الاثنين، ديسمبر 14، 2009

أم الخير بنت إسماعيل هل تعرفها ؟


أم الخير بنت إسماعيل ، إمرأة ظُلمت من قبل السينما والدراما ، صورتها السينما كغانية وعابثة وتلقي بنفسها فى أحضان الرجال وتنتقل من فرد لأخر ، لم يعرفها أحد بهذا الاسم بل بذلك الاسم الذي أُطلق عليها وأشتهرت به فى الدراما والتاريخ إنه :

" رابــعـة الـعدويـة "

أجل ذلك الفيلم السينمائي الذي قامت ببطولته :

" نبيلة عبيد " فى دور رابعة العدوية ..

نظرة أخرى نجريها فى تاريخ الدراما بعد الوقفة السابقة مع صلاح الدين الأيوبي وسيف الدين قطز وكيف وضحنا أن السينما قد شوهت تاريخنا الإسلامي بما يسمى متطلبات الدراما والآن مع شخصية أقل ما يُقال عنها إنها عابدة ناسكة منذ طفولتها حتى وفاتها إنها البكر العفيفة :

" أم الخير بنت إسماعيل العدوي الشهيرة برابعة العدوية "

ونبدأ بسرد أحداث الفيلم والواقع الحقيقي فى تاريخ رابعة :

يبدأ الفيلم – بطولة نبيلة عبيد وفريد شوقي وحسين رياض وعماد حمدي – بفتاة تحذر أميرا قبل أن يعتدي عليه اللصوص ويهرب من بين أيديهم وهذا الأمير قام بدوره عماد حمدي وبعد ذلك يُطاردها اللصوص فتهرب وتقع فى يد النخاس الذي يعتبرها كإبنته فيكتشف حسنها وصوتها الرائع ويعرضها للبيع فيتنافس عليها عماد حمدي وفريد شوقي ليفوز بها عماد حمدي فى النهاية وتنتقل لتعيش فى بيته وهناك تنشأ قصة الحب بين رابعة وحبيبها الذي يقع فى الديون فيأخذ قرضا من التجار ثم يضمنه فريد شوقي فيترك رابعة أو نبيلة عبيد لديه وبعد ذلك وعن طريق مؤامرة أثناء تجارة عماد حمدي يقتله فريد شوقي ويستغل الفرصة ويتمتع برابعة العدوية التي تلقي بنفسها للمتعة والشهوات ولذة النفس لعلها تنسى ذكريات حبيبها السابق الذي أُغتيل على يد فريد شوقي وبعد فترة من أحداث الفيلم تُقابل أحد الشيوخ المتصوفين عابدي الله تعالى والذي يقوم بدوره حسين رياض فتعود لرشدها وتفيق على تلك الذنوب فتتوب وتعود إلى طريق الصلاح ومن هنا يبدأ التعذيب البدني والنفسي لها عن طريق خدم فريد شوقي إلا أن يظهر الصوت الغيبي ويطلق رابعة وتظهر كراماتها وتمر السنون وتكون رابعة من أولياء الله الصالحين وصاحبة صيت وشهرة وتأتي الحرب وحين ينتصر المسلمون ويعودون لتبشير رابعة تكون هي قد أسلمت الروح لبارئها ..

هذا كلام غير صحيح تعلق بحياة أم الخير بنت إسماعيل كان السبب فيه تلك الكتابات التي كُتبت عنها وهي كتابات أدبية لا علاقة لها بالتاريخ وهي :

"رابعة العدوية شهيدة العشق الإلهي " للدكتور عبد الرحمن بدوي ..

و" شهيدة العشق الإلهي " وتلك دراما كتبها طاهر أبو فاشا وحملت الأشعار التي قامت بغنائها كوكب الشرق أم كلثوم والتي غُنيت فى فيلم رابعة العدوية بطولة نبيلة عبيد ..

على الرغم من تلك الصورة المشوهة والتي لا تستند كالعادة إلى شئ من الحقيقة سوى طاعة رابعة وتنسكها وعبادتها وحبها فى الله تعالى وعشقها له وتعتبر رابعة العدوية من كبار الصوفية والحب النوري الإلهي ، وما علينا الآن هو رصد تاريخ رابعة الحقيقي ..

ولدت رابعة العدوية لأب عابد فقير توفى بعد فترة من ميلادها ولحقت به أمه ليتركها هي وأخوتها داخل مدينة البصرة – العباسية فى ذلك الوقت – دون سند أو مؤن وأضطرت رابعة لأن تحل محل أبيها فى العمل وذلك عن طريق معدية كانت تنقل بها الناس خلال نهر من أنهار البصرة وحين دَبَّ فى البصرة الجفاف رحلت رابعة عن البصرة هي وأخواتها وكانت رابعة من عازفات الناي فى تلك الفترة من عمرها – كانت صغيرة السن فلم تكن متجاوزة للعشر سنوات من عمرها – بعد القحط والجفاف تفرقت كل الأخوات لتُخطف رابعة عن طريق أحد اللصوص الذي يبيعها لتاجر كان يحملها ما فوق طاقتها وكانت كفتاة تتحمل ذلك لتعود فى الليل لتعبد ربها وتتجه للعبادة والتنسك – قد يكون ذلك تأثرا بأبيها ولكن من الرأي الصائب إن هذا بسبب طبيعتها الدينية والتي نشأت فيها فقد كانت حافظة للقرآن والأحاديث فى سن صغيرة وكانت تسعى دائما للحفظ والعبادة – رآها الرجل وهي تناجي ربها بسبب ما يحمله لها من مشقة وعناء وخاف على نفسه من ردة الفعل فأطلق سراحها – ورد عن مَن تولى بكتابة سيرة رابعة العدوية إنه سمع صوتا غيبيا أوحى له بالذهاب لرؤيتها فى ذلك الوقت – وذهبت للعبادة فى المساجد وإحتراف العزف على الناي وهو ليس بدع لدى المتصوفة وفى عمر الرابعة عشر إتجهت رابعة إلى الخلاء والصحراء لكي تتجه فى عبادتها لله تعالى دون غيره ورفضت رابعة أي عرض زواج لأنها كانت ترى لا زوج ولا ولد يغنيها عن طاعة الله تعالى بتلك الطريقة الصوفية فظلت من ميلادها إلى وفاتها عفيفة طاهرة لم يمسسها رجل نهائيا وليس كما صورتها السينما من حبها للشهوات وقضاء وقتها مع عماد حمدي ومن بعده فريد شوقي ..

عادت رابعة بعد فترة طويلة إلى البصرة وجمعت حولها الناس تحضهم على طاعة الله تعالى وكيفية التصوف إلى أن لاقت ربها فى عمر يناهز الثمانين بعد أن عملت طريقا جديدا فى الصوفية وبينت ووضحت أن حب الله تعالى لا يفوقه شيئا ..

لتروا كيف صورت السينما حياة عابدة ناسكة مثل رابعة العدوية وشوهت صورتها لمجرد كلمة سياق الدراما أو الدراما تريد هكذا ..

I.M.S.A

M.S.M.O


هناك تعليقان (2):

  1. أنا آسفة اني كنت واخدة الفكرة دي فعلا
    بجد شكرا ليكو جدا على التوضيح دا
    وربنا يجازي اللي كان السبب

    ردحذف
  2. شكرا لكِ انتِ على قراءة البوست
    تحياتي لكِ ومنورة المدونة والبوست

    ردحذف

خد راحتك في الجنان معنا حرية الرأي مكفولة للجميع حتي لو هتجنن علينا
نظرا لوجود مشاكل في نظام التعليقات لغير معرفين برجاء عدم التعليق بغير معرف منعا لاختفاء التعليقات