الأحد، يناير 10، 2010

مقالات من القصص النبوي : الأبرص ، الأقرع ، الأعمى ...

أتخيلت نفسك تقرأ لقصة لا يقولها انسان عادي ؟،

اجل قصة لا يسردها مؤلف مشهور أو مغمور ، بل انسان بكل ما تحمله الكلمة من معاني ، انسان يندر أن يتواجد مثله ولن اقول يندر أن يكون مثله كل الأجيال ، انسان يندر أن يتكرر أو يأتي مثله عبر ملايين السنين ، أتعلم من هو ؟.

- إنه المعصوم صلى الله عليه وسلم .

أرأيت إنه انسان واحد فقط يحمل كل الصفات التي لم تتوافر لبشري أخر ، صفات أهلته أن يكون نبي الله ورسوله ، بل وأخر الأنبياء والرسل ، فتخيل إنك تجلس لتستمع إلى قصص نبوي من لسان المعصوم عليه الصلاة والسلام ، بالطبع هذا لن يحدث ولكنك هنا معنا ستقرأ ما رويّ عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ، تلك القصص التي حملت من العِبر والدروس المهمة للأمة الإسلامية التي انت فرد منها ، " انت أحد افرادها ، أليس كذلك ؟ " اتجيبني بالإيجاب ، حسنا أيها الكريم فلتقرأ معي قصة من القصص النبوي الشريف ، قصة قالها المعصوم صلى الله عليه وسلم لتأخذ العظة والعبرة ،

إنها قصة " الأبرص ، والأقرع و الأعمي " .

فرويّ أن فى بني إسرائيل كان هناك ثلاثة أفراد الأول منهم أبرص " مصاب بمرض جلدي " والثاني منهم أقرع " لا يمتلك شعرا فوق رأسه " والثالث منهم أعمى " لا يبصر " ، وكان الثلاثة قد وقع عليهم الاختيار من رب العزة سبحانه وتعالى ليختبرهم ، وبالفعل أرسل لهم ملاكاً لإختبارهم وحين سأل كل فرد ٍ منهم عما يبتغي من أمور الدنيا ، فكانت إجابة الأبرص أنه يريد أن يحصل على جلد حسن ، ولون حسن حتى لا تنفر الناس من رؤيته وأن يمتلك قطيعا من الإبل حتى يُؤمن لنفسه موردا للرزق ، فكان له ما تمنى عن طريق ناقة عشراء حاملا.

وكانت اجابة الأقرع أنه يريد شعرا حسنا ، حتى لا تهرب الناس من رؤيته ، وأن يمتلك قطيعا من البقر ، فاعطاه الملك ما تمنى عن طريق بقرة عشراء حاملا .

وجاء الدور على الأعمى فطلب أيضا أن يذهب عنه العمى وأن يوفر له من مورد الرزق قطيع من الغنم ، فكان له ما تمنى عن طريق شاه عشراء حاملا .

وجاء وقت الإختبار ، فانت تأخذ ما تريد يا ابن آدم ويأتي عليك الوقت لكي تسدد ديونك ، وبالفعل اتخذ الملاك ثلاث هيئات هي " الأعمى ، و الأبرص ، و الأقرع " وبدأ يختبر شكر وإيمان كل منهم ، فذهب إلى الأبرص يسأله الحاجة فأنكر الأبرص أنه كان أبرصا فى يوم ما ، ونهر الملاك وطرده لأنه أبرص .

وذهب إلى الأقرع يستجديه عطفا وهو فى هيئة أقرع فنهرة ذلك الذي أعطاه في يوم ما تلك النعم ، وسخر منه وقال أأعطي لأقرع ؟، فحين قال له الملاك لقد كنت أقرعا فرد عليه فى إنكار واستنكار انا أقرع بل كنت منذ الأزل هكذا ولقد ورثت هذا أبا عن جد ، فيتركه الملك لحال سبيله ويذهب إلى الأخير .

إتخذ الملك شكل أعمى وذهب إلى مَن كان اعمى يسأله العطاء فيجيبه الأعمى بكل تبسم وحنو بأن الوادِ مِلك له يأخذ ما يشاء ويترك ما يشاء فلقد كان أعمى من قبل .

فيجيبه الملاك بأنه مَن ربح ما هو عليه بينما يخسر صديقاه ما كانا عليه لأنهما أنكرا نعمة الله تعالى عليهما .

أرأيت أيها المسلم الدروس والعظة من تلك القصة فلقد رواها النبي صلى الله عليه وسلم لتأخذ العبرة وذلك فى عدة نقاط منها " تعلم أن تشكر الله تعالى على ما يعطيك ويمنحك ، وأن تشكره حتى فى أيام المرض كما تشكره فى أيام الصحة فالأمر بيده فإذا مرضت فهو يشفين ، ولتعلم ايضا أن المؤمن الحق يعد ويفي بما يؤمن به بينما المنافق لا وعود ولا أمان له ، وناكر الجميل كالجاحد لا يعترف بشئ ولا تكن مِن مَن يحمل صفة النكران ، مَن يعطي الفقراء يزده الله تعالى على رزقه ، ولا تخجل من ماضيك فلا غني إلا الله " .

كان تلك بعض الدروس والعبر من قصة واحدة من القصص النبوي الكريم ، ولك ان تتعلم معنا ومع كل قصة دروس وعبر ووصايا وجهها لنا النبي المعصوم حتى تفيدنا في حياتنا العامة واليومية ، ولنتأكد إنه قد أرسل رحمة للعالمين .


I.M.S.A

M.S.M.O


هناك تعليقان (2):

  1. اخيرا عرفت ارد واشارك
    اولا مدونة رائعة
    واعتقد اننا فعلا مجانين عشان نقول الكلام دة
    لكنه واقعي جدا
    ومش عاوزة غير فرصة اقرا المقالات عشان ارد عليها
    تسلم ايدك اخى اسلام

    ردحذف
  2. اهلا بك معنا فى مدونة المجانين
    منتظرين قراءتك للمدونة
    ومرحبا بك مرة أخرى فى كلام المجانين

    ردحذف

خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات