إنه الأستاذ ...
محمد محمود صبحي مواليد عام 1948 م ، الأستاذ محمد صبحي ذلك الذي يثبت كل يوم مدى ثقافته ومدى قوته المعلوماتية وفهمه العالي في أمور الحياة والسياسة ، لطالما جلست استمع لمسرحياته التي تعرض إما على التلفاز وإما على شاشة كمبيوتري أو كمبيوتر صديق عمري محمد ...
إنه الأستاذ ذلك الذي امتعنا كلنا بأعماله الدرامية والسينمائية وخصوصا الأعمال المسرحية – الأعمال المسرحية منتهى منتهى الذكاء منه – فلأستاذ قدم لنا أعمالاً مسرحية رائعة اسعدتنا وأيضا كانت تحمل أكثر من فكرة وتصل لك بأكثر من مضمون ..
دعوني أصطحبكم في مجمل الأعمال المسرحية للأستاذ العبقري صبحي ولتروا كيف قدم من داخل أعماله الكثير والكثير من الأفكار..
في عام 1975 م قدم لنا الأستاذ صبحي مسرحية " انتهى الدرس يا غبي " ، وتلك المسرحية على الرغم من كثرة مشاهد الضحك والتفكير التي بها وبُعد نظر الأستاذ صبحي ولينين الرملي فهي تتفق وبشدة مع الوضع الراهن حاليا ..
انتهى الدرس يا غبي فانت حين تتخرج من التدريس في المدارس والجامعات للحياة العملية يقولون لك انتهى الدرس عليك الآن أن تنسى كل ما درسته وكل ما تعلمته ( فهو لن يفيدك فانت لا تدرس مناهج سليمة من الأساس ) وتلقيه خلف ظهرك لأنك ستعمل بأسس ومناهج جديدة وبهذا ينطبق عليك بكل جدارة بعد أكثر من 15 عاما دراسة أن يقولوا لك حين تتخرج أيها الـ... " انتهى الدرس يا غبي " ..
عام 1979 م قدم لنا الأستاذ صبحي " الجوكر " ومشاهد الضحك في الجوكر والمجهود الجبار الذي قام به الأستاذ صبحي في استخدام الأقنعة والتخفي ورائها وعم أيوب ، والشخصيات الأربعة إلا أن الجوكر لها اتجاه فكري رائع وينطبق حاليا على الوضع الراهن فالحكومة ترتدي كل يوم قناعا جديدة وتلعب الألاعيب من وراء الأقنعة ليس في استرداد مال الأيتام كما فعل الأستاذ صبحي بل في استنزاف مال هذا الشعب المسكين ، ورؤية الجوكر في كون الرابح هو جميع الأطراف ولكن في الوقت الراهن الرابح الوحيد هو مَن يجيد إرتداء الأقنعة ..
1982 م قدم لنا الأستاذ صبحي " انت حر " وهي مسرحية فكرية من المقام الأول وكوميدية في نفس الوقت ولكن هذه المسرحية تثبت مدى عبقرية الأداء وفكرتها وما أوصله الأستاذ صبحي وينبطق أيضا حاليا على الوقت الراهن ألا وهو : هذا الشعب ليس حرا بل مقيدا ، ليس حرا بل مستعبد من قبل السادة فإن كنت تعتفد نفسك حرا مثل عبده السخن فستكتشف نفسك في النهاية وهو يموت إنه ليس إلا ذلك الاسم الذي كان يطلق عليه ... " عبدا " .
1985 م من أفضل مسرحيات الأستاذ صبحي وهي مسرحية " الهمجي " وعن طريق آدم عبد ربه آدم قدم لنا الأستاذ صبحي بُعد رائع متميز ألا وهو ضعف الإنسان أمام غرائزه وشهواته وحبه للدنيا وهذا بمنتهى الإنطباق ما نعانيه الآن منتهى البحث عن الشهوة والمال والغرائز والإبتعاد دائما عن روح الإنسانية فنعيش تماما مثل الهمج كشعب وحكومات ، فالمال أصبح لغة العصر والجنس أصبح منهج بحث ، والكذب والخداع أصبح السلاح ، والخيانة أصبحت سمة ، فنحن في عصر الهمج ..
وفي عام مقارب قدم الأستاذ صبحي مسرحية " البغبغان " وتلك المسرحية تحمل من الطابع الفكاهي والفكري ما يميز طريقة تقديم محمد صبحي على المسرح وبعد متابعة تلك المسرحية ترى بالفعل ما يحدث في الإنتخابات وما يتم ترديده فيها ، كل مَن يدخل مجرد بغبغان لبرنامجه دون تنفيذه وليسوا مثل حلامبوحة الذي كان هدفه الضحك على جلال الشرقاوي ، وبعد ذلك أحبه واخلص له ، على العكس تماما فحلامبوحات هذا الزمن يبحثون دائما عن ترديد العبارات والوعود الكاذبة ولا تستطيع أن تخلص لهذا الشعب بمقدار سنتميتر واحدا طالما لا توجد منفعة من هذا الشعب سوى ذلك الكرسي الحصين ..
عام 1988 م قُدمت لنا مسرحية " تخاريف " والمسرحية قدمت عدة شخصيات جسدها الأستاذ صبحي بجدارة من : بطل مصر ، للفتاة المسترجلة ، للمليونير الشحاذ ، لدون جوان عصره ، للرئيس الديكتاتوري ، وكان الأستاذ صبحي متميز في هذا المجال وبالفعل في مسرحية تخاريف على الرغم من كونها خرافات أرادها هؤلاء الناس دون كد أو تعب أو جهد إلا إنها تنطبق الآن علينا فنحن نعاني من موضة بناء الأجسام والبديهات الضيقة بالنسبة لعدد من الشباب ، والدون جوان الذي يضع الجيل كريم على شعره بكميات تكفي صالونا من الحلاقة ، والبنت التي تقوم بكل ما يقوم به الولد ولم تعد تخجل أو تعيش بحياء ، والمليونير الذي كان شحاذا وأصبح مليونيرا " شبع من بعد جوع " وما يترتب عليه من وضعه لعدة ملايين من الجنيهات في البنك ويحتكر السوق التجارية داخل البلاد ، والرؤساء الديكتاتورية التي تستمتع بالسيطرة على شعوبها .
1989 م أفضل مسرحيات الأستاذ على الإطلاق " وجهة نظر " والدنيا وجهة نظر وعرفة الشواف وضح لنا كيف تتم السرقة والنهب مثلما يحدث الآن فتتم سرقة الشعوب ونهبها وسرقتها لأنها وجهة نظر وهذا ما نعيشه أين أموال كذا ، وإيراد كذا ، ومصارف كذا ، وصندوق كذا ، فتتم سرقة هذا الشعب الأعمى بمنتهى السهولة واليسر
فقال الأستاذ صبحي عبارة رائعة " أعمى ، أه ، لكن مش عبيط " ،
وللأسف الشعوب ليست عمياء بل ...
بـلـهـاء .
1998 م قدم لنا الأستاذ مسرحية " ماما أمريكا " وبيَّن ووضح ماذا تعني ماما أمريكا ، فماما أمريكا وعن طريق " عايش شحاته " وضح لنا كيف تتم معاملة الشعوب العربية فإن كنت تحت ظلها وتحت موافقتها فانت في الدرجة الرابعة من المعاملات ولا تحلم بدرجة أعلى ، فإسرائيل في الدرجة " الأولى " ، والشعب الأمريكي في " الثانية " ، ودول أوروبا وحلف شمال الأطلسي في " الثالثة " ، ومَن ينضم للجناح في الدرجة " الرابعة " ، ومن تغضب عليه ماما أمريكا يكون مصيره تلك الصفة التي تستحق تدميره " إرهابي " ..
مع ذلك قدم الأستاذ صبحي " كارمن ، لعبة الست ، زيارة السيد العجوز ، هاملت ، روميو وجوليت ، أدويب ملكا ، علي بك مظهر ، وغيرها من المسرحيات وإن كان وقعت من إحدى روائع الأستاذ فهذا عيب مني ، فشكرا كثيرا استاذ صبحي على ما قدمته لنا من خلال مسرحك ومن خلال حياتك ، ومن خلال أفكارك ولا نزال ننتظر منك كل ما هو جديد ..
أستاذنا " صبحي " يشرفني إني شاهدت لك مشاهد مسرحياتك في يوم من الأيام كما إني أتمنى فقط أن اصافحك يدا بيد ..
فقليلا ما تجد أستاذا في مجاله ، وعبقريا في زمانه ، ومثقفا واعيا مدركا لما قد يحدث في المستقبل ..
أستاذي لك كل شكر وتقدير وإحترام ..
I.M.S.A
M.S.M.O
الفنان محمد صبحى عقل محترم و هو من القله التى يحترمها الناس حتى لو اختلفوا معه فى الرأى فيكفى انه لم يكن يوما بوقا لنظام فاسد و مستبد حاكم و لهذا تم منعه اول أمس من حضور ندوة فى قصر ثقافة الاسماعيليه بعد ان وصل بالفعل للقاعة و احتشد المئات من المواطنين خارجها
ردحذففعلا انه الاستاذ
ردحذفبجد بوست رائع جدا عن فنان محبوب جدا وناجح وله رؤية .
تعرف بحاول من مدة اعرف طريقة اتصال به عشان عاوزة اكتبلة بس معرفش اوصل لمعلومة اكيدة لو تعرف اكتبلنا ايميلة مثلا.
كمان لو قدرت تكتب عن مدينة سنبل للفنون سمعت انها موجودة فعلا ولو قدرت تصورها يبقى بجد مجهود كبير جدا لفنان يستحق .
هو لآسف مفيش صفحة الكترونية أو أي ايميل لفنان عبقري زي محمد صبحي
ردحذفهو كل اللي لقيته أرقام مدينة سنبل علي جروب لعشاق هذا الفنان المحترم
http://www.facebook.com/group.php?gid=244491389862&ref=search&sid=620028985.326816767..1&v=info
هو فعلا من أكتر الناس اللى بحترمهم وعمره ما عمل مسرحية أو فيلم أو مسلسل إلا وكان بيناقش قضية مهمة ورغم خفة دمه لكن دايما أعماله هادفة
ردحذفأسلوبك رائع فى التحليل كالعادة
سلمت يداك
مفيش لقب غير اللى انت قلته .. فعلا استااااااااااااذ
ردحذفشكرا على المقال الجميل عن فنان رائع :)
تعليقى على القراءة الاولى
ردحذفاحسنت فعلا
انه حقا الاستاذ
ففى اعماله تستمع وتشاهد فن محترم وذاقيمة
وبعيدا عن الاسفاف والابتذال
اما تعليقى بعد قرائتى التانية:
ردحذفالرسالة وصلتنى
وارجو ان تكون وصلت للجميع