هذه هي الحالة التي أمامنا )

قالها طبيب في منتصف الخمسينات لعدة شباب يقفون أمامه وتابع :

إنها حالة عجيبة ، توفت ابنتها منذ عشرة أعوام ، واهل القرية كانوا قد اتهموها بالعهر ، والفتاة انتحرت محترقة ومن وقتها تقول الأم ، إنها السبب وأن ابنتها لن تسمحها حتى فقدت عقلها وجلست في هذا الوضع أمامكم ، وحتى الآن لم يعرف أحد أين الحقيقة ؟

قال جملته الأخيرة ونظر الجميع إلى "سلمى" التي أصابها الجنون وأصبحت في حالة يرثى لها ولم يعرف أحد حتى الآن

مَنْ دفع الثمن ؟

( تمت )

I.M.S.A \ M.S.M.O

هناك 21 تعليقًا:

  1. اسمحلى اعتب عليك انت قاسى جدا
    مفيش ام تعمل كده ابدااااااااااا
    اول مرة اقرا فالمدونة شىء
    واتمنى انك لم تنشره

    ردحذف
  2. منك لله يا اسلام وجعتلي قلبي
    بس بجد برغم قسوتة القصة الا انها واقعية جدا
    واريد ان اعقب بشيء لا يوجد احب يسبب اللاحد شيء بل نحن من نفعل في نفسنا هذا واذا كانت قاتلت لاجل ابتها واخدت حقوقها وحاولت العيش ببساطة ما كان حدث هذا
    بل هي اقصد سلمي من جلست تندب حظها وحسب بدون اني تحاول اصلاحه
    حلوة يا اسلام برغم انك وجعتلي قلبي ...وانا عندي برد وتعابنة ...والمناديل خلصت
    اجيب منين مناديل دلوقت عشان اعيط...؟

    ردحذف
  3. استفسار بسيط لاخت رحاب
    فين الواقعيه دى
    انتى سمعتى عن ام (من البشر) بتعمل كده؟
    اصل انا فالحقيقة مسمعتش...

    ردحذف
  4. عزيزى

    انا لا اتخيل ابدا انها قصه واقعيه
    اكيد قصه من نسيج خيالك
    قول ذلك ليستريح قلبى
    لا يمكن لام ان تكون بهذه القسوه وهذه الوحشيه
    فهذه لا تمت باى صله بالامومه

    فليرحمنا الله ان كانت واقعيه

    ردحذف
  5. القصة بالطبع من نسج خيالنا وكنت أريد أن أكتب تنويه قبلها إن هذه القصة صادمة بعض الشئ

    لكن إذا كنا نريد أن نتحدث علي الواقع فالواقع أكثر ألما وإيلاما كم مرة تجاوزت أعيننا خبر قتل سيدة لأطفالها بسبب الفقر والجوع كم مرة قتل شخص زوجته وأطفاله لنفس السبب؟؟؟!

    في كثير من الأحيان يكون الواقع أكثر إيلاما وغرابة من الخيال

    ردحذف
  6. أكيد في أمهات بتعمل كده
    بس ساعتها ده يكون ناتج من مرض نفسي
    وعقلي وضعف في الإيمان
    لأن الدنيا مش أبيض بس ولا أسود بس
    في كده وفي كده

    هي أكيد نهايتها صادمه بس إللي عجبني إنها مش نمطيه

    وللأسف كليهما دفعا الثمن ولكن الأكتر تعاسه هي الأم سلمى
    لأنها مازالت على قيد الحياة تتألم كل يوم
    ..........
    طبعا رائعة ورغم طولها فهي سلسه
    يسلم إبداعكوا يامجانين ..
    وربنا يزيدكم جنان كمان وكمان
    :))))))

    ردحذف
  7. بعد القصة دى ياباش مهندس
    بدا الشبه بينك وبين هاوس فى خيالى يزيد
    رجاء
    لو فى من النوع ده تانى
    اكتب تحذير قبل ماتنشره
    plzzzzzzzzzzzz

    ردحذف
  8. أنا أفوق بس من الزحمة اللي انا فيها وهنزل كام بوست صدمات متتالية بس ههدي اللعب الفترة اللي جاية أو ههحاول
    علي الأقل مراعاة لناس

    لا أنا فعلا شبه في حاجات كتير من ناحية التفكير بتاعه :D

    وشكرا علي مرورك ومنورة المدونة دائما :)

    ردحذف
  9. سلمى محتاجة علاج نفسى و رغد مش السبب فى اى حاجة بل الزواج غير المتكافىء لسلمى فى الببداية و الذى لم يكن زواج عن حب بل من اجل مصلحة فعندما لم تتم فشل كل شىء

    ردحذف
  10. رغم انها محصلتش وانها من الخيا

    لكن فعلا مؤلمة

    واكيد بيحصل كده فى الحياه

    ردحذف
  11. قصة جميلة و لكن ما يدهشنى منذ زمن موقف اهل القرية دائما كفيلم الغزية لازم تنزل ، هما مال اهلهم ؟ هو اللى كان مع سلمى فى الغيط مش من اهل القرية برضه ؟ و ليه فى كل موقف يقف شيخ القرية و يهدد بالويل و الرجم ؟ هو ما اهله اصلاً ؟ هو مش نائب ربنا على الارض ، هى اذنبت و ربها هو الذى سيحاسبها و ليس العباد، عموما قصة جميلة

    ردحذف
  12. ليه بتشير الى بصيغة المؤنث
    كل مرة
    وكل مرة اقولك هو مش هى
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    ردحذف
  13. والله هي جت كده المرة دي وبعدين أنا هعرف منين ولد ولا بنت حصل اختلاط علشان كنت برد علي حد تاني في نفس الوقت اللي كنت بسيب فيه كومنت وبعدين حدد ملف تعرفك حتي باسم مستعار ومش هيحصل لبس إن شاء الله :D

    ردحذف
  14. ميرسي للجميع علي المرور :)
    يا مصري أفندي في ناس اتوجدت علشان تنصب نفسها آلهة فوق البشر وبيبصوا في أخطاء وعيوب الناس علشان يخبوا عيوبهم تحياتي لك :)

    ردحذف
  15. تحياتي للجميع
    وشكرا على مروركم
    ورأيكم في القصة ..
    منورين القصة
    " رحاب ، فينوس ، الحب الأبدي ، تيرز ، غادة ، المصري أفندي ، غير معروف 1و2 " كل من قرأ القصة واعجبته
    تحياتي لكم جميعا

    ردحذف
  16. :(
    دا مبدأيا يعنى ... ثم الام اللى يبقى جواها كل مشاعر الكره والحقد دا على بنتها متستحقش تاخد لقب الام اصلا
    يمكن ظروفها وحالتها تخليها كارهة حياتها ، انما مش تكره بنتها ابدا ، لان الامومة عاطفة فطرية جوه كل ام واللى تقتل العاطفة دى بالكره متبقاش ام ولا تستاهلها اصلا
    حلوة القصة بجد ومأساوية :(

    ردحذف
  17. بلاك بيرل :
    هناك من الأمهات من تقوم بما هو أكثر من ذلك ..
    الحالة النفسية للفرد بتختلف من واحد للتاني .
    //
    الأم بعاطفتها حاجة سامية جدا ، لكن ما نسمع عنه من بيع الأم لأطفالها و...و...
    كل هذا يثبت إن الحالات دي موجودة ..
    //
    تحياتي لكِ

    ردحذف
  18. معلش ليا رأي صغير
    سلمى دي اخدت صدمة كبيرة و هي لسة صغيرة جدا
    فطبيعي يبقى رد فعلها مش ناضج ابدا فمخها لا ارادي عمل عملية اسقاط لتعاستها على بنتها
    اهو اي سبب و السلام
    بجد هي معذورة ربما تكون غلطانة ماشي _لكنها ضحية بردو
    و اعتقد النهاية كانت عادلة جدا بالنسبالها
    اما رغد بقى
    فدي بجد مثال البراءة في القصة المليئة باسوأ امثلة البشر فطبيعي انو مايكونش ليها مكان فلا تنبت الزهور بين الصخور
    و اعتقد بردو انها كدة ارتاحت و احسن نهاية ممكن تكون ليها
    تحياتي على القصة
    ابدعت فعلا
    انحني لكك تقديرا و اعجابا

    ردحذف
  19. سارة :
    منورة القصة وشكرا على تحليلك للعمل
    تحياتي لكِ وشكرا على كلامك الرقيق

    ردحذف
  20. مؤلمة بالرغم من إن الواقع أقسى بكثير
    في حي المرج كان ليا زميلة عمل ساكنة هناك بتقولي صحيوا في يوم على دوشة وزحمة في الشارع عندهم
    لقوا طفلة حديثة الولادة مرمية في الزبالة .. ميتة طبعا
    لما باقرا القصص دي بافتكر الآية الكريمة :
    وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ

    ردحذف
  21. طبعا الإحساس باللألم دليل على بساطة الأسلوب وتلقائيته :)

    ردحذف

خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات