واحدة من القصص التي قرأتها وأعجبتني و أحببت أن أشارككم بها
وهي قصة لكاتب التركي العبقري عزيز نيسين
في مكان مجهول لا تعرف موقعه بسهولة يعيش راع وأغنامه وكلابه. لكن الراعي لا يشبه الرعاة الآخرين.. فهو لا يعرف للرحمة معنى. ولا يعتقد أن للألم وجوداً.. كان ظالما. يحمل بدل الناي صفارة.. وبيده هراوة. والنعاج –التي يحلبها ويجز صوفها ويبيع أمعاءها ويأخذ روثها ويسلخ جلدها ويأكل لحمها ويستفيد من كل ما فيها– لا يكن لها شفقة أو محبة.. يحلب الأغنام يوميا ثلاث مرات حتى يسيل الدم من أثدائها.. وعندما تشكو ذارفة الدموع من عينها ينهال عليها ضربا على رؤوسها وظهورها.
لم تحتمل النعاج وحشيته فكانت تتناقص يوما بعد يوم.. لكنه ازداد قسوة.. فقد كان على العدد المتناقص من الأغنام أن يعوضه عن كل ما هرب أو مات من القطيع.. وقد فقد الراعي عقله وجن لأنه كان يحصل على حليب وصوف أقل مما كان يحصل عليه. وراح يطارد الأغنام المتبقية في الجبال والسهول حاملا هراوته في يده. ومطلقا كلابه أمامه.
كان بين الأغنام خروف نحيف كان الراعي يريد حلبه والحصول منه على حليب عشرين جاموسة!.. وكان غضبه أنه لا يحصل على قطرة حليب منه.. لأنه ببساطة خروف. وليس نعجة..
وفي يوم غضب الراعي منه وضربه ضربا مبرحا جعله يهرب أمامه.. فقال له الخروف: "يا سيدي الراعي أنا خروف قوائمي ليست مخصصة للركض بل للمشي.. الأغنام لا تركض. أتوسل إليك لا تضربني ولا تلاحقني". لكن الراعي لم يستوعب ذلك ولم يكف عن ضربه.. ومع الأيام بدأ شكل أظلاف الخروف يتغير لكثرة هروبه إلى الجبال الصخرية والهضاب الوعرة للخلاص من قسوة الراعي القاتل.. طالت قوائمه ورفعت.. فازدادت سرعة ركضه هربا لكن الراعي لم يترك إليته.. فاضطر الخروف للركض أسرع. ولكثرة تمرغه فوق الصخور المسننة انقلعت أظلافه ونبتت مكانها أظافر من نوع آخر.. مدببة الرأس ومعقوفة.. لم تعد أظافر بل مخالب.
مرة أخرى لم يرحمه الراعي فواصل الخروف الركض فكان أن شفط بطنه إلى الداخل واستطال جسمه وتساقط صوفه.. ونبت مكان الصوف وبرة رمادية قصيرة وخشنة. وأصبح من الصعب على الراعي أن يلحق به.. لكن ما إن يلحق به حتى يواصل ضربه وإهانته. وهو ما جعل الخروف يرهف السمع حتى يستعد للهرب كلما سمع صوت قدوم الراعي أو كلابه. ومع تكرار المحاولة انتصبت أذناه وأصبحت مدببة قابلة للحركة في كل اتجاه.. على أن الراعي كان يستطيع أن يصل إليه ليلا وضربه براحته فالخراف لا ترى في الظلام.. وفي ليلة قال الخروف له : سيدي الراعي.. أنا خروف.. لا تحاول تحويلي إلى شيء آخر غير الخروف.. لكن الراعي لم يستوعب ما سمع.. فكان أن أصبح الخروف يسهر ليلا ويحدق بعينه في الظلام.. ولكثرة تحديقه كبرت عيناه وبدأت تطلقان شررا.. وغدت عيناه كعودي كبريت في الليل.. تريان في الظلام أيضا.
كانت نقطة ضعف الخروف هي إليته.. فهي ثقيلة تعطله عن الركض. لكن.. لكثرة الركض ذابت إليته واستطالت. وفي النهاية أصبحت ذيلا على شكل سوط. ورغم فشل الراعي في اللحاق به فإنه كان يلقي الحجارة عليه ويؤلمه.. وكرر الخروف على مسامع الراعي: "إنني خروف يا سيدي.. ولدت خروفا.. وأريد أن أموت كبشا.. فلماذا تضغط علي كي أتحول إلى مخلوق آخر؟".
لم يكن الراعي يفهم.. فبدأ الخروف يهاجم الراعي عندما كان يحصره في حفرة ما لحماية نفسه من الضرب. وغضب الراعي أكثر.. فضاعف من قسوته بجنون لم يشعر به من قبل.. فاضطر الخروف أن يستعمل أسنانه. لكنه لم يستطع ذلك لأن أسنانه داخل ذقنه المفلطحة. وبعد محاولات دامت أياما بدأت أسنانه تنمو. وفيما بعد استطال لسانه أكثر. وأصبح صوته غليظا خشنا. ولم يستوعب الراعي ذلك.. وواصل ما يفعل وبالقسوة نفسها.
ذات صباح شتوي استيقظ الراعي مبكرا ليجد المكان مغطى بالجليد. وتناول هراوته التي سيحث بها نعاجه المتبقية على حليب عشر بقرات وذهب إلى الحظيرة. لكن ما إن خرج من الباب حتى وجد بقعا من الدم الأحمر فوق الثلج.. ثم رأى أشلاء أغنام متناثرة.. لقد قتلت كافة النعاج ومزقت. ولم يبق منها ولا واحدة.. وظلل عينيه بيديه ونظر بعيدا فرأى الخروف.. كان الخروف قد مد قائمتيه الأماميتين قدامه وتمدد بجثته الضخمة على الثلج وهو يلعق بلسانه الطويل الدماء من حول فمه. ثمة كلبا حراسة يتمددان على جانبيه دون حراك.. ونهض الخروف وسار بهدوء نحو الراعي.. كان يصدر صوتا مرعبا.. وبينما الراعي يتراجع إلى الخلف مرتجفا قال متمتما: "يا خروفي.. ياخروفي.. ياخروفي الجميل". عوى الخروف قائلا: "أنا لم أعد خروفا".
كرر الراعي ما قال.. عوى الخروف قائلا: "في السابق كنت خروفا. ولكن بفضلك أصبحت ذئبا". وجرى وراءه...
اخبرنى
ردحذفاذا كان رد فعلى بعد قراتها البكاء
هل هذا جيد ام سىء؟
البكاء بعد هذه القصة هو بكاء علي أنفسنا قبل أن نفقد انسانيتنا ونتحول إلي ذئاب هذا إذا كنا مازالنا نتمتع بذلك الشعور المسمي إنسانية فنحن الآن أشبه بالكائنات المفتقدة هويتها هي لا تعلم إذا كانت مازالت بشر أم تحولت لشئ آخر؟
ردحذفالبكاء جيد لك إنسانيا سئ لك في هذا العصر الغريب الذي اصبحت فيه الإنسانية ترف مبالغ فيه لكن مازال عندي امل في ان نعود بشر في يوم ما أم حلمي هذا يعد ترف مبالغا فيه هو ايضا
very good one
ردحذفاصل فعلا طبيعتنا بتتغير بسبب احداث او ناس او قسوة مستمرة او احكام ظالمة بنتغير ومفيش وسيلة عشان نرجع لطبيعتنا تانى :( بنتعلم نكون ذئاب
فاكر فيلم shut. island كان فى الجملة دى موجهه لليوناردوا دى كابريو
who raise u ?
رد قالة the wolves
اة طبيعتنا بتتغير وعمرنا ما نقدر نرجع تانى :(
والله مانا عارف اقولك اى
ردحذفحلمك ممكن يكون لسه متاح
بس دى اخر فرصة
عموما نشاط هايل والنقاش رجع تانى
بس نفسى فموضوع تقيل من مواضيع زمان
الى المناقشه فيه كانت شديده وجدليه
تقدر تقول وحشنى الخناق معاك
كل حاجة ممكن تتعدل وتتغير يا Kontiki سواء إن كان لأحسن أو الأسوء بس الأحداث والواقع المحيط بنا بيدفعنا إلي التغير لأسوء
ردحذفبس انا عندي امل إننا ممكن نتغير لأحسن وإننا نصبح حملان وديعة مرة آخري :)
هههههههههه
ردحذف=))=))=))=))
حاضر هنتخانق متقلقيش بس هي المشكلة إني غالبا لما بفتح موضوع جدلي بخسر حد أنا لسه واحد صاحبي في الكلية حذفني من الفريندز علشان موضوع فيه اختلاف وكل واحد فينا له رأي مختلف
بس أنا ناوي يعني لو محصلش اي ظروف خارجة عن ارادتي قبل ما الإجازة هتخلص هنزل كام موضوع هيفتحوا علي جدل من هنا لبكره بس المهم ميحصلش حاجة لأن انا المفروض كنت انزل بوست تاني عير البوستات دول بس جالي دور برد فمكملتش البوست اللي كنت بكتبه بس هنزله قريب هو وشوية حاجات حلوة كده :)
طيب ربنا يبعد عنك البرد
ردحذفوفى انتظار مواضيعك
ومتقلقش اذا كنا هنختلف وده وارد (واحتمال كبير)
فده مش هيخلينى ابدا ابدا احدفك
انا هخلى حد تانى يعمل كده بالنيابه عنى
((=
ردحذفإسلام ده غلبان أي نعم هو الكبير بس أنا المسيطر برده اولا وأخيرا
ردحذف:))
مش ممكن اصدقك
ردحذفوعموما لو هو فشل فالمهمه هضطر انزل وانفذها بنفسى مهما كانت الصعوبات
وبمناسبة اسلام اى اخباره مع الجيش
ليه مش مصدقة يعني هكدب عليك
ردحذفتاني حاجة هتتضطر تطلعي علشان في الدور العاشر يعني عقبال ما توصل هيكون نفسك خلص
اسلام قاعد يقعد الأيام علشان يخلص :))
والله صعبان علي بس في نفس الوقت فرحان فيه >:)>:)>:)
وفي احتمال ينزل اجازة سريعة قريب
بلغه انه فى ناس بتسلم عليه كتير
ردحذفوعايزين يطمنو عليه
وقله فى قصة مكملهاش لازم تكمل
السلام وصل وهو كويس الحمد لله
ردحذفبالنسبة للقصة لما يرجع إن شاء الله
الظلم يصنع المعجزات ! .. اول مرة اسمع عن اسم الكاتب كان مقال لدكتور احمد خالد توفيق ، وتقريبا بعدها راح فى النسيان برضه .. شكرا على التذكير من جديد :)
ردحذفدا غير طبعا القصة ال .. " دى نوصفها بايه ؟ " .. فعلا الظالم مش بيحس بالتغيير غير لما يلاقى انفجار المظلوم ، وغالبا مفيش حد ناجى من الانفجار دا .. ربنا يستر بقى
شكرا على القصة والعبرة
أنا تقريبا أول مرة كان بلال فضل وكان بيعقد بينه وبين كاتب تركي تاني رخم بس كان واخد جايزة نوبل
ردحذفربنا يستر فعلا شكرا علي المرور :)
القصة جميلة جدا يا محمد تعكس واقع مرير نعيش بداخله
ردحذفلا اعلم إن كنا سنظل بداخله أم سنخرج من عنق الزجاجة هذا ونعود لأدميتنا ..
غير معروف :
انا الكبير وإن كان هو المسيطر فدا بسبب الجيش لكن بعد الجيش هطلع عينه ..
نزلت اجازة والحمد لله ادعو ربنا اعرف اكون موجود طول الوقت .
نفسي تدخل الجيش يا محمد لكن دا حلم زي حلم العودة للأدمية من جديد ..
حمدا لله على سلامتك
ردحذفيارب تكون اجازه كبيرة نقدر نقرا لك شىء