السبت، فبراير 06، 2010

قـــصــــة زواج ....

" احبك ...

هذه الكلمة خرجت من مشاعري لكِ لكي تعبر عن مكنون فؤادي ، وتوضح كم انا هائم فى حبك ، اتنفس نسيم عطرك ، ارى بعيني عشقك ، اسبح فى بحر تفكيري بكِ.. "

خرجت تلك الكلمات من فم يافع وبصوت قوي تتناغم أنفاسه فى مواجهة وجه أسطوري لا يمكن أن تتخيل مثيلا له فى عالمك ، وجه صنعه الخالق وأبدع صنعه حتى لتشعر إن مثيلا له لن تراه مرةً أخرى !!!

يا الله أخيرا خرجت تلك الكلمات من فمك ، لقد تصورت إنك لن تنطقها أبدا ، لقد انتظرت طويلا جدا حتى تقولها ، انا أيضا أحبك وأهيم بك عشقا و...

حملت الكلمات مشاعر الخجل والأنوثة من فمها فأكمل هو بكلمات ملتهبة :

لم أكن أتصور إنك تبادليني نفس الشعور ، لقد تخيلت إني بمفردي ، وتخيلته حبا من طرف واحد ، ليتني كنت أعلم حتى كنت تقدمت لكِ منذ زمن طويل .

هزت هي رأسها بأسف وقالت :

انا بالفعل أحبك ولكن للأسف لن نستطيع الزواج و....

قاطعها فى لوعة :

لماذا تقولين هذا ، إننا عاشقان ، حبيبان ، متحابان لماذا لا نتزوج ؟ لماذا تفوهتِ بتلك العبارة ألا تريديني زوجا ؟

فرت دمعة حزينة من عينيها وقالت :

بل أتمناك زوجا ، واريد أن أعيش ما تبقي من عمري زوجة لك ولكن انت تعلم إن الماديات تتحكم فى كل شئ ..

صدم من عبارتها أو كأنها ردعته عن فكرته وألقت به فى عالم من الواقع المرير الذي كان من الواضح إنه قد نسيه أو تناساه فعاد وقال :

ما دخل الماديات فى كلامنا ، إني أحدثك عن مكنوني لكِ وانتِ تحدثيني عن مكنونك لي ، لا تكوني حمقاء وتضيعي تلك اللحظات السعيدة فى التحدث عن الصعوبات المادية .

نظرت فى عينيه وردت بصوت حزين :

اعلم إن تلك اللحظات من أسعد لحظات حياتي ، حين صارحتني بحبك لي ، ولكن انا لا اريد الإفتراق عنك نهائيا فكيف إذاً لا افكر فى المعوقات والصعوبات التي قد تواجهنا .

نظر للأعلى ثم عاد ونظر لها وتمتم بصوت خفيض :

الماديات ، الماديات ، دائما ما تتحكم فى حياة الجميع ، كم تتحكم فى تغيير مصير عشاق ومحبين ، اللعنة على تلك الماديات ، ثم مالنا ومال الماديات لماذا انتِ حمقاء وتضيعي لحظاتنا بالتفكر فى الماديات ؟

كان كلامه يصادف هواها لأنها تحبه وتريد أن تنعم بلحظات قربه دون أن تتدخل الماديات وتجعلهم يفكرون بها وتنتهي تلك اللحظات السعيدة على عجل دون أن يتنعموا بها ولكن الفكرة لا تزال تسيطر عليها ماذا بعد الحب ، الزواج ، حسنا والماديات ؟ نقلت كل ما يدور داخل خلدها له فقال بحنق بالغ :

اللعنة ، من الواضح إنك لا تفكرين إلا بحماقة و...

نظرت له بغضب مكتوم وقالت :

لماذا تخطئ وتتهمني بالحماقة ، هل لكوني أنبهك لأمر غاب عن عقلك ، عن الماديات التي تتحكم فى العالم أجمع وليس فى مصير حبنا ، العالم أصبح مادة .

دوت الكلمة فى رأسه وانطلق عقله كالصاروخ يبحث عن وسيلة وبالفعل توصل لها وقال :

حسنا ، هيا بنا لنتزوج ، ولا داعي لكي تسيطر علينا الماديات .

تململت فى جلستها وقالت :

وكيف تريد الزواج دون ماديات ، ولتعلم إني أريد زواجا شرعيا دون غيره .

نظر لها بحب ورد بحنان :

وهل كنتِ تتوقعين زواجا غير شرعيا إني أحبك حبا شديدا وحبي لكِ يجبرني على ألا أسئ لكِ بأي صورة من الصور .

كانت كلماته بالنسبة لها مثل البلسم الطيب الملمس وكان يشفي أي فكر سئ يلحق به ولكنها عادت وسألته بقلق :

وماذا بشأن المادة ؟ إنها من أساسيات الزواج ولا أحد يستغني عنها بتاتا ..

نظر لها وقال بحب :

كل ما تتفوهين به كلام فارغ ، فالزواج هو الجوهر ، هو الحب ، هو الروح والتعايش بين الزوجين ونحن لسنا أسرى للمادة ولا سبب لما وصلت إليه من التحكم فى حياة الأزواج .

التفتت وتركته وقالت من بين عبراتها :

ولكنك لا تستطيع أن تنكر أهمية المادة ؛ لا يمكنك ..

ثم استطردت بصوت حاولت أن تجعله قويا :

أرجوك دعني ، دعني وابحث عن أخرى لا تفكر فى الماديات .

صاح بلوع :

أخرى ، هل تمزحين ..

عاد وقال بصوت حازم :

اسمعي ، إني أحبك انتِ دون غيرك ولا يمكن أن اتزوج من أخرى مهما كان الأمر ؛ ثم لماذا تهملين حقيقة تغيب عن نظرك وتوفر لنا الزواج الآمن !!

نظرت له بلهفة :

ما هي ، أخبرني ..

امسك يدها بكفيه وضمها إلى صدره وقال :

حبيبتي أنسيتِ ، عالمي وعالمك لا يعترف بالعالم المادي ، أليس كذلك ؟ .

غمغمت بكلمات متلعثمة :

بلى ، ولكنك تعلم أن هذا العالم لا يعترف به أحدا من الماديين ..

رد هو بسرعة :

ومَن الذي يحتاج الماديين وما يفكرون به فى عالمنا الذي لم تدنسه الماديات بعد ، هل توافقي يا عزيزتي ؟.

نظرت نظرة حائرة :

ولكني على الرغم من اتفاقي معك ، إلا إني لا أزال خائفة من مجرد التفكير فى الأمر وخائفة من المستقبل !!

وضع يديه على كتفيها وضمها له ورد :

المستقبل قادم قادم ، فمهما كان الغد سنجعله جميلا سويا ، لكن إن لم نكن سويا وقتها سيكون الغد قويا على كل منا بمفرده ، والآن اخبريني هل تقبلين الزواج ؟

نظرت له بحب وقالت :

هل تسألني ، موافقة على الإرتباط بزوج محب مثلك ..

ما أن قالتها وأعلنت موافقتها حتى تم إمتزاج روحيهما ليعلنا أول زواج – لا يعترف بالماديات – بين شبحين متحابين فى عالم الأطياف ..

عالم لا يعترف سوى بالحب والتفاهم والروح المخلصة ....

I.M.S.A & M.S.M.O

هناك 4 تعليقات:

  1. اسلوب متميز
    افكار مترابطه
    انتقاء متميز للكلمات
    اعتقد انك سباح بارع فبحر الخيال
    ونهايه اكثر تشويقا
    ولها مغذى عميق
    ممتازه

    ردحذف
  2. شكرا علي تعليقك الرائع
    وهناك المزيد من بحر الخيال

    ردحذف
  3. الفكرة جديدة جدا ، ورائعة جدا
    والاسلوب المتميز كان سبب المتابعة للنهاية واتمنيت فعلا تكون نهاية سعيدة
    بالتوفيق دائما :)

    ردحذف
  4. كريزي
    شكرا على الرأي ونقد القصة
    وشكرا على بُعد النظر

    بلاك بيرل ..
    شكرا على المرور
    والرأي فى الأسلوب

    ردحذف

خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات