الاثنين، فبراير 15، 2010

قراءة فى التاريخ الإسلامي ... ( 1 )

من الدروس التي نتعلمها فى التاريخ الإسلامي منذ قيام الدولة الإسلامية في عهد رجل الدين والدولة ، المعصوم – صلى الله عليه وسلم – وحتى إنهيارها بإسقاط الخلافة على يد التركي مصطفى كمال أتاتورك عام 1924 م مرت بمراحل تاريخية عديدة من عصر صدر الإسلام – الذي يبدأ من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مرورا بالخلفاء الراشدين الأربعة ونهاية بعهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهذا العصر له من الأمور العديدة التي ننأى بالتحدث عنها لأنها تحتاج مقال آخر لبيان أمورها – مرورا بعصور وعصور من تاريخ الدولة الإسلامية ، من أموية متماسكة ، لعباسية بأربعة مراحل تماسك وتفكك وإنهيار تدريجي ودويلات داخل الدولة الواحدة وعلى سبيل المثال لا الحصر :

أيوبية ، مماليك ، أدراسة ، حمدانية ، فاطمية شيعية ، مرابطين وموحدين ..

وكان فى ظل تواجد الدولة العباسية دولة إسلامية أخرى فى أوروبا هي دولة الأمويين الثانية ..

وليس الأمر لسرد التاريخ فى هذا المقال بل هو تَخَيُّل ، أجل تَخَيل أن هذه الدول على الرغم من رعايتها لشئون وحياة المسلمين وتطبيقهم لتعاليم الإسلام إلا إنها لم تطبق أهم مبدأ فى الإسلام ألا وهو :

{ الإتحاد والقوة ونصرة الأخ }

فمنذ قيام أول دولة بعد عصر صدر الإسلام وبعد التفرق الذي حدث بين سيدنا علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنهما – قامت أول دولة إسلامية مترامية الأطراف ألا وهي :

الـدولـة الأمـويـة ..

**********

بنظرة سريعة على تاريخ تلك الدولة التي قامت بعد وفاة الأمام " علي بن أبي طالب " – كرم الله وجهه – وتنازل ابنه " الحسن بن علي " لـ " معاوية بن أبي سفيان " – رضي الله عنهما – عن الخلافة ؛ من هنا قام الفرع الأول من ابناء الحكم وهو فرع " معاوية " وابناؤه بأمور الخلافة ، ومن بعد " معاوية " جاء ولده " يزيد بن معاوية " والذي قام بأشهر المذابح فى التاريخ الإسلامي ألا وهي " مقتل الحسين بن علي " – رضي الله عنه – أحد سبطي الرسول – صلى الله عليه وسلم - ...

( ومن هنا زادت الفرق الشيعية وتفرقت واخذت مبادئها للأغرب والمستنكر والذي أصبح من مبدأ لعقيدة ومن عقيدة لدين متبع ، ولسنا هنا للغوص فى مبادئهم ومذاهبهم )

بعد وفاة " يزيد بن معاوية " وتنازل معاوية الابن " معاوية بن يزيد بن معاوية " عن الخلافة وعدم الخوض فى أمورها ، قام الفرع الثاني من بيت " الحكم " متمثلا فى " مروان بن الحكم " وولده " عبد الملك بن مروان " بالحروب طمعا فى الخلافة وكيف تخرج من البيت الحكمي ؟ ، وقامت الحروب بينهم وبين " عبد الله بن الزبير بن العوام "وانتهت بمقتل " عبد الله " وأخيه ..

- تاريخ مشرف بالفعل فبدلا من توحيد قوى المسلمين للجهاد وجهت وسيِّرت لذبح المسلمين وخلال تاريخ الدولة الأموية ظهرت تلك الحروب ، من أجل قتل مسلم خارج على الدولة وليس خارجا على الدين ، تلك الحروب التي أدت لسقوطها على الرغم من القوة التي حققتها فى عهد " عبد الملك بن مروان " وابنائه " الوليد ، وسليمان ، هشام " وكان من الأسباب التي أضعفت تلك الدولة القوية هو التفرقة متمثلة فى أمر لطالما حاربه الإسلام ألا وهو " العنصرية القبلية " ، فالدولة الأموية التي تولت الخلافة كانت تحابي العنصر العربي على العنصر الفارسي والعنصر الرومي مما جعل تلك الأجناس تشعر بالغضب والكره للجنس العربي نظرا لتميزه وتمتعه بأمور لم تتوفر لتلك الأجناس الأخرى وعلى أساس تلك النظرية التي تبنتها الدولة الأموية " العرب الأحرار لهم الحق فى كل شئ " لهذا رفض بيت الخلافة أي فرد يحكم المسلمين تكون أمه غير عربية أو من الإماء ، لهذا ثاروا وبشدة على " مروان بن محمد " آخر خلفاء بني أمية قبل الإنهيار ولم يساندوه فى مواجهته ضد الدولة العباسية .*

_____________

* مبدأ التسوية الذي أرساه الرسول صلى الله عليه وسلم " لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى " وتاريخ الصحابة من الأجناس الأخرى مثل سلمان الفارسي رضي الله عنه إن كان معمول به لما سقطت الدولة الأموية .

*******************************************

الدولة العباسية ...

قامت على أنقاض الدولة الأموية قامت بعدة مذابح للمتبقين من بني أمية ولم ينج من تلك المذابح إلا ( صقر قريش ) " عبد الرحمن الداخل " ( الذي استطاع أن يؤسس دولة أموية فى الأندلس ) ؛ استطاعت الدولة العباسية أن تقوم على أنقاض الدولة الأموية ولكن ، ألم يكن من الأفضل أن تساند الدولة الأموية فى فتوحاتها فى بلاد ما وراء النهرين وفى أوروبا ، فعلى الرغم مما حققته الدولة العباسية من نجاح وإنجازات إلا إنها لم تستطع أن تصل لإنجازات الدولة الأموية التي نجحت فى فتح " بلاد الأندلس ، وأفغانستان ، وبلاد فارس ، مشارف الهند ، بحر قزوين ، وأفريقيا ومشارف فرنسا " فالدولة العباسية لم تستطع أن تزيد فى فتوحاتها على فتوحات الدولة الأموية فى عصرها الذهبي واكتفت فقط بميراث الدولة الأموية ، تخيل معي لو أن تلك الدولة توجهت بقواتها التي حاربت بها المسلمين والدولة الأموية وتركت هذا وساندت الدولة الأموية فى حروبها داخل أوروبا وفى بلاد ما وراء النهرين ، ألم تكن الدولة الإسلامية أقوى وأوسع إنتشارا فى معظم مناطق العالم ، ألم يكن لها توفير القوة للمسلمين بدلا من إنتهاز أعداء الإسلام تلك الفترة التي ضعفت فيها الدولة الأموية وأن يجهزوا على ما تبقى لها فى أوروبا ، ألم يكن لها أن تقف بجوار الدولة الأموية بدلا من كونها – على الرغم من كونها صاحبة أطول فترات الحكم فى تاريخ الإسلام – وقفت على ميراث الدولة الأموية وظلت تتنازل عنه يوما بعد يوم حتى لم يعد لها تواجد سوى داخل دور الخلافة فقط ، فعلى الرغم من فترتها الطويلة إلا إنها لم تشعر بشعور الوحدة الإسلامية إلا فى عهدها الذهبي أو العصر العباسي الأول والذي تم فيه الإستعانة بالفرس فى الحكم .

بينما فى العصر العباسي الثاني وبعد الخلاف بين الأمين والمأمون والذي ادى بقتل الأول ليصبح الثاني الخليفة وبعد وفاة المأمون ، انقسمت الدولة العباسية لبعض الدويلات الصغيرة ، وبالرغم من كون تلك الدويلات أذعنت فى الحكم للخلافة العباسية واعترفت بها إلا إن الأمر كان ظاهريا فحسب فتخيل تلك الدويلات التي كانت فى :

مصر ، سوريا ، وبلاد ما وراء النهرين ، والمغرب الأقصى متمثلة فى " الطولونية ومن بعدها الإخشيدية فى مصر ، الحمدانية فى سوريا ، الأدارسة ومن بعدها الفاطمية فى المغرب – على الرغم من إختلاف المذهب الديني فالأدارسة سنة بينما الفاطمية شيعة – ، الخوارزمية فى أفغانستان " . تخيل أن تلك الدويلات بدلا من الإستقلال الرئيسي لها قد وجهت جيوشها لمساندة الدولة العباسية فى حروبها ضد الغزو الصليبي أو وجهت جيوشها متحدة لمواجهة الغزو الصليبي – تلك الحملات التي جاءت للشرق أثناء ضعف الدولة العباسية التي كان جسدها مثخن بجراح الفرقة والإنقسام وتحكم الفرس والأتراك فى مصير الخلافة وهذا على مدار العصر العباسي الثالث والرابع .**

_________________

** تخيل تلك الجيوش الصليبية التي غزت الشرق لمدة شارفت على قرنين من الزمان فتخيل إن كانت جاءت فى عهد الدولة العباسية أثناء العصر الذهبي لكانوا ألقوا بها فى البحر أو واجهت الجيوش السلجوقية بقيادة القائد " ألب أرسلان " لكانت دمرت ، أو واجهت " عماد الدين زنكي وابنه نور الدين محمود " لكانوا وقفوا على أطراف الشرق الإسلامي وعادوا خائبين ، أو صلاح الدين الأيوبي واجههم لكان شتت شملهم .

فتخيل إن كانت تلك الدويلات متحدة وجمعت كل قوتها لمواجهة الحملات الصليبية بدلا من الإنقسام الداخلي الذي جعل الجميع يطمع فى كيان الدولة الإسلامية ويحاول ضربها وكانت ردت على كل من يسئ لها فى تلك العصور ونشرت الإسلام على نطاق أوسع .

**********************************

فى ظل تواجد الدولة العباسية فى الشرق كان هناك دولة أخرى فى المغرب الأقصى والأندلس لها شأن أخر ...

الدولة الأموية فى المغرب والأندلس..

يــــــــتــبع

I.M.S.A

M.S.M.O

هناك 4 تعليقات:

  1. هايل يا اسلام
    بارك الله فيك
    طرح مميز جدا
    واسلوب حوارى بسيط ومميز
    وكمان الأحداث اللى مركز عليها مهمة جدا

    ردحذف
  2. شكرا على المرور
    ان شاء الله تتابع الجزء الثاني .

    ردحذف
  3. اتفق معك فى انه حقا تاريخ مشرف
    وايضا فالامل انه لم يفت الاوان بعد على اصلاحه
    احسنت

    ردحذف
  4. شكرا على المرور كريزي
    وتابع الجزء الثاني
    ان شاء الله

    ردحذف

خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات