الاثنين، نوفمبر 16، 2009

" عالم عيال عيال " 3

مقدمة ليست للتعاطف




مَن نحن ... عيال ، أطفال ، أي مسمى .......


لا يَهُم ، المهم إننا تصورنا بل تخيلنا ...........


إننا قد نكون هم فى يوم من الماضي أو المستقبل


لهذا وقفنا وتخيلنا ......


تخيلنا إننا .............. " هــــــــــــو "




************************



عجيبة هي أمور الحياة ، تجد انسانا مرحا بسيطا ، وأخر غنيا يشقي ....



أو تجد فقيرا يشقي ، وغنيا مرفها ، المهم إننا نحن العيال نظرنا إلى تلك الدنيا وتعجبنا ، هل يشعر هذا بما يعانيه ذاك ، أو يشعر الثاني بما يعانيه الأول ؟؟؟؟!!!




لا نعرف ولكننا نحن العيال وقفنا وتأملنا وتخيلنا ، تخيلنا إننا هو ، ألا تعرف مَن هو ؟.........



إنه الطفل المسكين الذي يُطلق عليه اسم
" طفل الشارع " .....



فكثير منا لم يتخيل نفسه في مكانه ، وكثير منا لم يرَ هذا الطفل أو الشاب أو الرجل في هذا المكان والبعض يشمئز من مجرد رؤيته ....



بينما البعض الأخر يخاف من التعامل معه البعض يهرب من مجرد رؤيته والأخر يعطف أو يدعو أو يحنو ..



ولكن لا أحد يسأل نفسه اذا كان هو مكانه ماذا سيكون شعوره ؟




اجل ، ألم يتخيل أحد إنه مكان طفل الشارع أو يعيش معه أو لا يوجد مأوى أو مسكن وملبس له ، قد لا يتخيل البعض كيف يعيش طفل الشوارع .....




نظرنا نحن العيال إلى انفسنا وتساءلنا ، كيف يعيشون وما هي حياتهم ؟




وجاءت الإجابة المفزعة والمخيفة فى آن واحد بأن طفل الشارع يعيش فى ما يسمى بـ
" خرابات" ...



اندهشنا ما معنى خرابات ؟




فالخرابة هي مكان مهجور مكفر يخشى الرجال من الولوج إليه دون أن تنيره أضواء كاشفة ..


"إلى هذا الحد نظرنا إلي أنفسنا واستمعنا إلى باقي الكلام ..."




بل ولا يستطيع رجل واحد أن يدخلة فيجب أن تكون عُصْبَةً حتى لا يحدث لهم أدنى إعتداء من هؤلاء الأطفال ، فهم ليسوا أطفال عاديين بل هم أناس لهم طبيعة خاصة وقوانين خاصة وشريعة وقيم تخصهم لا يعترفون بأي شئ نعترف به نحن ..




نظرنا إلي انفسنا وتساءلنا " كيف يُصبح طفل شارع ؟ " فكانت الإجابة ....




هم أطفال لم يقترفوا أي ذنب فى صغرهم " تلك المرحلة البريئة التي تميزنا نحن العيال " إلا إنهم وجدوا أنفسهم على هذا الحال فى كبرهم مجرد أطفال شوارع لم يرتكبوا ذنب مِن أن تضحي بهم امهاتهم أو اباؤهم ، " اذا لم تكونوا تريدون خلفة الأبناء لماذا انجبتموهم ؟ "



ولكنهم صبحوا وجدوا أنفسهم مجرد عالة على المجتمع وهذا المجتمع هو من وضع تلك المشكلة وهذا المرض النفسي داخل هذا الطفل " لماذا أليسوا مثلهم مثلنا ؟" ....




هز كبير المتحدثين رأسه نفيا وأكمل الحوار ... " لا ادري مِن أين ظهر وأين أتى بتلك الثقافة ؟"



فهذا الطفل مثله مثل أي طفل عادي إلا إنه كَرِه المجتمع لماذا ؟




لأن المجتمع لم يرعاه ، ولم يهتم به ، وأصبح يكره الناس ويكره نظرة الشفقة التي فى عيونهم وأصبح يرى إنه مِن حقه تلك الحياة السعيدة التي حرمه منها المجتمع .




لقد حرمه العالم والناس من أبسط شئ وهو شعوره "بالأمان والحياة" وأصبحت النظرة له كأنه كلب أجرب أو مرض متفشي ... " هل هذا سلوك أناس تقول إنها متحضرة وصاحبة حضارة بل أهذا سلوك أناس تتحدث عن التدين؟ "



هذا من وجهة نظر المجتمع ولكن دعونا نقترب من هؤلاء الأطفال إنهم يعيشون فى خرابات كما قلنا ولهم قوانينهم الخاصة تلك القوانين التي تجعل من الواحد منهم قاتل أو سارق فى سن الرشد وبدلا من كونه كائن نافع يصبح كائن مجرم ولقد تناولت السينما والتليفزيون الموضوع ولكنهم لم يتناولوا الموضوع بشكل كامل.



فتلك الحياة التي تراعي تجارة المخدرات والإدمان والقتل والسرقة والإغتصاب والإطاحة بكل قيم الحياة وحتى الزواج ، ليس بينهم زواج كالذي نعرفه ونشهده بل الأمر أشبه بعصر من العصور الحجرية أو العصور الجاهلية ... " لك أن تتخيل ، مثلما نتخيل نحن العيال " ....



هززنا رؤوسنا ونحن نستمع وتساءلنا " هل هذا حقيقي " ، حسنا وما النتيجة ؟؟؟؟؟؟؟



سؤال فى محله فلقد كانت الإجابة ايضا أبشع من سابقتها ... ينتج عن هذا جيل جديد من أطفال الشوارع وقد كنا لا نستطيع أن نحل مشكلة الأوائل أو الآباء حتى يفاجئنا الأبناء الذين يخرجون بطريقة اسوأ مِن الأولى لأنهم تربوا في بيئةٍ غرست فيهم الكُره ولم يرتشفوه مع الأيام مثل آبائهم بل رضعوه من صدور أمهاتهم ، أليس هذا خطأ كبير ساعدنا نحن بغبائنا فى إنتشاره فبدلا من أن نحاول أن نجد حلولا ، نحاول الهروب من تلك المشكلة بحجة إنهم أعداد كثيرة ولا نستطيع العثور عليهم ولا نوفر لهم الحماية والأمن ... " يا سلام ، فمَن إذن سيحل المشكلة نحن العيال ؟ "



حاول كبير العيال ونحن معه أن نتخيل عسى أن نصل لشئ ... " عذرا فعقولنا ليست كبيرة كعقول أُناس أخرى ........." وهذه مرحلة للتخيل قبل مرحلة الحلول ....




فتخيل أيها المجتمع وانت أيها السيد البالغ الاناقة وملابسك التي تتفوه بأرقى العطور تخيل أن ابنك أو ابنتك أوقريب لك تعزُه معزَّةً عليا ، أو قريب من الدرجة الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة " الأمر ليس فى استاد القاهرة لكرة القدم ، لا داعي للمُزاح أيها الأطفال " .




تخيل هؤلاء الذين يعزون عليك تحولوا إلى أطفال شوارع تخيل هؤلاء وقد أصبحوا سارقين وقاتلين من أجل لقمة العيش أو من أجل تعاطي المخدرات أو من أجل قضاء ليلة جنسية محرمة وليست كتلك الليالي التي يقيمها بعض الناس والله اعلم بهم وتسمى "سهرة حمراء" وتسمى بـ "ليلة المتعة" ( تصدقوا هكذا ممكن يطلقوا علينا عيال عايزة الحرق )..




وتخيل انت يا سيدي الكبير المعروف أن ابنك الوسيم الذي يذهب إلى المدرسة فى باص خاص ولا يأكل إلا أرقى السندوتشات لا يأكل ليوم واحد أو لوجبة واحدة فإنك سوف تهدم الدنيا رأسا على عقب فقط من أجل أن تجد حلا له فتخيل يا سيدي أن هذا الفتى هو ابنك هل كنت ستتركه هكذا أم كنت ستحاول جاهدا أن تنجده وأن تحاول رفع ذلك عن كاهله ...




وليس انت فقط أيها السيد المعروف ، بل كل من يرى أمرا ويريد أن يُغيره ، ألا تعتقد ان هذا الطفل قد يكون فى يوم من الأيام ابنك ، ألن ترأف بحاله ، ألن تحاول أن تنجده ؟




بعد أن انتهينا من التخيل وهززنا رؤوسنا وعدنا إلى أرض الواقع ، من عالم أطفال الشوارع إلى عالم العيال ، نظرنا إلي انفسنا ، يا الله هل هكذا أطفال الشوارع ، حسنا فلنقل إننا فى مكانهم هل كنا لنلبس هذا الملبس ونأكل هذا الأكل ونسكن فى تلك المنازل ، الحمد لله على ما نحن فيه ، ولأطفال الشوارع حياتهم ... مَن يولد منهم يولد ومَن لا يولد لا يولد ، و......
.



لنا حلولا فى عالم أطفال الشوارع ولكن ليس الآن بل حينما يتخيل كل واحد مِنا حلا .....أليس كذلك أيها الناظرين لكلام العيال ؟





I.M.S.A
M.S.M.O

هناك تعليقان (2):

  1. :(

    الناس المقتدرة كتيرة والفلوس أكتر
    بس العقول غائبه

    إحنا فعلا لو كل واحد وضع نفسه
    أو حد يقربله مكان واحد من أطفال الشوارع
    ويتخيل كمية المعاناة والإهانه

    لكنا جميعا تبرعنا وإشتركنا جميعا في حل هذة الأزمه
    وياريت يهتموا بخروج الزكاة ف كتير ناس متهاونه
    ربنا يهدينا

    بجد جزاك الله كل خير
    ^_^

    ردحذف
  2. جزاكِ الله خيرا عنا يا غادة
    الحقيقة إن المقتدرين لا يقدرون على مساعدة أحد سوى أنفسهم
    والدعاية العامة لهذا ..
    //
    اتمنى أن تقوم المبادرات الجدية من أجل الحفاظ على هؤلاء الأطفال من الضياع ..
    //
    تحياتي لكِ

    ردحذف

خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات