الأربعاء، مايو 04، 2011

أخــيــرا حـــريــــة !!!! .

توقفت كثيرا أمام عبارة بل أمام كلمة واحدة ألا وهي الحرية !!!

تلك الحرية التي أخذت تحتها أو في مجملها أشياء عديدة وهرول خلف منها العديد يطالبون بها وبعد كل هذا أريد أن أوضح أمورا عديدة والحديث عن الحرية حتى اجرأ ما يأتي في خيال أي فرد ألا وهو الحرية في الدين !!!

الحرية في الدين تأخذ شكلا وبعدا كبيرا فعندنا في ظل تلك الحياة التي نحياها يفسر كل فرد أي موقف على حسب رؤيته هو وأفكاره ومعتقداته إلى جوار مبدأ واحد " انا على صواب والباقي على خطأ ؟! "

لا أدري حقا أي فرد قد يفكر بتلك الطريقة المنغلقة فمن وجهة نظري الإلتزام ليس أن أكون متشددا ! بل قمة الإلتزام هو منتهى منتهى الحرية !! اجل انت لم تخطئ قراءة العبارة ، بالفعل الإلتزام هو منهى الحرية وأبسط مثال على كلامي عبارة أو شيئا يعتبر أقوى دليل هي " تنتهي حريتي حين تبدأ حرية الأخرين وتبدأ حريتي حين تنتهي حرية الأخرين " ..

وانت حين تلتزم بكل ما لك وتفهم كل ما عليك يكون هذا هو الإلتزام ..

والإلتزام يكون دائما بعد أن تفهم ما لك وما عليك ولا تتجاوز حدودك ولا تتجاوز القانون وبالتالي ستقف عند عدة عبارات حشت مجتمعنا وأصبحت السمة الأساسية له لا والأغرب إننا نستخدمها ونقول في النهاية حرية شخصية أو هذه حريتي !!!

ومن هذه العبارات التي دُمرنا بها والتي تُضحك أكثر مما تبكي على سبيل المثال وليس الحصر :

خليك مرن ..

بمعنى خليك مرن مثل الأستيك مطاط مع هذا وذاك ولا تكون جامد الشكل أو تكون جامد في التعامل أو ضاربا في الكلام وخليك مرن حتى لا تغضب الناس منك - طيب ما أنا لما اقول الحقيقة هكون صادق وحر ولكن حين تكذب تكون مرن أو مجامل - !!!

وكإنسان مجامل عليك أن تتبع الكذب والنفاق وإن استطعت يمكنك التدليس - إن أجدت الأولى والثانية بالتأكيد ستبرع في الثالثة - وحين يحدث هذا تكون واقعا في مشكلة أو موقف معين

" يعني انت أكيد مخنوق من حماتك وحين تراها في زيارة لك تخبرها إنها منورة طيب والحقيقة إيه غير إنها هتولع في البيت أول ما تدخل دا غير المحروسة بنتها "

وطبعا المجاملة أمر يقع على عاتقنا ومع المجاملة تأتي على كلمة عمولة وما يعادلها في اللغة الإنجليزية ( ما هو الإنجليزي مسيطر علينا يعني إحنا ابناء تشرشل ) ..

وطبعا مع العمولة التي لا تتخطى الحدود إلى الرشوة لا سمح الله تصبح حياتنا غير عادية بسبب السيطرة التامة لها علينا - العمولة أو الكومشن أو المجاملة أو خليك مرن وسلس وبسيط ومع كل هذا عليك إنك تغمض عينك وتفتح جيبك عكس روتانا سينما - هذا كله يوقفك على مدى تدني الحرية التي نتحدث عنها فتحولت من حرية إلى إنحلال !!!

ومع الإنحلال نتطرق إلى نقطة الحلال والحرام طبعا هتسألوا إيه الغباء دا إيه الربط بين الحلال والحرام والإنحلال الأمر يكون على النحو التالي :

فمع إحترامي لكل الملتزمين والمتدينين يكون لدينا تلك الشبكة الضخمة من محللي ومحرمي الأمور والحلال والحرام الذي يغيظنا به الإعلام والقنوات الفضائية الدينية - اللي تحرمه قناة ممكن تغير تلاقي الأخرى محللاه - ما يجعلك تقف أمام نقطة غريبة ، أين الصواب وأين الخطأ ؟

فكل فرد يخرج إلينا يقول لك هذا حلال وبعدها بيومين يخرج إليك غيره ويقول لك هذا حرام وهذا يكفر هذا وهذا يُؤَمِن على كلام هذا والأدهى إنهم يستخدمون نفس الأدلة هنا وهناك والغريبة أن هذا ليس حرية في الدين بل إنحلال ولكن الجميع يقول لك حرية والدين كفل الحرية حسنا أنا اعلم جيدا أن الدين كفل الحرية ولكنه لم يكفل الإنحلال نهائيا ...

والمثير للضحك أن هذا الإنحلال يدخل تحت نطاق الحرية وبالتالي يكون لدينا ضياع تام لمعنى الحرية والعجيب إنهم يستخدمون هذا الأمر في حرية مزيفة فارغة ويقنعون العالم الإسلامي كله بها ويصمت الناس على هذا بل ويسير طواعية في عباءته ...

والبعض يضحك على الكل وعلى الرغم من ذلك ضحكنا حين رأينا هذا أيضا في ديانات أخرى وبالتالي لا يفكر البعض ما ينتج عن هذا ألا وهو الفتنة الطائفية تحت عبارة أو شعار

" حرية شخصية أو الحرية بمفهومها العام "

ومع كلامي منذ البداية لدي سرد لبعض الأحداث وعلى الجميع بما فيهم أنا أن يستنتج الأمور التي من الممكن أن تقع :

* في فترة من الفترات يكون أحدهم يخبرك أن من ضمن الحرية هو تكفير أحدهم ، والخطأ في حقه وبالتالي نصل إلى نقطة أخرى ألا وهي المشادة بين أنصار هذا وأنصار ذاك ونقع في نقطة الفتنة بين الفريقين ...

( والأساسي لا يملك فرد مقدرة الحكم على فرد أخر بالكفر لأن الكفر إن لم يكن بيِّن لا يستطيع أحد أن يقول على فلان أنت كافر ..)

* والفتنة التي تحدث بين الأديان تحدث نتيجة لحريات شخصية تنتج عن تصاريح بعضهم في الحلال والحرام وينتج عنها شيئا واحدا ، زيادة الفتنة الطائفية إلى جوار آخر ما يتوقعه الفرد وهو ضياع الوحدة والحرية بين الأفراد وقيام الحروب الأهلية التي ستنتهي يا إما يموتك أو موت غريمك وفي النهاية انت من سيخسر لإني قد أكون حليفك اليوم وغريمك غدا والعكس بالعكس وإن الدائرة لتدور ولا تقف على أحد ..

ومن وجهة نظري أن المفهوم الخاطئ للحرية ومدى ما يحمله إلينا شيئا واحدا ضياع المجتمع وأخيرا ضياع البشر ..

فنتمنى أن مفهوم الحرية الشخصية والدينية والفكرية ...

وعن باقي الحريات نتحدث ....

-------------------

هذه التدوينة أيضا قديمة ، ولكني اردت مشاركة الجميع معي فيها ..

 

I.M.S.A

M.S.M.O

هناك 4 تعليقات:

  1. " رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب " .. دى الحاجة الوحيدة اللى ممكن تعبر عن الاختلاف فى وجهات النظر فى امور تقبل الاختلاف ..
    مشكلة بعض المتشبهين بالدين انك لما تسأل حد فى امر عليه خلاف يقولك الرأى اللى هو شايفه ، مش رأى جميع الائمة اللى ممكن يكونوا مختلفين .. يعنى الامانة تقتضى انه يقول رأى الكل وانت تختار ، لكن تلاقى كلمة حرام او مكروه تخبط وشك بدون مقدمات ، وعلى الجانب الاخر تلاقى حد بيقولك لا دا حلال .. والامانة فى الجانبين ناقصة ، الاتنين مقالوش الاراء كلها
    ومبدأ الحرية اللى بسقف والكلام الكبير دا .. اعتقد ان الحرية ملهاش سقف ولا بتاع ، لكن فيه قانون وضمير ودين يمنع ان الحرية تتحول لانحلال زى ما قلت ، مش سقف ، ولكن قانون يحكم التعامل بين البشر ..
    اهم من الحرية هى التربية على الحرية وقبول الاخر ، لان حريتك لو مكانش معاها احترام للناس هتتحول لتعصب اعمى

    ردحذف
  2. المشكلة فى الكبرياء والغرور الاجوف


    ان الانسان يعتقد ان هو الوحيد اللى على صواب وانه اعلى من الناس

    ردحذف
  3. مقاله ممتعه لاقصى حد....اسلوب مميز كالعاده و تسلسل منطقى للافكار و الاراء ...

    فقط عندما يكون شغلنا الشاعل هنربى اللحيه ولا نحلقها و هل يجوز لبس الرجل لبنطلون ام يجب فرض البرمودا كزى شرعى ياتى ما نحن فيه....

    قال انس بن مالك مشيرا الى قبر النبى صلى الله عليه وسلم : كل ياخد و يرد عليه الا صاحب هذا القبر...تنسينا ذلك و اصبحت كل الاراء مقدسه مبجله لا تنطق عن الهوى فصيرنا فى حيص بيص و كل عام و انتم طيبيون

    ردحذف
  4. المشكلة فى الخلط بين الحرية و التسلط

    ردحذف

خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات