الخميس، مارس 04، 2010

فيلم أحاسيس أم فيلم غرائز ؟


حينما تمت دعوتي لمشاهدة فيلم " أحاسيس " كنت داخلا لدار العرض أقدم قدما وأؤخر الأخرى ، افكر هل سيقدم هاني جرجس فوزي فيلما قويا أم سيكون مجرد إسفاف جديد بسبب ما يحدث داخل السينمات هذا الأيام ، دخلت وكنت مترددا ومع أحداث الفيلم وأبطاله بدت متأكدا إنه ليس سوى نسخة مبتذلة جديدة وهذا ليس رأي أهاجم به الفيلم بل هو مجرد نقد صريح لكل أجواء هذا العمل الذي يقال عنه سينمائي !!!

مع نظرة لقصة الفيلم الذي أتحفني به هاني جرجس كإخراج ، وباسم السمرة وإدوارد وعلا غانم كتمثيل بينما أضحكني أشرف حسن من رداءة القصة والحوار والأحداث ...

قصة فيلم أحاسيس :

اعتقد إنه كان من باب أولى أن يسمى هذا الفيلم غرائز أساسية وليس غريزة أساسية لشارون ستون على الرغم من كون الأمر تشعر إنه مقتبس منه ، بصفة عامة نعود للقصة ، فتى يحب فتاة ويكتشف إنه مصاب بورم في المخ فيقرر الإبتعاد عنها متحججا بظروف مادية عسى أن تجد هي شريك حياتها ثم يشعر إنه لا يستطيع العيش دونها وهي بالمثل – على الرغم من كونها تزوجت وأنجبت وعاشت مع زوجها سبع سنوات – وفي نهاية الفيلم تنتهي الأحداث بعملية للبطل ويفارق الحياة وهي لا تستطيع نسيانه ... " فيلم قديم مستهلك "

تتخلل القصة الأساسية قصص أخرى تحمل قضايا لم يستطع المخرج أو المؤلف أو الممثلين عرضها سوى بطريقة البورنو وهي قضية الأزواج الذين يريدون أوضاعا شاذة من زوجاتهن ، والزوجات الخائنات لعدم حصولهن على الإحتياج الكامل " البدني " من الزواج ، وهما مشكلتان يعاني منهما مجتعنا ولكن للأسف لم يستطع الفيلم أن يعرض المشكلة أو يحلها أو حتى يجعل المتلقين يفهموا الأمر سوى بطريقة شهوانية بحتة !!!

كما حمل أبطال الفيلم المعنى الكامل للسخرية والمسخرة المطلقة حتى من دخل الفيلم لمشهدين وخرج وبترتيب أبطال الفيلم :

باسم السمرة : في الحقيقة لم يستطع باسم السمرة تجسيد دور المحب صاحب الأحاسيس المرهفة أو حتى تصوير هذا النمط أو الشخص الذي يضحي بنفسه من أجل حبيبته ويتنازع بداخله ذكراها " أفضل له دوره في فيلم الجزيرة فقط " ، ولم يستطع باسم السمرة أن يقنع أحدا في مشهد وفاته آخر الفيلم " اعتقدت إنه نائم لا أكثر ولا أقل " .

علا غانم : أفضل من عرضت جسدها في الفيلم وأيضا جلست طوال الفيلم تتباهى بجسدها والهروب من زوجها أحمد "إدوارد " الذي كان مشتهيها لأبعد حد ( شهوة رجل لأمرأة عاهرة ممكن وليس زوج لزوجته ) ، حتى مشاهد بكائها وضحكها (لم تكن جيدة) بالمرة والذي أجادته هو نياحها على باسم السمرة بعد وفاته ، وطوال الوقت تعيش الحياة الزوجية وهي تفكر في حبيبها السابق وتقول عبارة بمنتهى منتهى الغباء إنها تشعر إنها تخونه وإن الأولاد من إدوارد هم أولاد باسم السمرة ولكن للأسف لم تبرع علا غانم سوى في زيادة الدور وزيادة تعرية جسدها ..

إدوارد : ليس جديدا على إدوارد تمثيل مثل تلك النوعية من الأفلام وخصوصا فيلمه " بحب السيما " والذي أدى دوره بمنتهى القوة في إظهار مدى شهوته سواء لعلا غانم " زوجته في الفيلم " أو لصاحبة المشهدين إيناس النجار " سكرتيرته " وكان أيضا حاملا لمستوى سئ في التعبير حتى أن مشهد تركه لزوجته في المستشفى كان لا داعي له لأنه تأكد من كونها لم تخنه ولكنه تركها لكونها تحب رجلا توفى منذ قليل ( ألم يكن هو نفس الرجل ؟ ) ؛ أيضا نقطة ظلت تضحكني طوال الفيلم بسبب تعليقات علا غانم بصفتها زوجة لإدوارد في الفيلم ، إنه يعاني عجزا جزئيا رغم إنه مارس العديد من العلاقات " يا تقدموا حاجة تتفهم يا تقعدوا في بيتكم "

مروة : دخلت مروة الفيلم بعدة شورتات ساخنة وغادرت الفيلم بغطاء للرأس وأن تصلي " مما يجعلك تضحك بسخرية بالغة " ، مروة تلك الزوجة الخائنة لزوجها والتي توافق على خيانته لشخص تعلم هي جيدا إنه يشتهيها لمجرد الشهوة وليس حبا أو أي أمر أخر أو حتى يعاملها كإنسانة بل كحيوانية يفرغ فيها شهوته ( ومع ذلك يقبل الزواج منها بعد طلاقها طب إزاي ) .

وعلى سبيل الضحك كان أحمد عزمي : قدم التليفزيون أحمد عزمي على أساس كونه ممثل واعد ولقد أدى بمنتهى القوة في مسلسلات مثل " عباس الأبيض " وغيرها ولكنه في هذا الفيلم على الرغم من كونه يقدم مشكلة الزوج الباحث عن شذوذ مع زوجته " أوضاع شاذة " إلا إنه لم يوضح لنا كيفية أداؤه في الفيلم والذي كان بمنتهى منتهى التدني .

أيضا كان لتواجد كل من دنيا وماريا أثرا غريبا الأولى بكونها راقصة تبحث عن امتاع الرجل " احمد عزمي " والحصول على المال والمصاريف ، والأخرى لكونها نفس الطبقة لكن تبحث عن الحب متمثلا في الرجل الذي تزوجته في نهاية الفيلم " باسم السمرة " ، وعلى الرغم من كون ماريا فتاة إغراء من الدرجة الأولى والدليل كليباتها إلا أنها اثبتت فشلا ذريعا في ظل وجود " علا غانم ، مروة ، دنيا "

وكان لكل من :

إيناس النجار : المشهدين الساخنين الأول بالمايوة والذي كان ملفتا للنظر والأخر في غرفة نوم إدوارد والذي كان محتاجا لها في ظل غياب زوجته " علا غانم " وكان يبحث عن أي شئ يعوضه عن غياب زوجته

عبير صبري : من الواضح أن عبير صبري لا تجد ما يكفي قوت يومها فلقد تركت ما قالت إنها مقتنعة بإرتدائه " الحجاب " وعادت مرة أخرى إلى شعرها لكي تمثل في هذا الفيلم دور الطبيب النفسي ، حسنا كان دورا يُقال عنه إنه مقبولا نوعا ما في ظل مشاهد ذلك الفيلم البورنو الجديد الذي قدم للمشاهدين المصريين .

كما لعب الحمام دورا مهما فكل دقيقة يدخل أحدهم أو إحداهن إلى الحمام لكي تأخذ حماما وتعمل المياة في توصيل الرسالة المطلوبة مع بعض الحركات من الفتيات لكي يُثار الجمهور ..

القصة والسيناريو والحوار :

في الحقيقة القصة أقل ما يقال عنها إنها أقل من المستوى الأدنى للعمل السينمائي ، بينما الحوار والأحداث والترابط تثبت مدى الإنهيار الأدبي لدى المؤلف أشرف حسن ، ويثبت إنه لا يدري شيئا عن مشاكل الشعب المصري والتي تم جمعها كلها في عدة مشاهد داخل غرفة النوم وحاربوا جميعا لكي يحلوها متناسين هروب الناس من تلك الأمور نظرا لخوفهم على مصير لقمة العيش ، بينما كان الفيلم يقال عنه إنه ليس للكبار فقط بل للمراهقين فقط ويتحول اسمه من أحاسيس لغريزة لكي يفهم معناه ولا يتواجد هكذا بل يتم الإستعداد جيدا لأخذ حماما بعد الفيلم ..

بينما حمل الإخراج مدى الكفاءة العليا لهاني جرجس فوزي والذي من الواضح إنه جلس يشاهد عدة أفلام بورنو وخليعة قبل أن يتحفنا بمثل هذا العمل ، والذي استخدم فيه مدى ما يستخدم في الأفلام البورنو ، والفلاش باك والأغاني طوال الفيلم ويثبت مدى مدى الإنهيار الإخراجي الذي يقدمه لنا بعد فيلمه " دون رقابة " وكان ما يضحك حقيقة هو طريقة إغلاقه للمشاهد ونهاية الفيلم منتهى منتهى البرود والسماجة ، من وجهة نظري إنه كان يكتب أول فيلم جنسي إباحي في مصر بدلا من كلمة أحاسيس لما تحمله من معاني

I.M.S.A

M.S.M.O

هناك 3 تعليقات:

  1. مدونة جميلة
    الى الامام ..
    ادعوك بزيارة مدونتي مدونة مستر بلال
    www.m-belal.com

    ردحذف
  2. مستر بلال
    اهلا بك في المدونة
    ويشرفنا زيارتك
    وان شاء الله تتم زيارة مدونتك
    انت ايضا إلى الأمام

    ردحذف
  3. نقد محترف .. اللهم احفظ بلادنا من أعداء الدين

    ردحذف

خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات