" مــــــــــــــــــــــحــــــــــــــكــــــــمـــــــــــــــــــة "
انطلقت الكلمة بصوت كالانفجار المدوي داخل جدران إحدى القاعات الخاصة بالقضاء ، وبعد إنتهاء الكلمة دخل إلى القاعة القاضي ومعه المستشارين واخذ كل منهم مقعده وصاح القاضي :
- نادي على القضية ، أيها الحاجب .
ما أن سمع الحاجب الكلمة حتى رفع رأسه شامخا وقال :
القضية رقم .... لسنة .... فى قانون العقوبات والمتهم فيها كبير المسئولين والضحية هي آلام الشعوب .
بعد انتهائه وقف الناس مذهولون ما هذه القضية ؟....
فهي تعتبر قضية رأي عام كيف لم يسمع بها أحد وعلى الفور انتشر الخبر كالنار فى الهشيم ، وخلال المرافعة قد حضر عدد غفير من الصحفيين والمذيعين لمتابعة تلك القضية الكبيرة وكان الناس متجمهرين إلى أن انتهت الفوضى على أثر إشارة من القاضي .
وحين قال ما القضية يا ممثل الادعاء فقام وقف ممثل الإدعاء "الضمير" - الذي طفح منه الكيل - وقال العبارة المعتادة ثم بدأ وقال :
- لقد مر على تلك الأمة من المساوئ والظلم ما طفح منه الكيل يا سيدي القاضي ، لقد بالغ المسؤولين فى ظلم هذا الشعب والتجبر عليه وتحميله ما لا يطيق دون النظر إلى شرع أو دين أو عقيدة .
من ظلم ....
جرائم قتل.....
سرقات ....
حوادث اغتصاب.....
سلب حريات ....
اعتقالات .....
هوان النفس البشرية ......
- ولكن آن الآوان أن نتكلم وأن نرفع أصواتنا مطالبين بأن يرد أحد إلينا حقوقنا التي نُهبت وسُرقت .
ففى كل مرة يأتي مسؤول يلقي بالتهمة على من سبقه ولكن الآن نحن نريد الحل فلقد فقدنا حقوقنا من الحرية والديمقراطية ، ففقدنا أمننا وسعادتنا فقدنا قوتنا وحياتنا ، لقد اصبحنا نتسول الضحك الذي كان يميزنا ، أهناك شيئا أقوى من هذا يا سيدي القاضي لقد إرتوينا من كأس المرارة حتى طفحنا من كثرة ما رُويّنا فهل لنا من مُنصِف ، أو أحد يأتي لهذا الشعب المطحون بحقوقه ، هذا الشعب الذي لجأ للقضاء لكي ينصفه لمَ كُتب على القضاه من إنهم أساس العدل فى الارض ، ولهذا نطالب بتطبيق أقصى العقوبة على كبير المسؤولين حتى يكون عبرة لمَن لا يعتبر ، وشكرا سيدي الرئيس .
انطلقت آهات الموجودين وتصفيق البعض وتهليل البعض الآخر وانتظر القاضي لحين انتهاء التهليلات وساد فى القاعة السكون بعد اشارة من يده ثم وجه نظره شطر الدفاع وقال :
- هيئة الدفاع تتفضل ،
ومن ثم وقف ممثل الدفاع وقال :
سيدي القاضي بالفعل إننا امام قضية كبيرة ولكن موكلي لم يُخطِئ فى شئ فهو مسؤول جديد ولا علم له بتلك الامور كما إنه كان يُحَاول جاهداً أن يحل تلك الازمة ولكن الوقت لم يسعفه .
كما إننا نتساءل أين هذا الشعب المدحور الراضي بكل تلك المساوئ التي تفضل ممثل الإدعاء بإلقائها على مسامعنا الآن ؟
يريد الآن حلولا فأين كان على مدار تلك الفترات ؟ ، وإن معي يا سيدي القاضي شهودا يبرؤون موكلي .
وعلى الرغم من كلامه إلا أن القاضي لم يلتفت له بل إلى ناحية ممثل الادعاء وقال له :
هل قضيتك متوافرة الأركان أم إنه سوف يستغل ثغرات القانون ويجد ركنا يخرج منه ليفوز المسئول ويخسر الشعب .
فصاح ممثل الدفاع بأعلى صوت :
- ماذا تقول ايها المستشار ضياء ؟.
" سيادة المستشار اتسمعني "
ينتفض المستشار ضياء فى غرفة القضاة من حلمه الذي يتنمى أن يتحقق وهو أن يسير القانون على الجميع ولا يفلت أحد منه وأن يُحاسب المسؤول عن جرائمه فى حق هذا الشعب وعاد يسترخي ثانية فى مقعده ويبتسم وابتسم ابتسامة شاحبة وهو يقول :
- هل سيحدث مثل هذا الأمر ؟
ربما .........
وعاد مرة أخري
لتلك المحاكمة ال........
وهمية ....
I.M.S.A
M.S.M.O
0 اتجننوا معانا:
إرسال تعليق
خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات