السبت، يناير 02، 2010

فوازير رمضان ولكن بطعم أخر .. الفزورة السادسة عشر ..

" ادفع من تحت لتحت "

"هتدفع يعني هتدفع وإلا مصلحتك لن تقضى "

أحسن عبارة تُقال فى المصالح الحكومية – على أساس أنه لا يزال هناك مصالح – أو فى أي منطقة تحمل خدمات للمواطن العادي صاحب الدخل المتوسط ..

( لم يعد يُرى المواطن العادي أو صاحب الدخل المتوسط ، يا إما فى طابور العيش أو فى طابور الدفع فى السنترال أو فى أماكن الخدمات ) ..

المشكلة أن الموظف الحكومي الذي يجلس على ذلك الكرسي أمام مكتبه لم يعد مثل ذلك الموظف الذي يظهر فى ستينات وسبعينات وحتى تسعينات القرن الماضي بل على العكس تماما رجلا أنيقا يكلمك ويخبرك بالذوق إنك هتدفع هتدفع ..

( قولي هتعمل أيه ما مصلحتك لازم تنقضي ، ولا انت هتفضل رايح جاي حتى تنقضي مصلحتك ، وقابلني لازم تدفع ) ..

المشكلة أن هذا الموظف يخدم نظير مرتبه – كل مرة يخبرك هو احنا بناخد أيه ملاليم فتافيت ما تغني ولا تسد جوع اللي فى البيت طيب والمواطن العادي ذنبه ايه – ولكن الموظف المحترم يخدمني نظير أمرا أخرا هو الإكرامية – إنها رشوة مهما أعطينا لها من مسميات – وكالعادة مثلما تجد ذلك المواطن المسكين واقفا فى طابور العيش تجده واقفا فى الطابور منتظرا أن يحن قلب الموظف عليه ويعطيه حقه ..

( المصالح الحكومية وموظفيها يأخذون رواتبهم من جيب هذا المواطن العادي بما يدفعه من ضرائب وأمور أخرى ، من الأخر المواطن العادي هو مَن يأكله )

تجد يا عيني هذا المواطن واقفا فى الصف والطابور ليجد شخصا أخر مخترقا الصفوف وبمبلغ معين بين أوراقه وبعضها ويعطيه لهذا الموظف وتجد عمله قد أنجز واخد مكان المواطن فى الصف دون أدنى عناء يذكر ..

[ تخيل وانت واقف فى صف يأتي أخر يضع نظارة داكنة بعشرة جنيهات ويخترق الصف ويقف أمامك وينهي أموره واذكر إنك ممكن تعاني من هذا الأمر حتى فى حجز تذكرة القطار أو الأتوبيس من مكان لأخر ، كل ما عليك هو أن تجرب إن لم تكن جربت فعلا ]

ولقد حدثت مواقف كثيرة أذكر منها حين جاء أحد أصدقائي عن موقف حدث له ، حين ظل يوما كاملا لكي ينهي أوراقا لأخته الصغيرة فى التقدم للدراسة وظل طوال اليوم يحاول ينهي الأمر إلا أنه لم يوفق فى هذا ..

بعدها وفى ثاني يوم دخل إلى نفس الرجل واعطاه مبلغا من المال لكي ينهي عمله ، وبالفعل انهى له أوراقه فى لمح البصر وكان يقول له سينتهي الأمر بعد أسبوع على الأقل وانتقص الأسبوع فى ساعة أو ساعتين على الأكثر ..

( اذهب إلى مجمع التحرير ولتنظر كم من الناس تريد إنهاء ما لها من مصالح ولا تجد حلولا ..

اذهب إلى السجل المدني وستجد أمورا تخزي من طريقة التعامل مع فرد والأخر ..

اذهب إلى الشهر العقاري ولترى كيفية التعامل وكيف تدفع لكي تنجز عملك ..

اذهب إلى مكان يحمل على عاتقه خدمة المواطن المصري وستجد تلك الأمور ..

بل لا ترهق نفسك انظر إلى تكدسات الناس فى أي من الأماكن التي تخدم لا بل تحصل على أموالها من جيب هذا المواطن .. وقتها ستعرف معنى هذا الكلام )

كل تلك الأمور تجعلني اقف لأسأل نفسي سؤالا :

لماذا يفعل مثل ؤلاء الموظفين هذا الأمر ؟

أحاول أن أضع إجابة مع تعليقات ..

1- يرى الموظف إن هذا من حقه طالما لا ياخذ ملايين مثلما يأخذ الكبار ..

ما اعرفه إنه إن قبض عليه متلبسا بالرشوة سواء كان هو أو غيره من المغضوب عليهم سيأخذ نفس العقاب – نسيت أمثال هؤلاء حين يقبض عليهم لا يأخذون نفس العقوبة للموظف العادي اعذروني إنها ضعف الذاكرة – ولكن هل الحساب فى الآخرة أيضا يختلف امممم لا اعتقد فميزانه سبحانه وتعالى عادل وعقابه شديد ..

2- يعتقد البعض إنها ليست رشوة بل هي إكرامية ..

عذرا ما الفرق بين الوفاة وقضى نحبه ؟

كلاهما يعني الموت المحتم للشخص وخروج الروح من الجسد ، هو بالمثل الفرق بين الرشوة والإكرامية فاختلفت المسميات والموت واحد ..

ولكننا دائما نحب أن نخرج ألفاظا جديدة ففى بلادنا دائما تجد التجديد ولكن فى المصطلحات التي تخالف الدين ... أو أي دين سماوي وأخلاق نسير بها ..

3- يخشى الموظف من رئيسه إن لم يتواطء معه ...

يتواطئ الموظف مع رئيسه فلا تقنعني إنه يأخذ تلك النقود من كل هؤلاء ولا يشارك رئيسه وإلا كان أمثال هؤلاء هم أغنياء البلد ولا استبعد أن اجد احد الأغنياء فى المستقبل كان موظفا فى القطاع الحكومي ....

4- الموظف على حق وانا مَن يفهم خطأ ..

لماذا نظلم أمثال هؤلاء السادة الظراف الذين يتحدثون عن الإكرامية ونعطي لهم لقب الرشوة والمرتشين فمَن يقول هذا ينتمي لطبقة المتخلفين ( من وجهة نظرهم ) ولكن هل نقول هذا كما يرددون بإننا مغتاظون منهم ومن تقدمهم ..

5- الجميع بدأ يحلل ويفتي على كيفه ..

الجميع حلل وحرم على كيفه من الكبار هتقف على الصغار وأظن الجميع يعلم مَن ولكن ما يُضحك فعلا ويثير الضحك والسخرية هو هذا السؤال والإجابة عليه :

حدد وجه الشبه بين مَن يحلل ويفتي على كيفه وبين الحاخامات وبني إسرائيل ؟؟

بل والأدهى ليأتي اليوم الذي يخبرك فيه وتجد أن يخرج أحد ليقول لك

حرموا بقى اللي حللوا ربنا ..

ولا هو عارف حاجة ولا احنا عارفين هترسى على ماذا ؟

وسلم لي على الدفع من تحت لتحت ..

6- ينظر هؤلاء لإنجاز العمل فيجب أن يدفع لكي يستحق إنجازه ..

بالتأكيد يعني الرجل ترك بيته وأولاده وجلس يتعكنن بوجه حضرتك بعد عكننة المدام عليه هكذا لوجه الله تعالى دون أن تدفع أو حتى تراه كيفما يحلو له ..

وبعدين هي ناقصة مش كمان تحمد ربنا إنه هيقعد يكتب ويخدم ..

7- كل ما سبق مع محاولة البحث عن أجوبة وإن وجدتم لا تنسوا أن تخبرونا ..



كُتبت الفزورة فى

12 / 9 / 2009 م


I.M.S.A

M.S.M.O



0 اتجننوا معانا:

:)) ;)) ;;) :D ;) :p :(( :) :( :X =(( :-o :-/ :-* :| 8-} :)] ~x( :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق

خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات