حين تجلس وتطالع الأخبار تقف دائما أمام تلك الأخبار الظريفة التي تجعلك حائرا بين موقفين :
الأول هو الحزن على ما أصاب تلك الأمة من تخلف وتراجع – ليس التقني والتكنولوجي – ولكن تراجع فى القيم والمبادئ ..
بينما الثاني هو الفرح من تلك الأخبار وأسبابها ..
الأخبار هي عن أفضل موضوع فى الألفية الثالثة وهو قانون الخلع وقضاياه ، فبعد سنوات من الظلم والقهر قضتهم المرأة تحت طغيان الرجل وعدم حصولها على حقها فى الطلاق .
وحصلت أخيرا على قانون الخلع الذي يعطيها كامل الحق فى خلع زوجها والهروب من نير طغيانه وجبروته – هذا على أساس أن المرأة الملاك الدائم بينما الرجل تربى فى أحضان أبليس – وللأسف هذا ليس مكانا لمناقشة حقوق المرأة وواجباتها بالإضافة لحقوق الرجل وواجباته بل هو من أجل وضع قضية تحدث يوميا أمام أنظارنا – هذا على أساس أن البلد معظمها يرتدي نظارة بين النظر أو الشمس – وأخيرا وضع القضاء العالي كلمته الفاصلة فى إثبات حق المرأة فى خلع نفسها – وليس خلع الزوج – فأخيرا بعد فشل العصمة فى يد الزوجة والمفهوم الخاطئ الذي انتشر بسبب تلك الأفلام الهزلية فى السينما المصرية والتي بينت أن المرأة حين تكون العصمة فى يدها تكون مثلها مثل الرجل ، عجيبة تلك السينما إما تغير الواقع والتاريخ وإما تشوه الصورة الطبيعية للواقع ..
فعلما المرأة حين تأخذ حقها فى تطليق نفسها ، هذا لا يعني أن تطلق تلك الجملة التي لطالما رددتها السينما المصرية :
" مش هطلقك وهسيبك كدا زي البيت الوقف "
أو أن تقول له :
" روح وانت طالق "
حقا هذا مضحك فالقاعدة الشرعية تقول أن المرأة تمتلك القدرة فى تطليق نفسها وليس تطليق الرجل ولكن هذا ايضا ليس مكانا للضحك من تلك المفاهيم وعذرا لملك الكوميديا اسماعيل ياسين فهو مَن قيل له هذا المصطلح ..
ومع صدور قانون الخلع الذي يعطي للمرأة حقها أيضا فى خلع نفسها من زوجها ولكن ما يضحك بصراحة هو أسباب الخلع ..
شئ غريب فبعد أن يصدر حق كفله الشرع والدين قبل القانون تأتي المرأة وبكل استهتار وسخرية من تلك الأمور لتستخدم هذا الحق المشروع بطريقة ساخرة ومضحكة ( هذا لا يعني أن كل النساء كذلك فهناك نساء يحق لهن قتل أزواجهن وليس فقط خلعهم ) ولكن لنقف قليلا عند تلك الأسباب ، من تلك الأسباب :
· إمرأة تخلع زوجها لأنه لا يضحك ..
مشاكل الدنيا لا تعطي الفرصة للضحك ، وحين يقف أمامك أخبريه نكتة أو فزورة أو ما شابه أو أي أمر ..
· قضية خُلع لأن الزوج رائحة قدمه كريهة " للعلم يعمل سائق نقل " ..
اجعليه يغسل قدميه ، أو يستخدم ديتول ، أو حتى بدرة مثلجة الخاصة بالأطفال ..
· قضية خلع لأن الزوج يحب أكل البصل على الأكل ..
مَن لا يأكل بصلا فى الأكل ، احم كل امرأة تضع بصلا فى الطعام ، وإن كان الأمر يثير ضيقك أجعليه يفرش أسنانه أو أجعليه يأكل نعناع أو بقدونس أهو برضو بيسرح الرائحة ..
· قضية أخرى بسبب أن الزوج ينام مبكرا ويستيقظ مبكرا ..
حسنا ينام متى ويستيقط متى ، فى الحِكَم يخبرونا ..
نم مبكرا تستيقظ مبكرا ..
وغيرها من القضايا التي تضحك ونتساءل هل مِن الممكن ان يقبل القضاء بالحكم فى مثل تلك القضايا ، أم أن القاضي مثلي سيقف يضحك ساخرا من الأسباب ولكم اتذكر "هاني رمزي " فى فيلم " محامي خلع " حين وقف يقول لـ " داليا البحيري " :
مش بعيد إذا خرجت أجيب لك شخارة بالكهرباء ..
هذا بالفعل ما يضحك على قضايا الخلع ، المشكلة إنك قد تجد إمرأة متزوجة ومنجبة ويأست من الحياة الزوجية مرة واحدة ، وللعلم منهن مَن على صواب ولكن إن كانت الأسباب كتلك الأسباب التي ذكرت بالأعلى فسيكون الأمر مبكي وخصوصا مع وجود الأبناء ..
وايضا ساهمت السينما بشكل هزلي فى نشر تلك الأمر وهو أن تقول المرأة للرجل "سأخلعك وأجعلك تجلس فى المنزل واكثر ما يمكنك الحصول عليه هو المهر " – عذرا ايتها المرأة فالرجل ليس ضرسا لدى طبيب الأسنان يمكنك أن تخلعيه بسهولة – ويا سلام هذا الميثاق الغليظ الذي أقره الله تعالى يُعامل بتلك الطريقة الهزلية والسخيفة ، كل هذا يجعلني أقف واتساءل :
لماذا تلجأ تلك السيدات لهذه الأسباب السخيفة للخلع ؟
احاول أن اضع إجابة مع بعض التعليقات ...
1- تجربة الحياة بمنطق القوة ، وحركة تغيير للوضع السابق ..
فبعد أن ملت المرأة مِن كلمة الرجل سأتركك كالبيت الوقف خرجت أخيرا لتعلن إنها لن تكون بيتا وقفا ولكن متواجدة ولا يزال المشترون يريدون هذا البيت ، ولكي توضح إنها حرة ولها كل الحق فى البيع والشراء ..
2- انسياق وراء جمعيات حقوق المرأة التي أهدرت حقوق المرأة ..
تلك الجمعيات التي أهدرت حقوق المرأة ، وليس تلك الحقوق فى بلدانهم ، وعجبا على امرأة كُفلت حقوقها منذ أكثر من 1400 عاما تأتي الآن لتبحث عن حقوق من جمعيات تهدر الحقوق ولا تأتي بها ..
3- انتقام من الرجل بعد العذاب ..
تطبيقا لنظرية اتغدى به قبل ما يتعشى بي ، وغريبة فأصبحنا فى الغابة ونطبق قانون الغابة ، وأظن أن البلد الآن أفضل مثال لتطبيق قانون الغابة ، والبقاء للأقوى وليس للأصلح ..
4- انحطاط وتفكك الأسرة وروابطها التي فرضها الله تعالي ..
منذ أن رأى الرجل أن حقوقه هي حقوق مطلقة بدأت الأسرة فى التفكك والآن نرى المرأة مكان الرجل تفكر فى حقوقها بشكل مطلق وليس مقيد ، كما تعلمنا وعرفنا ..
5- انسياق وراء مبادئ الحرية المبعوثة من الغرب والتي تثبت انهيار القيم الانسانية فى الغرب نفسه ..
فالمجتمع الغربي منهار داخليا وفى حقوقه ، وحقوق المرأة والانسان وحرية المرأة الغربية تثبت كيفية الإنهيار ، ويبين انهيار الروابط الأسرية فالابن يثور على أبيه والزوجة تسجن الزوج وليس بينهم مودة ورحمة كما لدينا ..
6- انهيار الأسس الدينية ومفهوم الزواج العام لدينا ..
فالزواج شئ مقدس لدينا وله روابط وعادات وتقاليد ولكن بجهلنا وتعسفنا اثبتنا أمرا واحدا ..
إن هذا الأمر فى طريقه للإنهيار التدريجي ويجب أن نبحث عن الحل ..
7- كل ما سبق ومحاولة البحث عن أجوبة وإن وجدتم أخبرونا ..
كُتبت الفزورة فى
5/ 9 / 2009 م
I.M.S.A
M.S.M.O
0 اتجننوا معانا:
إرسال تعليق
خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات