فوازير رمضان ولكن بطعم أخر ... الفزورة الثامنة عشر ...

" العنب ...

البلح ..

البرتقال ...

السمك ..

وحتى الخيار .."

الحمد لله أصبح لهم أغاني تسمى بأسمائهم " على أساس إننا فى سوق العبور " ، وتلك الأغاني تسمى أغاني شعبية ، وإن كنت مِن أصحاب الحظ الوفير وربنا كرمك كنت سمعت موال الصبر والعِظة الخاص بالعبد والشيطان ...

وإذا كنت من كبار سعداء الحظ الرائع تستمع إلى مواويل الدقيقة الحداد على كل حاجة ،ولكن حتى يكون حظك اوفر عليك أن تضحي بجينها ونصف أو أثنين من الجنيهات وتشد قامتك وتركب المشروع المتوفر وقريبا إن شاء الله سيكون الدائم وهو " التوك توك " – أقر مجمع سائقى التوك توك فى إطلاق المصطلح الدولي عليه نظرا لأنه مشتق من التكتكة والتي تبين السرعة فى الحركة – الذي يتوفر الآن أكثر من سائقيه شخصيا !!

( كل حاجة تنجح فى تلك البلد تجد الجميع وربنا كارمهم يعملون بها ، من المحلات للنت كافيه وأخيرا التوك توك ) ..

المهم لو ربنا كرمك بعم التوك توك وكان سائقه لم يتعاطى شيئا لمدة 16 ساعة – فى 8 ساعات نوم وشرب الشاي والسجائر العادية والبريئة – وهو عامل أحلى دماغ دون أن يتشاجر مع المدام – إن كان متزوجا – ويقوم البرنس يشغل لك أغنية من دول لنجم الأغنية الشعبية " صَفْد المُنَيّر " والنجم بيغني " قال يعني بيعرف يغني " هذا إن كان هذا السائق من أصحاب الذوق الرفيع وبيعرف يسمع أغاني شعبي ..

بينما لو ربنا كرمك مع سائق عمل أحلى دماغ بجد عن طريق سيجارة من إياهم يسمعك أغنية ما تفهم منها حاجة وتلاقيه شغال معاها وبيدن دن تقول مَن يا ترى الذي يغني عدوية وليس مستبعدا أن تشعر أنه العندليب وليس عندليب السبعينات بل عندليب الدقي ..

بينما أفضل كرم مِن الممكن أن تحصل عليه ووقتها تعلم أن ربنا بيحبك حين تتشيك وتتأنق وتذهب إلى فرح شعبي يا سلااااااااااام ستجد أغاني غير معروفة وأناس هات يا رقص ولا مبدعين الرقص فى الشرق الأوسط ولو حتى الأدني ( هو الأدني زي الأوسط ولا أبعد شوية أكيد فى الرجلين ) المهم إنهم يخبروك إن تلك الأغاني هي الأغاني الصح – الخبط والرزع والموسيقى التي لا تعرف إلى أين تذهب هل هذه هي الأغاني الصح – وربنا يجازيك بكل خير حين تقرر أن تسأل أحد الموجودين عن اسم أي اغنية موجودة [ للعلم ستجد مثل هذا الشاب يرقص أفضل من تحية كاريوكا فى شبابها وليس مستبعدا أن تجده أفضل من دوسي ] وتسأله :

لو سمحت " لا تصلح لو سمحت مع مثل هؤلاء "

بقولك أيه يا عم الشباب هو مين اللي بيغني دا ؟؟

تتوقع أن يجبك بسهولة ولكن لن تحصل على مثل تلك الإجابة بل سيخبرك حقيقة لا اعلم ، بجد للدرجة دي ، اه للدرجة دي ..

فتكتشف أن أي واحد قد يقوم ليأخذ المايك ويبدأ فى الغناء وسُجلت الأغنية وتجدها فى كل الأفراح ويشتهر هذا النجم وهذه الأغنية ..

معذرة تم ظُلم النجم الكبير صفد المنير والبرنس شكبولا وغيرهم الكثير من أصحاب الذوق الرفيع فى الغناء ..

وتجد أن أي منهم يدخل فرح ولا اثنين وهو مفلسا ويحصد أحلى نقود يعني ممكن لو ربنا كرمك فى فرح تمسك المايك وتبدأ الغناء وتقول كما قيل فى مسلسل المفتش كورومبو :

" اكمنك قارعة انا حبيتك والحب عذاب ..طلعتي عنيه يخرب بيتك والكوتشي أهو داب ، داب داب داب "

المشكلة إنك تجد أغاني كثيرا على هذا المنوال فما الدافع لإنتشارها وخصوصا تلك المطربات التي تظهرن وتغنين أغاني لا تليق بسيدات أو انسات أو حتى فتيات وتنتشر الأغنية ولا تجد أي معاناة فى الغناء ..

( يصبحك ويمسيك بالخير يا عدوية حين غنى وبين المعاناة فى الأغاني وخصوصا أغنية " السح الدح أمبو " كل هذا ليخبرنا إنه يريد أن يشرب ..)

وائل علاء تقليد الفنانين فى برنامج لخالد ابو النجا .

كل ذلك جعلني قف لأسأل نفسي سؤالا :

لماذا انتشرت مثل هذه الأغاني فى مجتمعنا ؟

أحاول أن اجد عدة حلول مع عدة تعليقات ..

1- حالة من الكبت النفسي والإقتصادي بسبب الضغوط تؤدي إلى انتشار وسماع تلك الأغاني ..

من الطبيعي أن يبدأ كل واحد من هؤلاء بأغنية يلقيها على مسامعنا وتردد تلك الأغنية وفى النهاية تجدها مشهورة ومعروفة ولكن إن أردت أن تجرب حظك وتكون مشهورا توكل واشتغل وراء رقاصة وانت تجني ذهب ..

كان هناك مثلا نقوله لكي تحصل على اموالا بسهولة ويسر ودون إرهاق فتقول :

" توكل واشتغل رقاصة " ولكني لا اعلم إن كان يصلح لتلك الحالة أم لا ..

2- أصبح مثل هؤلاء مشهورين لأنهم يعبرون عما بداخل الشعوب ..

بالتأكيد عبر هؤلاء عن مكنون الشعب إن لم تكن تصدق فلتنظر :

لفئات البائعين فى سوق العبور خرجت أغاني العنب والبلح والبرتقال والسمك وحتى الخيار والقوطة ايضا وقريبا فى الأسواق ستجد القرع والكوسة ..

لفئات الواعظين تجد أغنية العبد والشيطان وما تحمله من عظة وتبين لك كيف ضحك الشيطان على بني البشر ..

لفئات المصدومين والحياة خانتهم لديك الدقيقة الحداد ، وكفي نفسك ..

لفئات كارهي دولة اسرائيل ستجد انا بكره اسرائيل واقولها لو اتسأل ..

" ما كلنا بنكره اسرائيل ويولعوا بجاز "

ولكن حتى كل ذلك ليس سببا فى انتشار الأغاني ..

3- ذكر مثل تلك الأغاني انتشر أكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى يبين تراجع الدين ..

منذ متى ذكر الله منتشر أوقف أحدا واساله ما أذكار الصباح والمساء ستجده متلعثما ويخبرك أ..أ.. مين ويسيبك ويمشي ولكن اوقفه مرة أخرى وأخبره ما أخر ألبومات عمرو ديات الأخيرة سيخبرك مثل التاكسي الجديد أو تاكسي العاصمة ، وهذا يبين لك مدى انهيار القيم الدينية والأخلاقية ..

" فى أحد البرامج لم يكن الموجودين يعلمون أركان الإسلام .."

ولا تخبرني من يذكر الله فمن يتقِ الله يجعل له مخرجا

4- الأغاني هذه على صواب وانا من يفهم خطأ ..

بالتأكيد تلك الأغاني على صواب ألم أشرح لك كيف يعبرون عن غضب هذا الشعب ولكن انا من الجيل المضروب بالنار والذي يبحث دائما عن أي شئ ليخرج كبته ..

لا أجد سوى أغنية أكمنك قرعة ..

5- الشعب يقبل تلك الأغاني لأنه يقبل كل ما يغيب عقله ..

بدأ غياب هذا الشعب بالأغاني وانتهى بالمخدرات أو العكس ولكن من الواضح أن معظم هذا الشعب يحب دائما حالات الغياب العقلي والتي تثبت دائما إننا شعب يسير على كيف كيفه ..

ومن الآخر إننا شعب كييف ..

أليس أكثر الإعلانات نراها عن التكييف ..

6- غياب الوعي الثقافي عن هذا الشعب سببا فى ظهور تلك الأمور ..

بدأت الغيبة العقلية منذا عهود ونحن ننفذها الآن وببراعة منقطعة النظير فنحن لا نحب الثقافة إلا فى ثقافة أخرى ..

7- كل ما سبق مع محاولة البحث عن أجوبة وإن وجدتم أخبرونا ..

كُتبت الفزورة فى

14 / 9 / 2009 م

I.M.S.A

M.S.M.O

Share |