الأحد، مارس 07، 2010

فوازير رمضان ولكن بطعم أخر ... الفزورة السادسة والعشرون ..

"مصنع صناعة النجوم "

تكثر البرامج التي تدعو إلى صناعة نجم من النجوم وترى حالة من حياة هؤلاء النجوم الشباب ، نجوم المستقبل المرتقب داخل تلك المصانع ..

فتجد هذ النجم يتمسكن ويدعو الله أن ينجح وهو غلبان ومسكين " ممكن بعد خمس دقائق تشحذ عليه "

وبعد هذا البرنامج وحينما يكون نجما وأكثر شهرة يصبح مفتري ومن الأخر لا يترك ذنب لا يقدم عليه أو لا تجد ذنبا إلا ويكون هذا الأخ أو النجم قد عمله ..

هذه البرامج هي المشكلة ، فالمشكلة ليست فى هذا النجم أو ذاك بل فى تلك البرامج التي تراها منتشرة وقوية وتنقل لك النجوم وصناعتهم تحت شعار :

" البلاد العربية لا تزال ولادة ونستطيع أن نخرج نجوم جديدة "

( حيث أن البلاد العربية ولادة – ليست ولادة حبيبة ابن زيدون – اتذكر أن هناك برنامج كان هدفه إظهار من يخلف الأسطورة الراحلة عبد الحليم حافظ ويؤكد على ميلاد العندليب ولم يخرج هذا البرنامج سوى عدة أشخاص حاولوا أن يكونوا خلفاءا للعندليب ولكن للأسف فى الشكل فقط )

المهم تلك البرامج التي تسعى وبكل همة وجهد لإنتاج جيلا جديدا من النجوم داخل مصانع إنتاج النجوم – تشعر إنك تتحدث عن مصنع من مصانع الحديد والصلب – نسمع دائما وابدا عن تلك البرامج والملايين التي تنفقها وما إلى غير ذلك ولم نسمع حتى الآن عن مصنع واحد مثلا لإنتاج حافظي القرآن الكريم !!!

( لا تجد تلك البرامج على أساس أن كل انسان له حق فى قراءة القرآن وكل إنسان مسئول من رقبته عن هذا ولكنه ليس مسئولا عن هدم جيل جديد من المطربين الأفذاذ الذين يكونوا قدوة هذا المجتمع )

بل إننا لم نسمع مثلا عن برنامج لإعداد قادة المستقبل ، هؤلاء الشباب الذين مِن الممكن أن يحملوا لواء هذا المجتمع فى يوم ما وليس بطريقة نجوم الشباب فى تسقيط البناطيل وفتح القمصان لمنتصفها { لا أدري لماذا لا يخلعوها أفضل أو عدم إرتدائها أنسب } ، جيل من القادة قادرا على النظر ببُعد لهذا البلد وهذه الأمة – على إعتبار كوننا جميعا دولة واحدة – وسلم لي على برامج النجوم ..

دائما مصنع صناعة النجوم من " بتار أفندي " ، و " بتار فيكر " ، و " مَن سيكون أبو الديب " وغيرها من تلك البرامج التي تصنع النجوم ، تجد فى أي برنامج من هؤلاء مجموعة من الجنسين وتجد الضحك والهزار والمرح والتناغم بينهم كأنهم تربوا مع بعضهم البعض فى حوش الحاج عويس ( أكيد لسة فيه حاج اسمه عويس ) وليسوا متقابلين منذ يومين أو أكثر ويمكن أقل ويشعروك أن هذا الطبيعي !!!

( ممكن تدعي ربنا إنك تبقى نجم وتهرب لبرنامج من هؤلاء هروبا من العفريت الذي فى المنزل أو تتحسر على نفسك يوما ما على إلقائك نفسك فى التهلكة أو السجن الأبدي أو احم احم ما يسمى بالزواج )

{ فى برنامج ستار أفندي تجد مجموعة من الشباب لا يزالوا داخلين لتلك الأكاديمية العريقة وتجدهم يعيشون مع بعضهم البعض بكل يسر وسهولة وراحة كأنهم ولدوا مع بعضهم البعض ويعرض لك حياتهم داخل الأكاديمية بكل تفاصيلها كأن هذا الأمر يجب ولابد عليك وكأنه أمرا مهما ، ولا تدري لماذا يجب عليك هذا ورؤية مثل هؤلاء وكيف رضوا على أنفسهم أن يتم إقتحام خصوصياتهم بتلك الطريقة }

وفى تلك البرامج تجد ملايين تصرف وحياة جديدة تتواجد لنجوم جداد ، تجد الفرد حين يُهزم الباقي يبكي عليه بكاءا حارا ونعم شعور المحبة والأخوية – على أساس إنه لو فاز مَن يبكي لن يخسر – وفن التضحية بين الأخوة والأحباب لازم كلنا نضحي عشان برعي يعيش أحم برعي يكون نجم معروف ..

تجد أنت أرقاما موضوعة وأناس من مختلف البلدان تتصل للتصويت لنجم من النجوم ويجب أن يفوز ومن الممكن أن تتحول المعركة لشجار بين بلدين بسبب هذا النجم وحين يفوز وهو يسير فى الشارع لا يعرف أحدا – الرجل معذور هيفتكر مين ولا مين هو كان افتكر ربنا فى الأول قبل ما يدخل برامج مثل تلك –

( فى برنامج بتار أفندي الموسم الأول كان التنافس بين طعمية والشطة وكانت الإتصالات مثلما يقولوا على أذنه حتى كنت لتشعر إن حرب الإتصالات ستقوم بين الشعبين وحين انتصر طعمية فى مسابقة البطاطس أقصد المنافسة فى بتار أكاديمي وحين وصوله إلى مصر كان بإنتظاره أكثر من نصف شباب البلد وكأن أحد من الأشراف واصلا )

حسنا يا جماعة تلك البرامج أساسا ما فائدتها حين تظهر نجم جديد أو لا تظهر ثم ما الفائدة لا اعتقد أن أيا من النجوم الجداد لا يستحق أن يكون نجما ، فلا أعتقد مثلا برنامج كبرنامج مَن سيكون أبو الديب الذي أثبت تقريبا أن الدم الثقيل هو دائما الفائز والتصنع الدائم هو المنتشر ، تجد أن مَن كان يؤدي دور الديب يحاول بكافة الطرق أن تكون كل حركاته مثل العندليب ولكن كالعادة لم يلتفت أحد طالما الإتصالات تتوالى على تلك البرامج ..

بتار أفندي طوال مواسمه لم يأتي موسم ويفشل فيه مطلقا بل كل موسم تزيد فيه نسبة المشاهدة وتزيد فيه الإتصالات على أساس إن العرب فى إزدياد ومع كل موسم إتصالات تزيد وفى المستقبل ستجد الكل يشترك

لننظر مثلا لهؤلاء النجوم الذين تم إنتاجهم من تلك البرامج لا يصلحوا فى دور المطرب أو الممثل أو حتى المؤدي ولكن كالعادة إنه مصنع صناعة النجوم

وكل نجم يجب أن يخرج للوجود ويثبت أن الحياة ستستمر والولادة لن تتوقف عن إنتاج جيل جديد من النجوم ..

كل هذا يجعلني اقف لأتساءل :

تلك البرامج تزداد إنتشارا لماذا ؟

أحاول أن أضع عدة إجابات تحمل إلى جوارها التعليقات ..

1- تلك البرامج تسعى لنشر جيل فنانا حقيقيا ..

سواء أكانت أصواتهم التي تكون مثل الجاعورة التي مثل الفل ، كما إن تمثيلهم الذي يكون أحلى حاجة فيه إظهار كيف تظهر ما تخفي وتبين اللحم الرخيص ..

كما أن تلك البرامج لا يهمها إنتاج جيلا جديدا بأي حال من الأحوال ، ولا يهمها إنتاج جيل من النجوم بأي طريقة ولكن المهم لديهم هو المال وكيفية الحصول عليه بكافة الطرق والأهم هو تقويض تلك الأمة ..

2- هؤلاء النجوم يجب أن نقف إلى جوارهم من أجل نشأة جيل جديد ..

لطالما عانينا من الجيل القديم أمثال بدوي وبلسم وتلبيسا وفيحاء وبَجرم والذين لا يزال شبابنا يعاني منهم ومن وجودهم وسطنا ويؤكدون أنهم نجوما لا يعرفون شيئا عن هؤلاء الذين أفسدوهم وتذكر تسقيط البناطيل والأساور والسلاسل وفتح القمصان وشعر الصدر حسين

ومع الجيل الجديد سنعاني ونظل نعاني ..

3- سكوت الجهات المسئولة والإعلام عن تلك الأمور وسببه ..

يجب أن تصمت تلك الجهات والإعلام عن ذلك طالما هناك غلة كثيرة من النقود والأموال ، وحصيلة من الإتصالات وأهم شئ غياب الوعي العقلي عن هذا الشعب حتى لا يسأل عن غير تلك الأمور فيجب أن يسأل مَن سيفوز برعي أم لمعي ؟

4- انتشرت بيننا الرقص والمغنى ..

بيسو الرابح طوال الطريق سيأتي هنا ويخسر فى مجال تفوقه إنه المجال الوحيد الذي لا يباريه فيه أحد طالما قَبِلَ ان يدخل مثل هذا المجال والنظر لتلك الأمور من هذا المنظور والذي يؤكد أن تلك البرامج وما تقوم به هو فن وهذا الجيل جيلا من الفنانين

اتذكر مطرب كان يقول " دا فى وش تاني انا مخبيه وخليته لبكرة "

خلاص يا عم انت تثبت إنك بوجهين !!

5- طبيعي غياب الدين عامل أساسي ولكن ليس فقط عن صاحبي البرامج والمشتركين فيها ولكن أيضا عن المتصلين بها ..

عن نقود هؤلاء المتصلين يخرج أمثال هؤلاء النجوم فمثلا فى أول موسم لأي برنامج لم يحصل على الإقبال الفظيع والاتصالات الكبيرة والكثير من كافة أركان العالم العربي لم تكن لتنجح وتستمر لموسم واثنين وثلاثة ..

والغياب الديني طبيعي فتلك البرامج لا يهمها إلا إظهار جسد ، إفشاء رزيلة ، تقويض قيم ، وأيضا هؤلاء المشتركين الذين يبحثوا عن الفحشاء وليس عن أمر جديْ ..

6- إنهيار مفهوم النجومية لتلك البرامج ..

النجومية بالنسبة لهم هي تعرية جسد وتنهيق صوت وهندسة الصوت لا تزال تعمل لديهم بنتهى البراعة والدليل عدم تطويل نفس الصوت لمثل هؤلاء فحليم كان يغني لمدة طويلة أم كلثوم لساعة أو أثنين بينما جيل النجوم الجداد يغنون لمدة دقائق عن طريق مهندسي الصوت والدي جي ..

بينما التمثيل منذ الأزل وهو نظام لا يؤدي لجديد ، فالبرامج لا تفيد فى إنتاج جيل من الممثلين ...

7- كل ما سبق مع محاولة إيجاد إجابة وإن وجدتم أخبرونا ..

I.M.S.A

M.S.M.O


هناك تعليقان (2):

  1. مش هتلاقى اجابة ، لان ببساطة الاجابة فينا احنا المرة دى ، فى الناس اللى بتتصل بال3 ساعات عشان "ابن بلدها " يكسب ، على اساس انه هيرفع علم مصر فوق سينا من تانى مثلا ، اكيد المسؤلين عن البرامج دى هدفهم الربح ثم الربح ثم الربح من هنا للمدونة اللى جنبكو ، ولما يلاقو الناس بتتصل وتشحن بمبلغ وقدره كل يوم عشان "طعمية " يكسب ، يبقى اكيد لازم يستغلوا الناس دى احسن استغلال ، حد يلاقى فلوس من الهوا ويرفضها يعنى ؟ دا حتى يبقى حرام !
    البرامج دى سياستها زى الكليبات العجيبة اللى بنشوفها ، لما تلاقى اقبال من فئة معينة اكيد هتزيد وتنتشر وتتوغل !
    وطبعا الشباب الهايف مفيش اكتر منه ، يعنى لو عدد المشتركين مفتوح كنا هنشوف مئات من امثال طعمية دا طول اليوم بتستظرف وتهزر وكله على حساب فاتورة التليفون اخر الشهر !.. فى نفس الوقت لو فيه نجوم بجد وفن حقيقى منتشر وياخد مكانه وفرصته الناس دى مش هتلاقى مكان ولو فى قناة محلية حتى
    شكرا على الفزورة :)

    ردحذف
  2. بلاك بيرل
    منورة المدونة
    وحمد لله على السلامة من الغياب الذي كنتي فيه ..
    معك حق في رأيك عن الفزورة
    تسلمي وانتظري باقي الفوازير .

    ردحذف

خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات