" بيس يا مان ...
أوك ...
سي يو ..
آي دونت نو .. "
كثير من المصطلحات الإنجليزية انتشرت فى وطننا ، وأصبحت البديل الأساسي لكل كلامنا وكلماتنا وأصبحت اللغة الأولى فى دول عربية هي الإنجليزية ولدى البعض الفرنسية وقليلا الإيطالية – والألماني فى الفترة الجديدة – وأصبحت تلك المصطلحات الإنجليزية هي البديلة عن المصطلحات التي تميزنا ( أكيد ليست اللغة الأردية ) المشكلة إن مَن يرد بالمصطلحات العربية أو تحمل لكنة دينية يكون واحدا من إثنين :
متخلف رجعي لا يعرف لغة أخرى ..
يا متشدد ، بيحرم ويحلل على كيفه ..
( لسنا ضد تعلم اللغات ومعرفة قواعدها ونطقها ولكن أن تكون اللغة الأساسية لنا أو بمعنى أصح نرددها لكي نكون أناس عاليين أو من مستوى راقي هذا ما يسمى الجهل بعينه )
فمثلا حين يقول لك أحد " أوك " وترد أنت عليه بموافق ، تحمل على رأسك سخريته ..
وإن قال لك " بيس يا مان " وانت تقوله إن شاء الله ربنا يسهل ..
ممكن يقولك خليك سبور ورد رد سبور ..
بينما تحمل كلمة " باي " أو " سي يو تومورو " بديلا لغدٍ بإذن الله أو فى رعاية الله وحفظه وهذا الكلام الجميل الذي يشعرك بأنك لست بعيدا عن لغتك العربية ..
" لا تخشى شيئا إن قلتها لن تكون متشددا أو تبع أي فرد انت تقولها لكونك عربي مسلم أم إنك غير ذلك "
[ على فكرة الأخوة المسيحيون حين تلقى عليهم السلام يقولون وعليكم السلام ولا يقولون هاي بمعنى إنهم عرب أيضا قد يكونوا غير مسلمين ولكنهم عرب ولا يتهربون من هويتهم العربية بمصطلحات غربية ]
هذا يعني أن شبابنا الجميل شباب مثقف جدا ويطالع اللغة الإنجليزية ويجيدها وربما الفرنسية لا يمنع وإن كان الألماني لا ضرر من ذلك ، ومرددين لها دون أن يفهموا شيئا ..
[ تجد أحدهم حاصلا على دبلوم فني تجاري ويردد المصطلحات الإنجليزية ولا فاهم هي ليه أصلا ]
( يا عم سيبك دي من الشرابية وأخوها اسمه حسن )
هنيدي ـ اسماعيلية رايح جاي
هذا من حيث المصطلحات الإنجليزية والتي كان سببا من انتشارها البرنس الكبير " H دبور "
( قلبي على ولدي انفطر ، وقلب ولدي عليَّ .... من أحقر المصطلحات الإنجليزية التي نشرها الفيلم ) ..
هذا من حيث المصطلحات الإنجليزية الغريبة التي انتشرت لدينا ونرددها دون فهم المعنى الخاص بها وإن فهمنا يكون اللسان قد أخذ عليها ولا نبطلها حتى لا نكون فى مستوى أقل عن المجتمع ..
( لا اعتقد إننا نعيش فى انجلترا أو حتى الولايات المتحدة ، أخرنا جمصة ورأس البر ) ..
لكن ما يزيد الطين بلة بصراحة هو قاموس الشباب والمصطلحات الجديدة التي تبين كيف يكون الولد سبور بإرتكاب الموبقات عن طريق الكلام أيضا وكان سببه الحالة من التجديدات وخلق لغة جديدة للشباب وساعد عن انتشارها ايضا نفس الفيلم ..
( سلسلة مطاعم خد فطيرك ) ولكن الفيلم كان كاتبها بطريقة مسفة ..
وأصبح الكل يردد مصطلحات تبين مدى الإنهيار التربوي الذي نمر به ونسير فيه تدريجيا ..
كل هذا يجعل الفرد يفكر حين يرد على أحد يسير أمامه فى الشارع وقال له :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يرد يقول .. أصلي ، ولا بيس يا مان ، ولا هاي ، ولا جود مورننج – ليس الصابون – ولا يرد يقول إيه ؟
هذا ما جعلني أقف لأسأل نفسي سؤالا :
لماذا أصبحت تلك المصطلحات بديلا للغة العربية ؟
أحاول أن أضع أجوبة مع عدة تعليقات ..
1- حالة من الثقافة تجتاح الشباب ومَن يعارض يكون انسانا جاهلا ..
لا اعتقد ذلك فمثلا لا نرى فى فرنسا أناس يسيرون يتحدثون فى الشارع بالإنجليزية على إعتبار أن اللغة الإنجليزية اللغة السائدة ، لكنك إن تكلمت بالإنجليزية لتركك وذهب لكن إن تكلمت بفرنسية ركيكة لرد عليك وحاول أن يفهم ..
عندنا اللغة العربية غير مفهومة مثلا فنبحث عن مصطلحات جديدة ولغة جديدة تكون لغتنا ..
الخوف كل الخوف أن يأتي اليوم حين تجد أحد داخل عليك يقول لك
" بوكارطوف أو عارِف طوف وليس مستبعدا وهو راحل يقول لك لهيت راؤوت "
2- الشباب يجب أن يظهر متحضر وسبور حتى ينال الإعجاب ..
من بين نظرات الإعجاب ألا ترى نظرة لنفسك تبين لك كيف تراجعت عن لغتك وهويتك ودينك وتجري الدماء فى عروقك إن رأيت أحدا يتعدى على الأقصى وانت بنفسك تساعد على طمس هويتك ببحثك عن هوية جديدة
" ناهيك عن الهجرة والبحث عن وطن جديد "
3- اللغة العربية لم تعد قادرة على الصمود ..
لا اعتقد فهذه اللغة هي الوحيدة هي التي استمرت من كل اللغات السامية ولم تندثر ، ورغم كل شئ إن علمت فى لغات العالم ستعلم أن الإنجليزية والفرنسية والألمانية كانت لهجات قبل أن تكون لغات حين كنت انت صاحب أقوى لغة على مستوى العالم والكل يسعى لكي يتكلمها ولا يهرب منها مثلما تفعل انت ..
4- العولمة والثقافة المفتوحة علينا ولم الخطأ عندنا حين انفتحنا على الثقافة الأخرى ..
الخطأ خطؤنا لأنه كان يجب أن نسير على مواكبة اللغات الجديدة وهذه البيئات ونواكبها لا أن نكون أسرى لها ..
5- أين مجمع اللغة العربية ، ومواجهة تلك الأمور ..
مِن الواضح أن المجمع اللغوي يعاني مشكلة كبيرة فى هذا الأمر ولا أدري لماذا هل يقف حائرا أمام تلك المصطلحات أم لم يعد قادرا على إحياء اللغة العربية والنطق بها أم يخاف من المجازفة أم ماذا ؟
أظن أن تجربة الدكتور أحمد بن محمد الضبيب الذي زار سورية وداخل روضة الأطفال التي انشأها الدكتور عبد الله الدنان كانت خير مثال على تعليم اللغة العربية ولكن لا أدري ألا تمتلكون القدرة على فعلها مثلما فعلها الدنان أم ماذا وتريدون أن تموت اللغة العربية ؟..
وأظن إن تحجج مَن يدرسون باللغة الإنجليزية فى الجامعات اتمنى أن تسارعوا بمراجعة كل الكشوفات الجديدة وتحاولون توفير مصطلح واحد يستعمله الجميع ونحيي اللغة مثلما فعل اليهود مع العبرية ..
6- كل ما سبق مع إجابة مفتوحة وإن وجدتم أخبرونا ..
( توضيح : الدكتور الدنان قام بعمل روضة للأطفال فى سورية وفوجئ الدكتور الضبيب بأن هؤلاء الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ما بين الرابعة والسادسة يتحدثون الفصحى بطلاقة غريبة ولا يخطئون فى حرف واحد هذا لأن الدكتور الدنان أمر ألا يتم التعامل طوال الست ساعات الخاصة بالدراسة إلا باللغة العربية الفصحى فقط ودون غيرها )
I.M.S.A
M.S.M.O
للأسف تحول الشباب المصري إلى أمريكي
ردحذفيقلده في العديد من العادات الخاطئة
والتي منها أن ثقافتهم يجلبونها من الأفلام
وهذا ما بدأ ينتشر بكثرة هنا فعلا
السينما ليست مقياسا لأي شيء
ولكن من يعي هذا
شكرا على الطرح المميز أخي
اعتقد انه بسبب فشلنا فى خلق هويه عربيه تجذب هذا النوع من الشباب
ردحذفولذلك اتجه للتقليد الاعمى
احسنت
شكرا جزيلا أستاذى الفاضل أتعرف أن سائحا أمريكيا زار ألمانيا مرة فأخذ يتحدث بالإنجيليزية ويجيبه الألمان بالألمانية
ردحذفوأخذ ساعات طويلة دون أن يجد من يحدثه بالإنجيليزية لأن الألمان يعتزون جدا بلغتهم طبعا ليسوا كلهم ولكن الغالبية العظمى منهم تتمسك بالتحدث بالألمانية مهما كانت الظروف أنا مع حضرتك أن الدولة القوية تفرض لغتها على العالم كله هذا صحيح فعندما كانت الدولة الإسلامية تقود العالم وتنيره بالعلوم المختلفة وكانت جيوشها مرابطة على ثغورها كان الجميع يهابها ويتعلم لغتها ليستطيع معرفة ما يدبره العرب فقد فى هذا الوقت لا يعرف اللغات الأخرى سوى العاملين بالترجمة ونقل الكتب