الأربعاء، يناير 20، 2010

حوار مع واحد يهودي ... الحلقة الثانية ..

البُعد الأول : " الـــديــــن " .


الآن انت تريد أن تعرف كيف جعلك دينك تتراجع ؟ ..

نظرت له وانا اشتعل لهفة لمعرفة كيف تم هذا الأمر .. واتساءل كيف استطاع هذا الوغد أن يعرف ديني أكثر مني .. فما كان منه إلا أن قال لي بكل هدوء خبيث كعادة بني جنسه :


حسنا سأخبرك في البداية كان دينك هذا هو العقبة الأولي أمامنا ..

أمامكم هل انتم كُثر أم ماذا ؟؟؟؟؟

دار هذا السؤال بخلدي ولا استطيع أن أجد حلا له بسرعة كبيرة .. فما كان منه إلا أن نظر فى عيني وأخبرني :

أتتساءل عنا ؟

نحن اعداؤك فلتدعني أكمل حتي ترى الإجابة ..

عدوي السابق وحليفي الحالي ، هو يوحنا ...

اكتسب وجهه نظرة مقت رهيبة ، عادت لتختفي خلف هذا القناع الذي يخاطبني به ، ليكمل كلامه :

يوحنا الذي كان أكبر أعدائي فيما مضي وظللنا سنوات وسنوات نتصارع ، كان هذا قبل ظهور اجدادك على الساحة ...

يالله هذا فعلا الواقع ، كم من السنوات تصارع يوحنا وكاهان ، قبل ظهور اجدادي الذين شكلوا الخطر الأكبر عليهما ، لما نحمله من سلامة عقل وعقيدة ، اجل لقد اتحدا حينما ظهرنا نحن و..

اخبرتك ألا تفكر طالما أنت هنا ..

قاطعني الوغد مِن إسترسال أفكاري وتوقفت ..

حسنا سأستمع حتي أصل إلي الحقيقة ..

اخبرتك إني لا افكر فى كلامك بل افكر فى الحياة ..

ضحك كاهان ضحكة ساخرة عالية ، وتمتم من خلال ضحكاته الساخرة :

هل هذا ما يشغل عقلك ؟

هززت رأسي بالإيجاب وانا اكتم رغبتي فى قتله مضحيا بفضولي لمعرفة الحقيقة ، ولكن فضولي انتصر فى النهاية وابقيت عليه حتى اعرف واتعلم ...

حسنا يا كاهان انت إلى الآن لم تخبرني كيف استفدت من ديني لتصل بي لتلك الحالة ؟

نظر لي نظرة ثاقبة وأخبرني بحروف بطيئة قوية :

اتعلم آيات دينك جيدا ؟

ما هذا السؤال المحرج ، يا ترى متى كانت أخر مرة تمعنت فى آيات القرآن الكريم ؟، بل متى كانت اخر مرة قرأت فيها القرآن بخشوع ؟، بل متى كانت اخر مرة امسكت المصحف بين يدي ؟، لا والأكثر متى كانت اخر مرة قرأت القرآن ؟..

السؤال هنا فى حين كنت غائب ، كم مرة امسك هذا الوغد القرآن وعرف تفسيره وأين توجهنا آياته ؟....

اخفيت كل هذا بداخلي وانا اشعر بخجل شديد مما يعتمل في نفسي من اسئلة تكشف مدى انهياري الديني ...

نظر كاهان لي غير عابئا بما افكر فيه واكمل كلامه وكأنني كائن غير موجود ، وكم كان هذا يروق لي ، إنه يعاملني كأني كائن طيفي ، يستمر فى فضح خططه وتاريخه السئ أمامي ...

تكلم كاهان بسخرية مرة اخرى :

اخبرني يا عبد الله هل قرأت تلك الآيات في يوم من الايام

" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " ....

يا الله تلك الأية لم استطع أن افهم ماذا تعبر حتى الآن ؟، لقد كان الأوائل يعلمون وطالما حرصوني منها ولكني وضعتها طي النسيان والتغيير ، بالفعل انا الجاهل ، هذه الأية تعني أنهم أعدائي أبد الدهر مثلهم مثل ابليس الذي وبمرور الزمن أصبحت من أتباعهم وبالتالي أصبحت من أتباعه ، يالهذه الدائرة التي تدور وكيف خرج منها اجدادي ؟، ودخلتها انا بمحض ارادتي !!!!..

حسنا لن أضيع الوقت سأستمع إلى هذا الوغد لكي يكمل كلامه ..

" كاهان ماذا ايضا غير هذا ؟"

نظر لي كاهان ، نظرة غريبة لم ادرِ إن كان كرها ممزوج بالبغض والغضب أم حسدا ممزوج بالغيرة ، أم ماذا ؟ ... أمرا لا اعلم كنهه ولكنه اجاب بنفس طبيعته الخبيثة :

انت تعلم أن دينك كان ومازال كاملا لم يحمل شائبة من الخطأ ، اجل لا يزال أسمى الأديان السماوية التي نزلت ..

أخذ نفسا عميقا ، واكمل :

حاولنا جميعا أن نضعفه بكافة الطرق إلا أن أجدادك تصدوا لنا في بداية الأمر .. وعلى الرغم من جهودي المستمرة انا وحلفائي لم نستطع أن نزحزحه قيد أُنملة ، فما كان من حليفي الأكبر غير أن أشار علينا لتلك الحيلة الكبيرة ..


حيلة كبيرة ، اجل هم لم يقدروا على الدين ، لماذا لا تعمل أيها العقل الذي اصبحت مثل الحذاء ؟، ولم تعد تعمل إلا تابعا ..

قاطعني كاهان ، بهدوء مكملا عبارته غير عابئ بتفكيري :

كانت حيلتنا كما أخبرنا حليفنا الأكبر هو إضعاف البشر أنفسهم ، وبالتالي سيبتعدون عن هذا الدين ونربح المعركة ...أرأيت كيف كان الامر مبدئيا ؟ ...

ايها الوغد ، الحقير ، انت وحلفاؤك ، اتخطط لكل هذا وبالطبع فى بادئ الأمر كان صعبا نظرا لقوة إسلام أجدادي ، وتمسكهم وتماسكهم على عكسي انا الآن ، وما امتاز به من ضعف وخزلان وتفكك .. وتراجع ، وزعزعة ثقة ...

أخذت نبرات السخرية والتشفي تظهر في صوته :

فكرنا فى عدة طرق لإبعادك عن الدين ، حاولنا ونجحنا مع البعض من أخوتك وابناء عمومتك ، ومعك ، وفشلنا مع الآخر ولكن فى أول الأمر كانت النسبة لصالحك ، وكانت خسارتنا بنسبة كبيرة جدا .. إلى أن توصلت انا وبمساعدة حليفي الأكبر إلى الطريقة المُثلى التي أوصلتك لتلك الحالة وايضا من داخل دينك اتعلم كيف ؟ ..


يــــتـــبـع


I.M.S.A

M.S.M.O


هناك تعليقان (2):

  1. نعم ياصديقي أود أن أعرق كيف
    ربما كنا جميعا نعلم في قرارة أنفسنا الكيفية
    ولكن علنا نرجع الى صوابنا اذا قرأنا ذلك في هيئة حوار منسق مرتب يعيد الى عقولنا المشوشة بصيرتها
    شكرا لك يااخي الحلقة الثانية رائعة بالفعل
    أكمل نحن معك

    ردحذف
  2. ووردلد اند مرجبا بمرورك
    منور المدونة
    تسلم
    ان شاء الله تكمل باقي الحوار

    ردحذف

خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات