السبت، فبراير 13، 2010

مذكرات رجال سعداء .

حينما يجلس أحد المجانين ليستمع لمذكرات الرجال العاقلين الذين اقدموا بكل بهجة وسعادة ورضا على ذلك الأمر ألا وهو ..

" الزواج "

جلس هؤلاء العاقلين لكي يروي كل فرد منهم مذكراته التي تحمل من السعادة إلى جوار كثير من الشقاء ولكي تحكموا بأنفسكم استمعوا لمذكراتهم القصيرة السريعة حتى لا تملوا ...

مذكرات رجال كانوا يوما سعداء !!!

يخبرك أحدهم أن الموضوع فى أوله أكثر من رائع وهو مع خطيبته ويسعى بكافة السُبل والطرق لكي يتمم الزواج ويعيش معها أروع قصص الحب – هذا فى رأسه هو فقط – ويالسوء الحظ فتلك الفتاة الرقيقة الجميلة الخجولة التي كان لا يسمع لها صوتا أو حسا حين كانت تتحدث فيما مضى ، تلك الفتاة التي وقع فى حبها ووعدته بالسعادة الدائمة تتحول إلى كائن غير عادي لم يره فى حياته من قبل – كائنا أسطوريا مشابها للكائن الأسطوري الذي لطالما سمعت عنه روايات خيالية والمسمى حماته – يرى نسخة مصغرة منه متمثلة فى زوجته ، فيرى فيها قوة الشخصية والتحكم وغيره وحياة مرهقة فهي كثيرة الطلبات لدرجة لا يتحملها من طلبات مالية لطلبات خروجات وفسح وغيره ، وكم يبتسم بمرارة وهو يتذكر نصائح أصدقائه بأن الزواج شر لابد منه – وكان وقتها مَن يضحك على مثل هذا الكلام الفارغ ويبكي الآن بدموع من دم – وعلى الرغم من كونه كان يريد التقرب منها ، الآن يريد فقط الإبتعاد عنها لأنها أصبحت شبيهة بماري منيب فى فيلم " حماتي ملاك " أو يعيش معها أسوأ لحظاته مثل نعيمة الصغير فى فيلم " الشقة من حق الزوجة " فقديما كانت الحماة هي مَن تنكد على زوج الأبنة والآن أصبحت الابنة تنكد على الزوج وأيضا الكائن الأسطوري الأعظم حماته !!!

وقد كانت هذه مذكرات أحد الرجال ولكم مذكرات لأخر ..

البعض يقول إنه شر لابد منه والبعض الآخر يقول لك الأمر جميل وتسأل كيف ؟ ليخبرك ...

إنه حين يتزوج بفتاة وكان يراعي حدود الله تعالى فى حياته فلتعلم جيدا أن الله لن يضيع عمله هذا سدى وإنه يقدر له الخير دائما والموضوع جميل حين يتزوج فتاة تراعي هي الأخرى حدود الله تعالى ويفهما جيدا هما الاثنين أن الزواج ما هو إلا مناصفة بين الزوج والزوجة ، وإنه حين يعيش معها على صراحة وصدق وعدل من أول الأمر لنهايته لن يجد عبارة شر لابد منه هذه أبدا ؛ فالأمر ليس شرا للبشرية وإلا لم يكن ميثاقا غليظا ، بل أصبح مجرد نزهة وتسرية وتسلية ولكنه أمر أعظم بكثير كما أن الزواج ليس إلا لمَن يقدر عليه بينما مَن لا يقدر ويلقي بنفسه فى الزواج عرونة تجده يتحمل كافة المشاكل فوق رأسه .

وحين تجد غيرك من الناس يشتكي من الزواج ومتاعبه تحمد ربك على إعطائه زوجه حسنة صالحة لك وتتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم إن خير متاع الدنيا هو الزوجة الصالحة ، ولكن...

يالأسف حين تسمع مثل هذا الكلام وتسأل عن النسبة التي مِن الممكن أن تطبقه تجد النسبة قليلة جدا فكم فتاة تحكم عقلها ودينها وكم إمرأة تسطيع إحتواء زوجها ؟ ، وكم زوج يتشاطر الحياة الزوجية بحقوق وواجبات مع زوجته ؟ فلا تجد سوى عبارة شر ولابد منه مسيطرة !!!

بينما تجد بعضهم لا يشتكي من الزوجة بل يشتكي من أمر أخر مثل ...

حين يتزوج يجد يوما بعد يوم متطلبات الحياة الزوجية تعلو تدريجيا حتى تصل إلى حد لا يتحمله أحد فكل يوم الأسعار فى إزدياد ولا تنخفض كأنها تطمح لكي تقطن فى الأعالي بجوار السحاب ، هذا ناهيك عن الظروف الإقتصادية المريرة التي نمر بها ومتطلبات المنزل والزوجة والأبناء التي لا تتوقف وكلما يحلها يجدها تشابكت من مكان أخر حتى يظن إن الأمر لن يحل سوى بوفاته أو بمعنى أصح بوفاة كل مَن تحمله رقبته وللأسف قد ينفس فى المنزل ولكنه يختار أن يكتم هذا الأمر داخل نفسه فترة تواجده داخل المنزل حتى لا يشعروا بضعفه وينفس به خارج المنزل وتجد أناس كثيرة تنفس فى المنزل وتجد المشاكل وطلب الخلع والطلاق وغيره والشجار بينه وبينها ويشعر إنه أصبح هو أيضا عالة ويحتاج من يعوله هو وأسرته ويصرف عليهم جميعا !!!

هذه كانت مذكرات لرجال متزوجون فماذا عن مذكرات الشباب المرتبطين ولم يتزوجوا بعد ...

أحد مَن ارتبط بفتاة فى يوم ما يخبرك إنه تقدم لأهل الفتاة راغبا فى الزواج منها ويريد أن يرتبط بها للأبد وبعد التفاهم بينه وبيين أهل الفتاة ويقدم بالفعل على خطبتها مستغلا الخطط الخماسية طويلة الأجل التي تستمر من خمس لعشر سنوات وغايته كل الغاية هو الإرتباط بالفتاة ولكن للأسف قد يكتب له الزواج وقد لا يكتب نظرا للنسبة الكبيرة من البطالة وإرتفاع تكاليف المعيشة وحتى إن وافق أهلها بالقليل فإنه لا يملك هذا القليل ويضطر للعمل ليلا نهارا مقابل بضعة جنيهات لا تكفيه هو شخصيا وعلى الرغم من الحد من المصاريف لا يجد ما يكفل له العيش ويتخلى تدريجيا عن فكرة الزواج حتى ينساها تماما ، ويكون حلمه أن يعمل عملا يوفر له رزقا جيدا يستطيع منه الزواج ولكن ...

إنه يسعى جاهدا لكي يحصل على هذا العمل !!!

والبعض الأخر يخبرك إنه يريد الإرتباط ولم يضع فى رأسه فكرة الزواج من الأصل ، ويكون زواجه هذا إما زواج صالونات أو زواج تقليدي فقط لكون الوالدة تريد رأيته فى الكوشة وتفرح به ويخبرك بكل سخرية الحقيقة إنها تريد أن تفرح فيه ؛ أو يكون الأمر مجرد تحديا للوالد الذي لا يراه قادرا على الزواج فتستفزه كلمات الوالد من عاطل وفاشل فيقدم على تلك الخطوة غير مدرك ما سيحدث له ويخبرك إنه كان يوافق على سخرية والده أرحم ؛ أو يتزوج البعض حتى يرحم نفسه من ألسنة الجيران وحتى لا تطوله الشائعات التي لا بديل عنها فى بلدنا الراقي وجيرانه الراقين المتحضرين الذين يجب أن يتحدثوا عليه ويظلموه مع هذه ويظلموه مع تلك فيجد أمامه الزواج لكي يصمت الجميع وهكذا تجد مَن يتزوج صالونات أو زواج الأقارب أو غيره ويصبح مقيدا مع فتاة مطلوب منه الزواج منها والإرتباط بها ابديا ....

بينما تجد غيرهم يخبرك أمرا عجيبا ..

الأمر يبدأ بقصة حب جميلة فى الجامعة أو بنت الجيران أو أي فتاة حتى وإن كانت فى الشارع يريد الإرتباط بها ويذهب لأهلها ويتفاهم معهم ويجدهم أناسا جيدون ويتفق على الخطبة وبالفعل تتم ويحددوا ميعاد الزواج ويتم الأمر هنيئا مريئا ويرى الشاب أن هذا الأمر عادي ويخبرك بكل صراحة : إنه يعلم ما هو مقدم عليه من فخ العائلة الكريمة ولكنه لا يستطيع التراجع حتى لا يقل عليه إنه ليس رجلا ( فالعاد إن الشباب يقع تحت ما يسمى المنظرة ) ، ويخبرك على الرغم إنه لا يحمل صفة من صفات المثالية إلا إنه مجبر أن يظهر بدور المثالي ؛ ويخبرك الأخر إن الأمر سعيدا طالما كونهم متفقين معه وينتظر أن يتم الزواج ويسعد هو أيضا وهي الأخرى بينهم وبين بعض ...

بينما مَن كان مرتبط وأنهى إرتباطه يخبرك ...

الأمر متميز بقصة الحب الأسطورية من وجهة نظره فيتخيل إنه عنترة العبسي وهي عبلة أو هو قيس بن الملوح وهي ليلى أو هو روميو وهي جوليت أو بين أنطونيو وكليوباترا !!! ، ولكن الأمر ينتهي مثل النهايات المعتادة بنهاية متوقعة يا إما ظروف صعبة أو مفاجآت قدرية – لم يعلم إنها أخته قبل الزواج بليلة فهو ليس ممثلا فى فيلما هنديا – ، أو عدم تحقيق حلما من أحلامه والتي تسمى أحلام اليقظة والتي ما أن يستيقظ للواقع حتى تتحطم على صخرته الكبيرة فيقرر الفتى أن ينهي الإرتباط قبل أن يتم الأمر فوريا وتنتهي عقدة الفتاة بأن ترتبط بغيره فى عضون عام أو عامين على أقصى تقدير – إن لم يكن صباح يوم إنهاء الإرتباط - !!! .

فى حين تضحك على ما يرويه بعضهم من مذكراته ويخبرك ...

إنه يتقدم لفتاة والأمر يسير بشكل ولا فى الأحلام ويذهب لأهلها ويجلس معهم ويبدأ مشوار الطلبات : شقة صغيرة على حجمكم لا تقل عن ثلاث غرف ! ، والأثاث على الطريقة التي تراها الكائن الأسطوري حماته ! ، وعشرة ألاف جنيها للمهر ومثلهم للشبكة حتى لا تكون أقل من بنات أعمامها أو خيلانها ! ، ويجب أن تعيش فى نفس المستوى الذي كانت تعيش فيه داخل بيت أهلها ! ، ويضحك ويخبرك إنه لو كان أعطاها ألفي جنيه كمهر ومثلهم كشبكة لكانت تفوقت على بنات العائلة مجتمعات ولكن هذه عادة بعض العائلات فهم يتاجروا ببناتهن أو يعتقدن إنهم أنجبوا ملكات جمال العالم وكيف لهم أن يتخيلوا إن شابا فى بداية حياته يكون حاملا لتلك المبالغ الخيالية وإن كان يحملها لتزوج وهو فى الدراسة على الأقل لكان هرب من أداء التجنيد الإجباري !! .

بينما ترى أن المجتمع لا يزال بخير فى بعض الحالات حين يخبرك أحدهم ...

إنه يتقدم لفتاة ويشرح لأهلها على كافة ظروفه وإنه لا يزال يكون نفسه كما إنه لا يضمن الزمن وتفهم عائلتها وتقدر هذا وتعلم إن الله يغير الحال ما بين لحظة والأخرى ، ويتم الأمر ويسير على خير بالتعاون بين الأسرتين – عائلته وعائلتها – ويتم الأمر على خير ويكتب لهما أن يجتمعا على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويخبرك إن كانت كل عائلة مثل عائلة زوجته لحُلت مشكلة الزواج لدى العديد من الشباب ولكن تقريبا يوجد مَن يطبق مثل هذا الأمر فى حالات العنس !!

بينما تسمع القصة المعتادة من فم بعض الشباب وهي ..

إنه لا يستطيع أن يجني قوت يومه لهذا لا يتقدم لفتاة ويتوقف من أول الأمر عن التفكير فى الموضوع من أساسه حتى لا يكلف نفسه أقوى من طاقتها أو يظلم أحد معه وفى بعض الأحيان يلقي اللوم على نفسه وفى البعض الأخر على الحكومة ويعيب فيها لكونها لم توفر فرص عمل لهؤلاء الشباب ، ويخبرك غيره إنه كان يتسلى فى أيام الدراسة أو فى حياته بالسير مع هذه وتلك ويخبرك إنه لا يرتبط بفتاة سار معها وقضى معها وقت من قبل وحين يريد بالفعل الإرتباط فعليا تجد الله قد حرمه من هذا لكونه لم يرتبط بتلك التي كان مرتبط بها من قبل ...

وهؤلاء الناس – سواء كانوا متزوجين أو خاطبين أو مرتبطين أو غير مرتبطين – كانوا فى فترة من الفترات سعداء ، لن أقول الفترة التي كانت قبل الزواج أو غيرها فانت حين تكبر تجد كل يوم مسئولية جديدة تقع على عاتقه فقديما أثناء دراسته فى المرحلة الإبتدائية يخبره ذاكر جيدا لكي يحصل على الراحة فى المرحلة الإعدادية وحين يكون فى الإعدادية يخبره إنه يجب أن يلتحق بالثانوية حتى يدخل كلية ويرتاح وحين يكون فى المرحلة المتوسطة يخبره إن يجب ان يذاكر جيدا لكي يحصل على مجموع لكي يلتحق بكلية من كليات القمة ويرتاح وحين يدخل كلية يذاكر لكي يحصل على تقدير ويتخرج ويرتاح وحين يتخرج يخرج لمتاعب الحياة وكلها مشاق دون سعادة ولن تكون حتى سعادته فى وفاته لن تحدث أعتقد إن السعادة التي يحصل عليها حين كان فى مرحلة الطفولة وأحلام الطفولة دون عقل أو إدراك أو مسئولية زواج !!!


I.M.S.A

M.S.M.O


هناك تعليقان (2):

  1. للأسف المشكلة الاسياسة للزواج هى الماديات ، واى ام ( كائن اسطورى يعنى ) عايزة تفرح ببنتها وتشوفها عروسة قد الدنيا ، ازاااااى ؟ طبعا بفرح 8 نجوم وشقة على النيل ومهر 30 الف جنية والشبكة السوليتر ( الا السوليتير ) ، وعائلات قليلة جدا همااللى بيفكروا بمبدأ ان المهم اخلاقه والماديات دى تيجى بعدين ، عشان كده ترتفع نسبة العنوسة والزواج العرفى فى المقابل ، لكن اكيد اى زواج قائم على الدين وفهم الزوجين انها مش لعبة يعنى هينجح بإذن الله ، لان طالما الاتنين بيتقوا الله فى المعاملة وبيحاولوا يساندوا بعض فى الحياة يبقى الموضوعهيمشى كويس ومش هيبقى شر ابدا
    شكرا على الموضوع الجميل

    ردحذف
  2. بلاك بيرل منورة المدونة
    الكائن الاسطوري موجود دائما
    معك إن نسبة العنوسة فى ارتفاع
    لكن النظرة للشخص نفسه بتيجي بعد النظر لموقفه المادي
    الرؤية العقلية والدينية لم تعد موجودة
    شكرا لك على المرور بلاك بيرل

    ردحذف

خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات