فوازير رمضان ولكن بطعم أخر ... الفزورة العشرون ...

" معمول لك عمل على ظهر جمل .."

" الظاهر كدا ان معمول لك عمل سفلي وهنفكهولك "

تلك العبارات التي أصبحت منتشرة وبشدة فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، فانت مثلا حين تجد فردا على غير حالته الطبيعية أ غير مضبوط أو غير عادي ويتصرف تصرفات تخالف حياته الطبيعية على طول من غير نقاش " انت معمول لك عمل "

أهذا فقط فى التعامل والكلام ابدا انت حين تجد زوج غير عادي مع زوجته أو يعرف عليها امرأة أخرى تجدها ومباشرة " اكيد عاملة له عمل أو ساحرة له "

( حسنا هل فكرتِ من أين الخطأ ؟، ومَن المقصر ومَن صاحب الحظ العاثر ؟، إن كان بعد الزواج أصبح الشئ المتجدد أمامه هي الزوجة الجالسة امام التليفزيون أو فى المطبخ أو .. أو .. وحتى إن كان الخطأ من عنده عليكِ أن تفكري بطريقة سليمة وليس معمول له عمل )

حتى إن أرادت فتاة الزواج من فتى ولم تستطع أن تلفت انتباهه او تجعله يستطيع أن يراها أو .. أو... على طول " اعملي له عمل " ..

( عذرا إذا كنت فى رأسه كان تقدم لكِ مباشرة ماذا سيمنعه ؟، والزواج مقدر من قبل بمعنى لو مكتوب لكِ سيتزوجك غصب عن عين الكبير ) ..

الأم التي تجد ابنها يُعامل زوجته جيدا ويتقي الله تعالى فيها ، على طول من غير مناقشة

" عاملة له عمل "

( يعني هو لازم نكد فى نكد ما ينفعش تبقى المعاملة بالحسنى ولازم شغل الحماوات الفاتنات دا ، ولا لازم يكون صوتهم موصل لآخر الشارع ) ...

{ فى الخطوبة هو يتكلم وهي تسمع ، قبل الزواج هي تتكلم وهو يسمع ، بعد الزواج هما الأثنان يتكلموا وأمة لا إله إلا الله تسمع }

أحمد أدم ... فيما يبدو سرقوا عبده ..

المهم كانت النتيجة لكلمة معمول له عمل ، هو ظهور النجوم المتألقة والمتلألأة فى سماء العالم العربي منهم : عم سيد كبريت بتاع الجن والعفاريت وأعوانه أصبحوا أشهر ناس فى العالم ، وشغلهم أصبح نار والمقابلة بالحجز – على أساس كونهم أفضل الأطباء والمعالجين –

( كيف ونحن نصدق فى تلك الخرافات نكون أناسا متحضرين )

وليس مستبعدا فى يوم من الأيام نجد إعلانا فى أشهر الصحف والمجلات مكتوب فيه :

إلى كل مَن يريد عمل السحر والشعوذة ، يذهب إلى عم ضبوا كتاكيت ، كبير خبراء التعامل مع الجن والعفاريت ..

وهذا طبعا يشمل أعمال قراءة الأبراج والتي أصبحت هذه الأيام علما من علوم الفلك ...

( بما إننا أصبحنا علماء جدا فى الفلك ، وما إلى غير ذلك لماذا لم يسجل دكتور واحد من كلية العلوم قسم الفلك فى موسوعة النجوم ، لا اعتقد إن دكتور الباز حين يستقيل من العمل فى ناسا سيكون منجما فى المستقبل بما إنها كلها فلك )

المشكلة وبجد التي تثير الضحك والسخرية هو تصديق أناس بتلك الظواهر ، حاجة غريبة بجد واحد يقعد يتكلم بحاجات مش مفهومة ويقول كتكوت ، ولا أي اسم او اوحدة تقول فى علم الفلك وما إلى غير ذلك يكون عالم فى تلك الأمور ..

( هل سمعنا يوما عن العهود السليمانية وما حدث لكي يختفي الجن من عالم الأنس ولا يظهروا لهم ولا يتدخلوا بحياتهم ، وخُصص ذلك لبني اسرائيل فأصبحنا ننافسهم فى عالم السحر ، إن تلك الأمور المحرمة علينا دينيا وأخلاقيا وقانونيا لكننا نصر على استخدامها )

لا ندري حين يقول لنا برجك اليوم إنك ستقدم على حل مشاكل حياتك أو أن السيد ضبو كتاكيت قادر على إنهاء مشاكلك ..

" هل استطاع أحد الخلاص من الموت لا اعتقد ، لماذا لا ينفع ضبوا نفسه أو يستطيع قراءة طالعه الذي سيوديبه إلى التهلكة إن شاء الله ؟....

لا والأكثر من ذلك حين تجد أحدهم الذي يقرأ لك الكف والفنجان وناقص كوب الشاي وأعتقد إن أحمد زكي رحمه الله فى فيلم البيضة والحجر كان يقرأ كأس الويسكي

وأعتقد فى المستقبل سيتم قراءة باطن القدم بدلا من الكف ..

كل ذلك جعلني أقف لأسأل نفسي سؤالا :

لماذا انتشرت أمور الجن والشعوذة فى وطننا بهذا الانتشار الفظيع ؟

أحاول أن أضع عدة أجوبة مع بعض التعليقات ..

1- غياب الوعي الديني والمفاهيم الصحيحة لدى الناس ..

طبيعي غياب الدين والأخلاق عامل أساسي فى تلك الأمور فبعد الزار وما إلى غير ذلك أصبح الآن سيد كبريت وضبوا كتاكيت قادرين على فعل امستحيل وقراءة الطالع وتحقيق كل ما يبتغونه ..

2- انتشار الجهل الديني بين الطبقات ...

على الرغم من وجود طبقات متعلمة وإن الجهات المتعلمة أصبحت كبيرة بشكل كبير لكن الجهل الديني أسوا بكثير من الجهل بحروف القراءة والكتابة فالتفريق بين الحلال والحرام نحتاجه بدلا من انتشار تلك الأمور والجاهل ليس جاهل العلم بل جاهل الدين والتاريخ يقول هذا العرب فى الجاهلية لم يكونوا جاهلي علم او أخلاق بل جاهلي دين وتعاليم واضحة وصريحة بدلا من عادات الجاهلية الأولى ..

3- الدعاية والإعلان ساعدت وبشكل مباشر فى ظهور تلك الأمور ..

على الرغم من وجود أفلام كثيرة كالبيضة والحجر والخالة نوسة إلا أن تلك الأمور انتشرت وبكثرة فى عالمنا وعلى الرغم من كون تلك الأفلام أثبتت ضحك هؤلاء الدجالين على العامة من الناس إلا أنها اثبتت كونهم لا يُحاسبون من أجل سياق الفيلم فأحمد زكي رحمه الله خرج فى نهاية الفيلم " البيضة والحجر" وأيضا هنيدي الذي قام بلعب دور الخالة نوسة تزوج البطلة مع ظهور الخالة نوسة فى النهاية " وعندنا فضائية " ..

بينما لعبت الجرائد الصفراء دورا مهما فى ذلك الأمر ، من أخبار زواج فتاة بأحد من عالم الجن أو محرقة لحرق الجن فى الشقة الفلانية والقاتل ملبوس بالجن كل تلك الأخبار المفبركة جعلت الناس تعتقد فى هكذا أمور وتسعى إليها ..

4- سيد كتاكيت وضبوا كبريت أناس بتفهم فى تلك الأمور وانا بجهلي لا اعلم ..

كان هناك مثلا قديما وهو مثل بلدي قليلا " الضحك على الذقون " هذا بالضبط ما يجيدوه وما يفعلوه مع عامة الناس والبسطاء ولكن إن واجهوا أحد المتعلمين أو المدركين يغمرهم العرق ويبدأون فى طلب مغادرة هذا الشخص للمكان ..

كان لي أحد الأصدقاء الذين صادفهم الحظ لمواجهة موقف مماثل وكان الموقف بينه وبين احد هؤلاء ويضحك حين يقول أخذ يعمل ما يُقال عنه تعزيم وفى الأخر لم يحدث شئ ولكن الناس تصدقه فما كان منه إلا أن قام وكشف الموقف ويضحك وهو يقول أن الناس غضبت منه وطردته خارج المكان نظرا لخوفهم من أحدهم المعروف بسيد كبريت ..

و " كتكوووووووووووووت "

5- سكوت الجهات المسئولة والجهات الدينية عن تلك الأمور أدى لانتشارها ..

من المعروف أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ولكن لماذا تسكت الجهات المسئولة عن هذا ولماذا لا تقوم حملات توعية من الأزهر الشريف لبيان زيف تلك الأمور ؟، ولماذا لا يتم القبض على كل هؤلاء الناس وتوضيح زيفهم وخصوصا إنهم مشهورين أي إنهم لن يبحثوا كثيرا ؟ ..

وسلم لي على برامج الأبراج وعلم الفلك وقراءة الطالع وما إلى غير ذلك

" اشتاتا شلتوت يا رب تموت يا اللي فى بالي "

6- بيسو لعب اللعبة صح وباعد بينا وبين الدين بظهور أناس كهؤلاء ..

بيسو أفضل من أجاد اللعبة مع بني البشر فقديما لعب نفس اللعبة مع بني اسرائيل وأصبحوا متمرسين فى تلك اللعبة ثم حرمت علينا ولكن كما نعلم الممنوع مرغوب ولو علقوا فيه الطوب لهذا سعى الكثير لإتقان اللعبة وخصوصا النصب والدجل ، ولكننا برعنا فى أمر أخر هو الإيمان بالسحر والشعوذة ..

7- كل ما سبق ومحاولة البحث عن أجوبة وإن وجدتم أخبرونا ..

كُتبت الفزورة فى

16 / 9 / 2009 م

I.M.S.A

M.S.M.O

Share |